tgoop.com/kaizns/3433
Last Update:
الـسـعـادة
والـعـالـم الـخـارجـي
السعادة الظرفية مؤقتة، وتعتمد على الظروف والعوامل الخارجية؛ ومن ضمنها الآخرين والأشياء المادية.
في البوذية المبكرة تم ربط مفهوم الزوال ( عدم البقاء ) مع مفهوم المعاناة. فقد قال بوذا ان معاناة الانسان سببها التمسك والتعلق. واحد الطرق التي يسبب لنا التعلق من خلالها المعاناة هي عندما نربط سعادتنا بأشياء لا يمكن ( ولن ) تدوم.
معظم الناس يعتمدون فحسب على امور مثل الصحة، الثروة، السمعة، العلاقات، المظهر، العائلة، او الاطفال طلبا للسعادة. لكن المشكلة ان هذه الامور ليست باقية. فالناس يتغيرون؛ وصحتنا تتدهور في خاتمة المطاف؛ الثروة تأتي وتزول؛ والحرب قد تعقب السلام. كل مصادر السعادة الظرفية غير دائمة. وكما تقول الكتب المقدسة، فان: ’’ كل شيء الى زوال. ‘‘
اذا جعلنا هذه الامور الزائلة اساس سعادتنا فقد ورّطنا انفسنا في كمين المعاناة الحتمية. لذلك يرتبط مفهوم الزوال، منذ المراحل الاولى للبوذية، بدلالات سلبية. نحن نعاني لأننا نعتمد على امور زائلة لنيل سعادتنا. نحن نعلق كل آمالنا بالسعادة على امور لن تدوم طويلا.
ان مصدر السعادة الحقيقي والدائم هو السلام الداخلي. فكل من يربط سعادته بالأشياء والآخرين والظروف فانه سيخسرها حتما بعد حين. هذا لا يعني الانسحاب التام الى الداخل والانغلاق، ولا يعني قطع كل الارتباطات الخارجية. ان التفاعل مع الخارج ضروري لسلامة الانسان العقلية والنفسية. لكنه يعني ادراك حقيقة زوال وتغير كل الظروف الخارجية، وبالتالي عدم الاتكاء الكلي عليها. ان الاحتفاظ بالسلام الداخلي، مع درجة معقولة من الاستقلالية عن الخارج، ضروري لمواجهة تقلبات الحياة.
*
#سعد_محمود
BY Mohamed Ibrahim
Share with your friend now:
tgoop.com/kaizns/3433