tgoop.com/malkafb/5420
Last Update:
🍭 رواية غزل البنات 🍭
الحلقة ٣
في كلّ مرة كانت تعلن فيها أمي عن خاطب جديد سيزورنا، كنت أراجع في ذاكرتي تلك المقاييس التي وضعُتها لاختيار شريك حياتي، وفارس أحلامي المنتظر.
كل ما تمنيته من زخارف الدنيا، رفيق آنس بقربه، أسكن إليه، أجد لذة العيش في التحدث معه... وكنت أنتظره متديّن جدا، مثقف، صاحب فكر وله رأي ويؤمن بقضيّة، ناجح في عمله، والكلّ يحبه، وسيم، وطويل ومفتول العضلات!
أعلم أنني لست بكاملة، لكنني أحتاج لشخص رائع وكامل، لا أشعر بجواره بنقصي، أملت أن يأتيني كما تمنيته.
ّ يأخذ بيدي فيرفعني لأعلى، يحلّق معي فوق السحاب، ويرضينيّ ولهذا كنت أرد ٍ الكثير من الخطاب لأسباب كثيرة كانت نهاية زياراتهم دائما دموع أمي، وحوار يتكرر بتفاصيله كل مرة.
وكان آخر حواراتنا بعد زيارة من شاب خلوق جاء ليخطبني بعد أن رشحتني له جارتنا الغالية التي تحبني كثيرا، والتي تقطن في الدور الأرضي من بنايتنا وتعيش وحيدة بعد زواج أبنائها، تتسلى بالبحث عن زوج لي ولبنات الحي الذي نسكن فيه...حيث زارت أمي التي رحبت بزيارتهم لنا في حضور أخي "جمال".. وقد حدث بالفعل وتم اللقاء وبعد انصرافهم.
كنا نجلس على فراش أمي التي رفعت حاجبيها ثم مصمصت شفتيها بعد أن أبديت رأيي في العريس ورفضْته وقالت بنبرة حادة: لماذا ترفضينه يا "دعاء"؟
ّ أجبتها بتبرم وهي تتفحصني وتنتظر مزيدا من التوضيح:
ّ - لا أشعر بالراحة يا أمي..
قالت وهي تتعجب: وكيف هذا؟! إنه شاب رائع، وشكله مقبول، وعائلته معروفة، وأضيفي على هذا كله أن لديه شقة كبيرة في وسط البلد حاولت أن أحافظ على هدوئي حتى لا يشتعل الحوار وقلت بأدب: لا تهمني تلك الأشياء يا أمي، المهم الإنسان نفسه، فأنا جلست وتحدثت معه، وأفكارنا مختلفة تماما،كما أنه يرى المرأة كائنا من الدرجة الثانية، ويشعر أن الرجل أفضل منها!
تأملت أمي وجهي قليلا وكأنّها تفكّر للحظات، وأمسكَتْ بذقنها ثم قالت: فلندعوه ليزورنا مرة أخرى، وتجلسين معه ونسمع قرارك بعدها ألا توافقني الرأي يا "جمال"؟
التفتت أمي لأخي "جمال" الذي كان ينصت إلينا وهو يقلّب في هاتفه الجوال دون أن يرفع عينيه عن شاشته المضيئة، حيث قال بصوت رتيب: والله يا أمي هي من ستتزوج ولا أستطيع أن أفرض عليها أي شيء، يكفي أننا ضغطنا عليها عندما خطبت لـ "أحمد" وسريعا ما رفضته، فأنا حتى الآن أشعر بالحرج كلما التقيتُ به.
اعتدلت أمي في جلستها وقالت بحسرة: "أحمد"، يا للخسارة، لا أدري كيف رفضت الزواج منه يا "دعاء"؟!
فقد كان وقور السمت، ذا ملامح طيبة حنونة تهرب الأنظار إليها، وكان مهذبًا، قليل الكلام.
قاطعتها وأنا أحاول إيقاف تيار المدح الذي يتدفق من بين شفتيهاّ في كل مرة يتردد فيها إسم "أحمد" في بيتنا، وقلت:
ّ يا أمي أنا لن أتزوج إلا مرة واحدة فاتركيني أختار بنفسي.
ّ قالت بتبرم:
ً - تنتظرين زوجا لم يولد بعد...أين هذا الملاك!
ّ أخشى أن يمر وقتك الذهبي، فلكل فتاة وقت وموسم تخطب فيه ويكثر طلابها، وبعد هذا يخفت الضوء ولا يسمع عنها أحد ويزهدون فيها.
قلت بيقين: لا تخافي يا أمي ألم تخبريني أن الزواج رزق!؟
قالت بضيق: نعم قلت هذا ولكنك لابد من الأخذ بالأسباب!
ِ أنت ترفضين وترفضين، لأسباب عجيبة...وللناس ألسن يا ابنتي، سيشاع أنك لا تريدين الزواج، أو سيظنونك معقدة، وستظلين معيّ بالبيت، والعمر يمر كالبرق وتأكل السنون من أعمارنا ما تأكله، وأنا لن أدوم لك وأخشى عليك من ضربات الدهر القاسية، ووحشة الليالي الطويلة، وقسوة الأيام الباليةً وأنا ككل أم أرجو لك زوجا حنونًا وشهما يكون لك وتدا تتكئين عليه، وظلا تلجأين إليه، ولم أجد هذا إلا في "أحمد".
ّ قاطعتها بتبرم مرة أخرى وقلت:
- وكأن الدنيا ليس فيها إلا "أحمد" يا أمي!
أضافت وهي تطالعني بنظرة جادة: لا تقولي أنك لا تحبينه، فالحب سينمو ويزهر بينكما بعد الزواج.
ً ثم شردت بعينيها قليلا ّ وقالت بعد أن تنهدت بعمق: مازال حب أبيك يموج في قلبي، وأحن إليه رغم وفاته منذ سنوات، وما زالت الحنايا تشكو ألم الفراق، وقد تعلمت الحب على يديه.
تقبّلني بعيوبي وفرح بما في من مميزات فصرت أصلح من نفسي لأرضيه، وتقبلته بعيوبه... بل رضيت ببعضها؛ لأنني أحبه ولأنها أمور أستطيع أن أغمض عيني عنها طالما أنها لا تغضب الله، وإنما هو اختلاف في الطباع، ومضت الحياة بحلوها ومرها، وكنا معا.
ّ
قلت بثقة: نحن لا نشبهكم يا أمي، جيلنا مخيف وصارت قصص الطلاق َّ كثيرة حولي، كما أن معظم الفتيات يتزوجن ممن يظنن أنه على خلق ودين ويفاجأن بعد الزواج بالعكس. وأنا أريد أن أشعر بالحب...أريد حبا يناسب كبريائي، الحب الحلال يا أمي.
رفعت أمي يديها وحركتها في الهواء ثم قالت: أي كبرياء تتحدثين عنه يا "دعاء"، أتظنين أن الحب فعلا كما ترينه في الأفلام والمسلسلات! الحب بناء يا ابنتي، كالهرم وليس مجرد وردة حمراء أو قلب مرسوم يقطعه سهم، الحب شيء يحتاج وقتا لكي يولد، وعندما يولد يعيش طويلا.
BY ملكه👑في بيت🏡زوجها🤵
Share with your friend now:
tgoop.com/malkafb/5420