tgoop.com/malkafb/5415
Last Update:
وقالت:
- آسفة لجرحك أستاذي.. ودّعها على نحو مقتضب وهو يحدث نفسه بقلق:
حتى متى سترفض "رحمة" الزواج مني، إنها حتى ترفض أن أزورهم بالبيت مع أمي!
راقبته هي من خلف زجاج السيارة المغطى بالبخار، فأحسّ بنظراتها تستقر عليه وراح يرمقها بلا حيلة وهي تغادره، ثم سار وحيدًا مهدل الذراعين يبحث عن أقرب مستشفى, ودماؤه تسيل من يده.
بعد دقائق.. رنّ جرس الباب رنينًا حادًا متلاحقًا فأسرعت "دعاء" لتفتح الباب، في نفس اللحظة كان رنين هاتفها النّقال يتصاعد.
أسرعت تجيب بعد أن دلفت"رحمة" بعصبية من باب بيت عمّتها الذي فتحته وهي تضع الهاتف على أذنها
كان "عمر" الذي أراد أن يطمئن على "رحمة"..
دار حوار قصير فهمت منه العمّة ما حدث، أنهت حوارها معه وأسرعت إلى "رحمة" واحتضنتها طويلًا..
انفجرت "رحمة" تؤنّب عمّتها قائلة:
- كان يسير خلفي، إنه يراقبني.. بل ويؤنبني لأنني مكثت قليلًا مع زميلاتي في الكلّية، ويبدو أنه اتصل بك أكثر من مرّة فهو يعلم أنني أحبك، ليتني ما أعطيته رقم هاتفك... إنه يريد منك أن تؤثري عليّ وتقنعينني بالزواج منه... أليس كذلك؟
ثم أردفَتْ بغيظ:
- إنه يناديك "عمتي"!.
وقفت "دعاء" بابتسامتها الرقيقة، وقامتها المتوسطة الطول، وجسدها النّحيل، وقد زيّن وجهها عينان عسليتان وكأنهما ثغران باسمان ضاحكان، يعلوهما قوسان رقيقان أسودان يظللان على أهداب ترفرف حول نظراتها الحانية.. تراقب "رحمة" وهي تتحدث بغضب، ثم استدارت دون أن تردّ عليها، وسارت إلى المطبخ فتبعتها "رحمة" وأسندت ذراعها على الباب ووقفت تؤنب عمّتها وتطالعها بعينيها التي ورثت لونهما العسلي عنها:
- استمرارك في التواصل مع "عمر" خطأ يا عمّتي ويضايقني كثيرًا، فأنت تعلمين أنني لن أتزوجه، لماذا تعاملينه هكذا؟!، ولماذا تعطينه أملًا في الزواج مني وأنا أرفضه؟، ألم نتفق على أن تكوني صديقتي!
اقتربت "دعاء" من ابنة أخيها وقبّلتها على جبينها, وسألتها بهدوء:
- لماذا ترفضينه؟ إنه شاب رائع!
أجابتها بعد أن زفرت بحنق:
- هو رائع وخلوق ووسيم... لكنني أود الزواج من شخص أكثر تميزًا منه، هناك جوانبٌ أخرى في الشخصية أبحث عنها. سحبتها عمّتها من يدها إلى غرفتها ووقفت في وسطها للحظات وكأنها مترددة قليلًا.
فتحت فمها كأنها ستتكلم، ثم همهمت بحروف مبتورة ودارت في الغرفة بنظرات مضطربة
وأخيرًا نظرت إليها بجدية وكأنها اتخذت قرارًا حاسمًا وقالت:
- أريد مقعدًا خشبيًا من الصالة يا "رحمة"..
زفرت "رحمة" زفرة طويلة وقامت لتجلب لها الكرسي، عادت سريعًا وهي تجرّه خلفها ثم ناولته لعمتها التي وضعته أمام خزانة ملابسها وصعدت عليه بحرص ومدّت يدها فوق الخزانة وتحسست المكان قليلًا وحرّكت يدها يمينًا ويسارًا حتى التقطت شيئًا ما..
عضّت على شفتيها وابتسمت وقالت:
- ها هو...
وسحبت صندوقًا ملفوفًا بعناية في قماشة زرقاء بلون السماء تتناثر عليها ورود تتوسطها حبات اللؤلؤ، بدا القماش وكأنه فستان خطبة قديم..
صاحت "رحمة":
- ما هذا يا عمتي... أتخفين كنزًا؟!
أجابتها "دعاء" وقد بدأت عيناها تلمعان:
- هنا أسراري كلّها يا "رحمة", وستطلعين عليها اليوم.
شعرت "رحمة" بالفضول وتسارعت دقات قلبها واقتربت من عمّتها بشغف، جلست "دعاء" على طرف فراشها تحلّ عقدة القماشة الزرقاء حيث تناثرت بعض حبّات اللؤلؤ على أرض الغرفة، لملمتها في وجل وإشفاق في كفّها ووضعتها داخل لفافة القماش بحنان وكأنها تضع رضيعًا في مهده...
ثم سحبت صندوقًا خشبيًا بديعًا عليه نقوش جميلة، قفل الصندوق يبدو وحده تحفة فنية رائعة، أمسكته بعناية ومسّدته وكأنها تمسّد بشرة طفل صغير، ثمّ فتحته بعد أن بدأت ملامحها الرقيقة تتغير وتشي بالكثير من الحنين إلى الماضي، وسحبت من داخله دفترًا قديمًا غلافُه وردي، قد اصفرّت أطراف أوراقه قليلًا، وفتحته ثم رمته بنظرة واستردتها سريعًا.
كانت صفحته الأولى تحتضن كلمتين..
"غزل البنات"
أغلقته لتضمّه إلى صدرها لوهلة ثم ناولته لابنة أخيها وقالت بحنان:
- اقرئي هذا الدفتر يا "رحمة"، ولا تخبري أحدًا أبدًا بما فيه، فهنا سرّي الذي لا يعرفه أحد عنّي. غضّنت "رحمة" جبينها وتناولت الدفتر، وتأمّلت الخط المسطور على الصفحة الأولى وتبيّن أنه خط عمتها.
غادرت "دعاء" الغرفة إلى المطبخ وأغلقت الباب على "رحمة" التي وثبت- وقد تعملق الفضول داخلها- فلزمت فراش عمّتها تحت الأغطية لساعات كما لو كانت في حالة بيات شتوي حيث كانت تقرأ..
#رواية_غزل_البنات الحلقة١
BY ملكه👑في بيت🏡زوجها🤵
Share with your friend now:
tgoop.com/malkafb/5415