tgoop.com/kha2asl2ddl/16768
Last Update:
المسيح الدجَّال:
عن عبداللّٰه بن عمر -رضيَ اللّٰه عنه- قال: ‹أنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ انْطَلَقَ مع رَسُولِ اللّٰهِ ﷺ في رَهْطٍ قِبَلَ ابْنِ صَيَّادٍ حتَّى وَجَدَهُ يَلْعَبُ مع الصِّبْيَانِ عِنْدَ أُطُمِ بَنِي مَغَالَةَ ، وَقَدْ قَارَبَ ابنُ صَيَّادٍ يَومَئذٍ الحُلُمَ ، فَـ لَمْ يَشْعُرْ حتَّى ضَرَبَ رَسُولُ اللّٰهِ ﷺ ظَهْرَهُ بيَدِهِ ، ثُمَّ قالَ رَسُولُ اللّٰهِ ﷺ لاِبْنِ صَيَّادٍ: «أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللّٰهِ؟» ، فَنَظَرَ إلَيْهِ ابنُ صَيَّادٍ، فَقالَ: أَشْهَدُ أنَّكَ رَسُولُ الأُمِّيِّينَ ، فَقالَ ابنُ صَيَّادٍ لِرَسُولِ اللّٰهِ ﷺ: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللّٰهِ؟ فَرَضَّهُ رَسُولُ اللّٰهِ ﷺ ، وَقالَ: «آمَنْتُ باللَّهِ وَبِرُسُلِهِ» ، ثُمَّ قالَ له رَسُولُ اللّٰهِ ﷺ: «مَاذَا تَرَى؟» ، قالَ ابنُ صَيَّادٍ: يَأْتِينِي صَادِقٌ وَكَاذِبٌ ، فَقالَ له رَسُولُ اللّٰهِ ﷺ: «خُلِّطَ عَلَيْكَ الأمْرُ» ، ثُمَّ قالَ له رَسُولُ اللّٰهِ ﷺ: «إنِّي قدْ خَبَأْتُ لكَ خَبِيئًا» ، فَقالَ ابنُ صَيَّادٍ: هو الدُّخُّ ، فَقالَ له رَسُولُ اللّٰهِ ﷺ: «اخْسَأْ ، فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ» ، فَقالَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ: ذَرْنِي ، يا رَسُولَ اللّٰهِ ، أَضْرِبْ عُنُقَهُ ، فَقالَ له رَسُولُ اللّٰهِ ﷺ: «إنْ يَكُنْهُ فَلَنْ تُسَلَّطَ عليه، وإنْ لَمْ يَكُنْهُ فلا خَيْرَ لكَ في قَتْلِهِ» [أخرجه مسلم باختلاف يسير]
شرحه:
كان من يهودِ المدينةِ غُلامٌ اسمُه ابنُ صَيَّادٍ، قيل: اسمُه صافي ، وقيل: عبدُ اللّٰهِ ، وقيل: مِنَ الأنصارِ ، وقد شاع بين النَّاسِ أنَّه هو الدَّجَّالُ؛ لِما به مِن صفاتٍ تُشابِهُ التي في الدَّجَّالِ ، فأراد النَّبيُّ ﷺ أن يَطَّلِعَ على أمرِه ويتبَيَّنَ حالَه.
وفي هذا الحَديثِ يحكي عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما أنَّ عُمَر بنَ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنه انْطَلَقَ مع النبي ﷺ في رَهْطٍ -وَهوَ ما دونَ العَشَرةِ مِن الرِّجالِ- جِهةَ ابْنِ صَيَّادٍ حَتَّى وَجَدوه يَلعَبُ مَعَ الصِّبيانِ عِندَ أُطُمِ بَنِي مَغالةَ -وَالأطُم بِناءٌ مِن حَجَرٍ كالقَصرِ، وَقيلَ: هو الحِصنُ ، وَبَنو مَغالةَ: قَبيلةٌ مِن الأنْصارِ- وَكان ابنُ صَيَّادٍ قَدْ قارَبَ البُلوغَ وسِنَّ التَّكليفِ ، فلَمْ يَشعُرْ حتَّى ضَرَبَ النَّبيُّ ﷺ بيَدِه الشَّريفةِ ظَهْرَه ، ثُمَّ سَألَه: تَشْهَدُ أنِّي رَسولُ اللهِ؟ ، فَنَظَرَ إليه ابنُ صَيَّادٍ ، فَقالَ: أشْهَدُ أنَّك رَسولُ الأُمِّيِّينَ ، أي: رسولُ العَرَبِ ، نِسبةً إلى الأمِّيَّةِ ، وهي عَدَمُ القِراءةِ والكتابةِ ، أوْ نِسبةً إلى أُمِّ القُرى.
ثمَّ وَجَّه ابنُ صَيَّادٍ نَفْسَ السُّؤالِ للنَّبيِّ ﷺ: أتَشهَد أنِّي رَسولُ اللهِ؟ ، فابنُ صَيَّادٍ يدَّعي الرِّسالةَ ويَطلُبُ مِنَ الرَّسولِ ﷺ أن يَشهَدَ بذلك!
«فَرَضَّهُ النَّبيُّ ﷺ»، يعني: دَفَعَه حتَّى وقَعَ؛ ليَأْسِه من إسلامِه ، وَقالَ ﷺ: «آمَنتُ بِالله وَبِرُسُلِه». ومناسبةُ هذا الجوابُ منه ﷺ: أنه لما أراد ﷺ أن يُظهِرَ للقَومِ كَذِبَه في إدعائه للرسالة ، أخرج الكلامَ مخرجَ الإنصافِ ، أي: آمنتُ برُسُلِ اللّٰه ، فإن كنتَ رسولًا صادِقًا غَيرَ ملبَّسٍ عليك الأمرُ ، آمنتُ بك ، وإن كنت كاذِبًا وخُلِّط عليك الأمرُ فلا ، لكِنَّك خُلِّط عليك الأمرُ فاخسَأْ. ثم سأله النَّبيُّ ﷺ: ماذا تَرى؟ ، وقد أراد النَّبيُّ ﷺ استنطاقه بما يُظهِرُ كَذِبَه في دعواه ، فَأجابَه ابْنُ صَيَّاد: «يَأْتيني صادِقٌ وَكاذِبٌ»، أي: أرى الرُّؤْيا رُبَّما تَصدُقُ فتأتي كما رأيتُ ، وَرُبَّما تَكذِبُ. وكان على طريقةِ الكَهَنةِ يُخبِرُ الخَبَرَ فرُبَّما يَصدُقُ وربَّما يَكذِبُ. فَقالَ لَه النَّبيُّ ﷺ: «خُلِّطَ عليك الأمرُ»، أي: خَلَّطَ عليك شَيْطانُك ما يُلْقي إِلَيك.
ثُمَّ قالَ لَه النَّبيُّ ﷺ: «إِنِّي قَد خَبَأْتُ لَك»، أي: أضْمَرتُ لَك في صَدْري «خَبيئًا»، أي: شَيئًا. وفي روايةٍ أخرى في مُسنَدِ أحمَدَ ذُكِرَ أنَّ رَسولَ اللهِ ﷺ قد خَبأ في صَدْرِه قَولَ اللهِ عزَّ وجَلَّ في سورة الدخان: ﴿فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ﴾ [الدخان: ١٠] ، فَقالَ ابنُ صَيَّاد: «هو الدُّخ» ، فَأرادَ أن يَقولَ: الدُّخانَ فَلَم يَستَطِعْ أنْ يُتِمَّ الكَلِمةَ ، فَقالَ: الدُّخ ، وَلَم يَهتَدِ مِن الآيةِ الكَريمةِ إِلَّا لهَذَينِ الحَرفَينِ ، على عادة الكُهَّانِ مِن اخْتِطافِ بَعْضِ الكَلِماتِ مِن أوليائِهم مِن الجِنِّ ، أو مِن هَواجِسِ النَّفسِ.
فَقالَ لَه ﷺ: «اخْسَأْ»، أي: اسْكُت صاغِرًا مَطرودًا ، «فَلَن تَعْدوَ قَدْرَك» ، أي: لن تُجاوِزَ كَونَك كاهنًا ولا يَبلُغُ قَدْرُك أن تَعلَمَ الغيبَ مِن قِبَلِ الوَحيِ المَخْصوصِ بالأنبياءِ عليهم السَّلامُ ، ولا مِن قِبَلِ الإلهامِ الذي يُدرِكه الصَّالحون.
BY مواضيع دينية وعقائديّة
Share with your friend now:
tgoop.com/kha2asl2ddl/16768