IQRA_HISTORY Telegram 4399
*صفحات من التاريخ الأوروبي الوسيط*

خاف كوبرنيكوس (١٥٤٣م) من إعلان رأيه حول مركزية الشمس، والسبب يعود لخشيته من رد فعل: ١-الفلاسفة الأرسطيين، ٢-القساوسة اللاهوتيين، القائلين بمركزية الأرض. حاول صديق له وهو أندرياس أوسياندر أن يحتوي الموقف، واقترح عليه أن يقدم كتابه ببيان واضح أن نظريته مجرد فرضية وليست حقيقة جازمة!
وأكد له أوسياندر أنه بهذه الطريقة سيمتص غضب الفلاسفة الأرسطاليين أولاً، واللاهوتيين ثانيًا. رفض كوبرنيكوس نشر كتابه، ولما طبع الكتاب سنة ١٥٤٣م كان كوبرنيكوس يحتضر على سرير الموت، ووصلت أول نسخة من كتابه ليديه بعد أن فارق الحياة، وبهذا كتبت له النجاة من غضبة الفلاسفة واللاهوتيين.
ثم لما جاء غاليليو بعده وأخذ برأيه، تم محاكمته وأدانته عام ١٦١٦م، وتضمن بيان إدانة المحكمة الاستدلال ببطلان رأيه على ركنين رئيسين: أولاً: من الناحية الفلسفية التي تؤكد زيف هذا الرأي. ثانيًا: نصوص الكتاب المقدس التي تبين أنه اعتقاد ضال ومنحرف وكفر. رضخ غاليليو للتهديد وتراجع.
يقول غاليليو، في اعترافه وتوبته أمام رئيس المحكمة الكنسية:"أنا غاليليو، وقد بلغت السبعين من عمري، سجينٌ راكعٌ أمام فخامتك، والكتاب المقدس أمامي المسه بيدي، أرفض وألعن واحتقر القول الإلحادي الخاطئ بدوران الأرض".
وفي رسالة من غاليليو إلى يوهانس كيبلر (١٦٣٠م)، عالم رياضيات وفلكي وفيزيائي ألماني، يشكو إليه من الفلاسفة الأرسطيين في عصره، ورفضهم للعلم التجريبي وتفضيلهم الحجاج المنطقي والتأمل العقلي، يقول في تلك الرسالة: "ما الذى يمكن أن تقوله لفلاسفة جامعاتنا الذين يرفضون إلقاء أية نظرة على القمر أو المنظار المقرب، رغم إلحاحى في دعوتهم إلى ذلك، أنهم يغمضون أعينهم عن نور الحقيقة، ويعتقدون أن الحقيقة سوف تتكشف، كما يؤكدون هم أنفسهم، من خلال مقارنة النصوص بعضها ببعض لا عن طريق دراسة العالم أو الطبيعة، ومن المضحك أن تسمع بعضهم يدحض وجود الكواكب الجديدة بحجج منطقية محضة، كما لو كانت هذه الأجرام مجرد طلاسم سحرية".

يقول الدكتور محمود زقزوق: "أضحى العقل الأوروبي خاضعًا لسلطتين كبيرتين هما: سلطة دينية تتمثل في الكنيسة، وسلطة عقلية تتمثل في سيطرة الآراء الأرسطية على العقول. وقد كان من نتيجة ذلك أن الغرب ظل مستعبدًا لهاتين السلطتين فترة من الزمان، فأغلقتا أمامه أبواب البحث، وضيقتا حدود الدراسة".



tgoop.com/iqra_history/4399
Create:
Last Update:

*صفحات من التاريخ الأوروبي الوسيط*

خاف كوبرنيكوس (١٥٤٣م) من إعلان رأيه حول مركزية الشمس، والسبب يعود لخشيته من رد فعل: ١-الفلاسفة الأرسطيين، ٢-القساوسة اللاهوتيين، القائلين بمركزية الأرض. حاول صديق له وهو أندرياس أوسياندر أن يحتوي الموقف، واقترح عليه أن يقدم كتابه ببيان واضح أن نظريته مجرد فرضية وليست حقيقة جازمة!
وأكد له أوسياندر أنه بهذه الطريقة سيمتص غضب الفلاسفة الأرسطاليين أولاً، واللاهوتيين ثانيًا. رفض كوبرنيكوس نشر كتابه، ولما طبع الكتاب سنة ١٥٤٣م كان كوبرنيكوس يحتضر على سرير الموت، ووصلت أول نسخة من كتابه ليديه بعد أن فارق الحياة، وبهذا كتبت له النجاة من غضبة الفلاسفة واللاهوتيين.
ثم لما جاء غاليليو بعده وأخذ برأيه، تم محاكمته وأدانته عام ١٦١٦م، وتضمن بيان إدانة المحكمة الاستدلال ببطلان رأيه على ركنين رئيسين: أولاً: من الناحية الفلسفية التي تؤكد زيف هذا الرأي. ثانيًا: نصوص الكتاب المقدس التي تبين أنه اعتقاد ضال ومنحرف وكفر. رضخ غاليليو للتهديد وتراجع.
يقول غاليليو، في اعترافه وتوبته أمام رئيس المحكمة الكنسية:"أنا غاليليو، وقد بلغت السبعين من عمري، سجينٌ راكعٌ أمام فخامتك، والكتاب المقدس أمامي المسه بيدي، أرفض وألعن واحتقر القول الإلحادي الخاطئ بدوران الأرض".
وفي رسالة من غاليليو إلى يوهانس كيبلر (١٦٣٠م)، عالم رياضيات وفلكي وفيزيائي ألماني، يشكو إليه من الفلاسفة الأرسطيين في عصره، ورفضهم للعلم التجريبي وتفضيلهم الحجاج المنطقي والتأمل العقلي، يقول في تلك الرسالة: "ما الذى يمكن أن تقوله لفلاسفة جامعاتنا الذين يرفضون إلقاء أية نظرة على القمر أو المنظار المقرب، رغم إلحاحى في دعوتهم إلى ذلك، أنهم يغمضون أعينهم عن نور الحقيقة، ويعتقدون أن الحقيقة سوف تتكشف، كما يؤكدون هم أنفسهم، من خلال مقارنة النصوص بعضها ببعض لا عن طريق دراسة العالم أو الطبيعة، ومن المضحك أن تسمع بعضهم يدحض وجود الكواكب الجديدة بحجج منطقية محضة، كما لو كانت هذه الأجرام مجرد طلاسم سحرية".

يقول الدكتور محمود زقزوق: "أضحى العقل الأوروبي خاضعًا لسلطتين كبيرتين هما: سلطة دينية تتمثل في الكنيسة، وسلطة عقلية تتمثل في سيطرة الآراء الأرسطية على العقول. وقد كان من نتيجة ذلك أن الغرب ظل مستعبدًا لهاتين السلطتين فترة من الزمان، فأغلقتا أمامه أبواب البحث، وضيقتا حدود الدراسة".

BY اقرأ📚- التاريخ


Share with your friend now:
tgoop.com/iqra_history/4399

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Telegram channels enable users to broadcast messages to multiple users simultaneously. Like on social media, users need to subscribe to your channel to get access to your content published by one or more administrators. According to media reports, the privacy watchdog was considering “blacklisting” some online platforms that have repeatedly posted doxxing information, with sources saying most messages were shared on Telegram. Public channels are public to the internet, regardless of whether or not they are subscribed. A public channel is displayed in search results and has a short address (link). Today, we will address Telegram channels and how to use them for maximum benefit. As of Thursday, the SUCK Channel had 34,146 subscribers, with only one message dated August 28, 2020. It was an announcement stating that police had removed all posts on the channel because its content “contravenes the laws of Hong Kong.”
from us


Telegram اقرأ📚- التاريخ
FROM American