tgoop.com/kamelAlmarzouki/3736
Last Update:
بعد أسبوع سئل الطّلّاب إذا ما كانوا قد نشروا القصّة، فكانت النّتائج الّتي توصّلوا إليها أنّ هذه الأبحاث تدعم النظرية التي تقول إنّ الشّائعة تنتج عن الامتزاج الأقصى بين الحيرة والقلق.
أنواع الشّائعات:
ــــــــــــــــــــــــ
1- الإشاعة الحقيقيّة: هي ذات مصدر موثوق وحقيقة مؤكّدة تقال لاستبيان تأثير الخبر على سامعه ويتمّ على ضوئه استنتاج ما يحتاجه ذلك الموضوع من تعديلات وتغييرات قبل إلزام تنفيذه أو تطبيقه.
2- الإشاعة الاستنتاجيّة: وهي نتيجة استقراء تطبيقات معيّنـة خـلال فتـرة محـدّدة، وتصدر من أيّ شخص بحسب تعلّمه وثقافته وإلمامه بجوانب الموضوع وتبعاً لـذلك تصدق هذه الإشاعة في كثير من الأحيان كلّما زاد ذلك الشخص قرباً من الموضـوع إلماماً ومعرفة وتخيب كلما زاد جهله فيه.
3- الإشاعة الحالمة: وهي نتيجة مشاعر نرجسية وأوهام وتمنيات تصدر عـن فئـة لا تعيش الواقع بجميع أبعاده ومعطياته وميئوس من صدقها
4- الإشاعة الكاذبـة : ومصدرها ممّن نشأ في بيئة غير صحّية فدرج على إلقـاء الكـلام جزافا، ويكره من يحقق معه في مصداقية كلامه، ولا يحب المواجهة، ونجده ينتقـي سامعيه حتى لا يكون عرضة للمساءلة
5- الإشاعة الحاقدة : وهذه أخطر أنواع الاشاعات على الاطلاق بدءا من إشاعة يغرسها عدوّ البلد بين المواطنين لبلبلة الرأي العام وانتهاء بما يتقوّله البعض مـن أصـحاب النفوس المريضة في حق إخوانهم وجيرانهم وزملائهم اشباعا لرغبات النّفس الأمارة بالسّوء
6- الإشاعة الاستراتيجيّة: وهي الإشاعة طويلة الأمد والمفعول
7- الإشاعة التّكتيكيّة: قصيرة الأمد أو المفعول وخادمة للإشاعة الاستراتيجيّة
8- الإشاعات البيضاء: معروفة المصدر
9- الإشاعات السّوداء: ممجهولة المصدر
10- الإشاعات الرّماديّة: وهي المموّهة الّتي تصدر من مصدر يبدو مخالفا لمصدرها الحقيقيّ، مثل إشاعات خبر الوفاة أو فضائح الفنّانين الّتي يروّجونها هم أنفسهم عن أنفسهم لتحريك الاهتمام بهم
والقانون الأساسي لدى البورت وبوتسمان يتفاعل مع الشائعات القصيرة الأمد التي تنتعش في غياب الأدلة التي تنقضها. ولكنها سرعان ما تحدث عندما تجد ما يدفعها أو عندما تصب في نواح ذات مغزى بالنسبة لحاجات الجمهور، وهناك حاجات وتوقعات لا تسكن ولا تهدأ ومن بينها الحاجة لفهم الوضع الإنساني والجوع لما هو فوق الطبيعة مما يجعل من الشائعة حاجة إنسانية واجتماعية. لذلك فإن أهم الشائعات هي تلك التي تستجيب لهذه الحاجات فتعاود الظهور تكرارا وتتجذر في بنية المجتمع الإيمانية والفلكلورية
خطر الشّائعة:
ـــــــــــــــــــــ
الشّائعة تعيش إمّا لتحقيق الحاجات والتّوقّعات التي أثارتها = (الأهمّيّة ورفع الغموض)، أو لتخفض مستوى القلق.
ولهذا تـستخدم الإشاعة وتنتشر في وقت الأزمات الاجتماعية والوطنية، ولذلك أيضا فإن زمن الحرب هـو أنـسب وقت لتلك الإشاعات ونشرها حيث يكون الأفراد في حالة استعداد نفسي لتصديق كثيـر مـن الأخبار والأقاويل التي يسمعونها نظراً لحالة التوتر النفسي الذي يعيشونه
ولذلك فإن كثيـراً من الدول أدركت ذلك وأخذت تستخدم الإشاعات كأحد وسـائل الحـرب النفـسية المهمـة.
والإشاعات التي تستخدم في الحرب على نوعين إشـاعات الخـوف وإشـاعات الرغبـة؛ وإشاعات الخوف بما تنطوي علية من إنذار بالخطر تهدف إلى الكف من ثقة الشخص بالنهاية المظفرة لمجهوداته الحربية، فهي إذا كانت تولّد قلقاً لا لزوم له فإنّها أحيانا تؤدّي إلى نظرة انهزامية؛ وإشاعات الرغبة من ناحية أخرى تحتوي على تفاؤل ساذج، إذ تؤدّي إلى القناعة والرّضا عن الحال والخنوع وقبول أيّ حال ممكن.
وأخطر ما في الإشاعات هو التّأثير الأقوى على الفرد والمجتمع، من حيث سهولة انتشارها وتداولها بين الجماهير المستهدفة، على الرّغم مـن صـعوبة معرفـة مصدرها؛ لأن ضحاياها يسمعونها من أصدقائهم، مما يعطيها صورة الخبر الصّادق، بـل إن ضحاياها يكونون أحياناً هم مروجيها.
فالإشاعة سلوك عدواني ضد المجتمع، وتعبير عن بعض العقد النفسية المترسبة في العقل الباطن، وهذا السلوك العدواني قد ينجم عنه أفعال مباشرة، وقد يتحول إلى نوع من الشذوذ في القول والعمل، ولعل أبرز أنواع الإشاعات هي: ما يتعلّق بأمن الناس؛ لأنه يتركهم في دوامة القلق، ويؤثر على مجرى حياتهم وخاصة الوضع الاقتصادي والاجتماعي والأمني، وخاصة عندما يفتقد الناس إلى الإدراك والوعي وثوابت الاستقرار كالأمن والدين والقيم.
الخلاصة:
ــــــــــــــــ
1- الشّائعة خطر عظيم جدّا في واقع الأمر يمكن أن يؤدّي لتغيير مسار حروب وإسقاط دول وتخريب مجتمعات.
2- استسهال النّاس لها لأنّ دوافعها النّفسيّة كالعجلة والقلق وحبّ التّميّز والتّفرّد والأهمّيّة والفضول والتّطلّع للمجهول قويّة في وجداننا.
3- يكفي لقتل الشّائعة التّثبّت والمحاققة بطلب المصدر والدّليل، ولذلك يفرّ المروّجون للشّائعات من هذه المحاققة ويفضّلون إثارة الشّكوك والاحتمالات وانتقاء من يسمعهم بعقليّة المتلقّي لا النّاقد.
BY الشيخ: كمال المرزوقي.
Share with your friend now:
tgoop.com/kamelAlmarzouki/3736