tgoop.com/ibbfree/162964
Last Update:
يحاول محمد السيطرة على دمعه باللجوء إلى الصمت لهنيهة، لكن دموعه تسقط بغزارة، وإثر ذلك يطلب من فريق الرصد بصوت يتحشرج بالبكاء أن يتركوه قليلًا.
بعد نصف ساعة، واصل محمد سرد التفاصيل وهو مغمض العينين: «عندما أغمي عليّ قاموا بضربي بالرأس بقارورة ماء مثلجة حتى أفقت، كنت أطلب منهم أن يوقفوا النزيف، لكن لا حياة لمن تنادي. كنت أقول لماذا كل هذا يحصل لي؟ ما هو الذنب الذي فعلته لكي يحصل لي كل هذا؟»
يبكي بحرقة، ويدعو على الحـ.ـوثـ.ـيين الذين عذبوه، ثم يتابع: «أعادوا لي نفس الطلب: «اعترف بأنك داعـ..شي؟» لا أعرف معنى الكلمة. فعادوا لتعـ..ذيبي واتخذوا هذه المرة طريقة جديدة وهي ربط أصابع قدميّ كل إصبع لوحدها وقاموا بشدها بقوة ومن شدة الألم والصياح الذي كنت أطلقه يغـ..مى علي وكلما يغمى علي يقوم المحقق بضربي بالرأس بقارورة ماء مثلجة حتى أصحو. استمر التعذيب بهذه الطريقة من الساعة الرابعة عصرًا وحتى الحادية عشرة ليلًا. لم أفق إلا في اليوم الثاني وشفت نفسي بين ٣٠ معتقلًا في شقة.. كنت أسألهم: أين أنا؟».
يكتم محمد بكاءه، وبصوت متهدج يواصل: «كنت أتعرض إلى أبشع أنواع التعذيب.. يومين في الأسبوع» ينفجر بالبكاء، يصمت لمدة ساعة كاملة، يظن من يستمع له أنه قد استرد أنفاسه وأصبح مستعدًا لاستئناف التفاصيل: «عذبوني حتى صرت معاقًا لا أستطيع الوقوف على قدمي، دخلت المعتقل وأنا بكامل صحتي وخرجت معاقًا»، يحاول التحرك بجسده الممتد، يبكي بحرقة ويهطل دمعه كالمطر:
ـ «أي حياة أعيشها الآن بعد ما صرت معاقًا وصارت أمي تستجدي الناس في الشوارع؟ أي حياة هذه؟».
يصمت محمد، يتوقف عن الكلام، يبكي، وبلغة الإشارة يطلب من الراصدين الخروج.
من إصدار "أشد العذاب"
عن منظمة سام للحقوق والحريات
🔻 لمتابعة آخر الاخبار يرجى الضغط على رابط القناة أسفل 👇
https://www.tgoop.com/ibbfree
🌐 شبكة إب الإخبارية I.N.N🌐
BY شبكة إب الإخبارية

Share with your friend now:
tgoop.com/ibbfree/162964