أن تقولها في قلّبك:
لأجلك يا ربّ ، في سبيلِك يا اللّٰه ، عبادةً لكَ يا اللّٰه ، لم أفعلها ولم أصبِر ولم أتحمَّل القيام بِـعكس هواي إلا لكَ يا ربي ..

هذا القَول في قلّبك يقلِب كُل الموازين ، يُغيِّر كل شيء ، يُسعدُك وإن كنتَ تقوم بِـ عكس هواك ، يُصبّرك على أصعب بلاء ، يُذكّرك أن واجبك أن تفعَل أو لا تفعل بِحسَب رِضا ربَّك ، أن تصمُت حين يكون الأَولى في ميزان الشرّع هو الصَّمت ، وأن تتكلَّم حين يكون الأَولى في ميزانِه هو الكلام ، وأن تَستبشِر وأنت لا يعلم بِـ تعبك وما يُخالِج نفسك إلا ربَّك سُبحانه ..

قوليها في قلبكِ هناك حين يوقظك طفلك وسطَ اللَّيل من دفء وراحة النوم العميق ..

قُلها حين استثارك شخص سيء الخلق بِـ قيادته وصمتّ تحلُّمًا وتزكيةً لِـ نفسِك ولـ تكون قدوةً لابنك ..

حين طلبَت منك أمّك الطلب العاشر لليوم ولم تطلب من أخيك شيئًا ..

حين رأيتِ الثَّوب الذي أحببتِ وامتنعت عن شرائه لئلا تضيعي كل هذا المال الذي جعل اللّٰه بين يديكِ ..

حين كان إنكار المُنكر صعبًا عليكِ/عليكَ فاجتهدت رغم خجلك وفكرت بأفضل طريقة لصياغة الكلام والتذكير باللّٰه ..

حين حذفت تطبيق تيكتوك وانستغرام وفيسبوك من هاتفك لئلا تدخل عليك مقاطعها المفتوحة بكل سوء رغم تلك اللِّذة التي تجد فيها ..

حين وصلت رحِمَك رُغم طبيعتك الخجولة ورُغم تكاسلك عن ذلك ورُغم انشغالك ..

وحين قمت بما يُرضي اللّٰه ويزكِّي نفسك رُغم هواك وعمِلت لـِ تعتاده مع الوقت ..

قُلها في قلّبك وكرِّرها وافتخِر وافرَح بها .. لكَ يارب ..
هذا هو الإخلاص ، تجديد النيّة ، استحضار مُراقبة اللّٰه ﷻ ، وغيرها من المفاهيم وأعمال القلوب العظيمة ، وهُناك تعملها في قلبك وتُحييها في نفسك ، تفرح بها وأنت تعيش لما أكبر من ذاتك الصغيرة وجسدك ولذّتك السريعة القصيرة ، تُجاهد الهوى لأجل ما هو أكبر ، لا تأتمِر بأمر غرائزك وشهواتك ورغباتك فقط ، إنما تُسيِّر نفسَك نحوَ الغايَة الأكبر التي تستحِق تعبها ، تُذكّرها باستمرار أنها ليست هنا لِـ تتسلَّى وتعيش وتموت فقط ، وهذا من فضلِ اللّٰه ورحمتِه وكرمِه وحده ..