tgoop.com/islamhis4/23178
Create:
Last Update:
Last Update:
عبيدة بن الحارث رضي الله عنه:
عندما يذكر آل رسول الله يذكر الحسن والحسين, ويتم تجاهل الآخرين..
شهدا بنوا هاشم قليل وهم: حمزة وجعفر وعبيدة بن الحارث..
الحارث هو الإبن الأكبر لعبد المطلب.. وعبد الله والد النبي صلى الله عليه وسلّم هو الإبن الأصغر..
عبيدة بن الحارث.. أول شهيد من أهل بدر
في زحمة الأسماء الخالدة التي نقشها الإسلام في ذاكرة التاريخ، يطلّ علينا اسم عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب، ابن عمّ النبي صلى الله عليه وسلم، وصاحب القلب الذي سبق سيفه في ميادين العزّ والولاء. رجلٌ ما تباطأ يوم دعاه النور، ولا تلكأ حين ناداه الإيمان، فكان من أوائل من أسلموا، قبل أن يجهر النبي صلى الله عليه وسلم بدعوته في مكة.
وُلد عبيدة في بيت هاشمي عريق، تربى في ظلال الشرف، ونما قلبه على الحمية والكرم والصدق، فلما أشرق نور الوحي، لم يتردد في أن يُسلم وجهه لله ويكون من الثلة الأولى التي آمنت بمحمد صلى الله عليه وسلم حين كان الإسلام غريبًا وأهله قليلون.
هاجر مع من هاجر، وشارك مع من شارك، ولكن قلبه كان يشتاق إلى ساعة يثبت فيها أمام الدنيا أنه ليس مجرد مؤمن بالقلب، بل مضحٍ بالدم. وجاءت بدر، أول معركة فاصلة بين النور والظلام، بين الإيمان والشرك، وكان عبيدة ممن تقدموا الصفوف.
في بدر، لم يكن يبحث عن مجد شخصي، بل كان يبحث عن موقف يرضي فيه الله ويواسي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعندما خرج للمبارزة مع عتبة بن ربيعة، كان يعلم أن العمر قد يُختصر، لكنه لم يكن يخاف الموت، بل كان يشتاق إلى لقاء الله على أرض الشهادة.
قاتل عبيدة قتال الأبطال، ولكن ساقه قُطعت بضربة في المبارزة، حمله رفيقاه في المبارزة حمزة وعلي رضي الله عنهما إلى رسول الله، وهو ينزف، والنبي يمسح دموعه قبل أن يمسح دم عبيدة، ويقول له وهو على صدره:
"أبشر يا عبيدة"،
فيجيبه ذلك الجريح السعيد:
"يا رسول الله، لو كان أبو طالب حيًا لعلم أني أحق منه بهذا القول الذي قاله فيك :
كَذَبْتُمْ وَبَيْتِ اللَّهِ يُبْزَى مُحَمَّدٌ … وَلَمَّا نُطَاعِنُ دُونَهُ وَنُنَاضِلْ
وَنُسْلِمُهُ حَتَّى نُصَرَّعَ حَوْلَهُ … وَنُذْهَلُ عَنْ أَبْنَائِنَا والحلائل
ومات عبيدة، ودمه يروي أول صفحة من سفر الشهداء في الإسلام. كان أول شهيد من أهل بدر، وأول من بكى عليه النبي بحرقة.
عبيدة لم يكن مجرد سيف، بل كان رمزًا للحب الحقيقي: حب النبي، وحب الرسالة، وحب أن تُبذل الحياة من أجل ما تؤمن به. ترك الدنيا وهو يعلم أنه لم يترك شيئًا أغلى من قلبه إلا وقد وضعه في يد الله.
رحمك الله يا عبيدة، يا أول الدم الطاهر في بدر، ويا أول من كتب اسمه في سجل الشهداء بمداد من ذهب، وسلامٌ عليك يوم أسلمت، ويوم جاهدت، ويوم استشهدت، ويوم تُبعث حيًا.
د. خير شواهين.
BY التاريخ الإسلامي islamic history
Share with your friend now:
tgoop.com/islamhis4/23178