IBBFREE Telegram 162325
✍️ خالد عبدالهادي

ليس بين من قضوا بضربة الخميس الإسرائيلية ذو قيمة كي يثير الجدل حول علاقته بالحوثية، فجميعهم إما طائفيون صغار أو وصوليون متكسبون.

وأكثرهم شأناً لن يطاول، مهما زينت المرثيات سيرته وطلت فصولها المظلمة بالبياض، حتى كاحل قامة مارتن هايدجر الفيلسوف الكبير صاحب "الكينونة والزمان" الذي اشتعل جدل عصره حول صلته بالنازية وعمله في مؤسساتها.

ما أبغيه هو إثارة شأن آخر أكثر أهمية، استناداً إلى تعليقات وبيانات قسم من المناوئين المفترضين للحوثية، لم تتضمن ما هو أشد وضوحاً من تسويغ العمل مع الحوثيين ورفع الملامة الأخلاقية عنه، متشفعة لذلك بأواصر الصداقة والزمالة والقرابات لتبرير سلوك المتورطين.
أتفهم تماماً أن يحزن المرء لفقد عزيز عليه وله حق نعيه. لكن، أساساً، كيف يظل الصديق صديقاً أو العزيز عزيزاً وقد انخرط في العمل على أعلى مستوى داخل منظمة ملطخة بكل أوحال العصور ودمويتها!

وفقاً لمنطق هؤلاء فالعمل في خدمة الحوثية والسهر على توطيد سلطتها لا يمثل إشكالاً أخلاقياً ولا يمنع تقديم صفحة من يتورط في ذلك نقيةً ناصعة بدعوى علاقات الصداقة أو الزمالة والقربى!

وهذا افتراء على هذه العلاقات؛ إذ الصداقة والزمالة كلتاهما علاقة متطورة ومحكومة بأخلاقيات تسمو فوق هذا النوع الذي يحكم العلاقات الشللية والعصبويات بدائية الطابع وإحدى إفرازات الأخلاق المنكودة.

فالزمالة تقتضي النقد والصداقة توجب العتاب والنصح، والقرابة قد تفضي إلى القطيعة في حال انحراف القريب.
تحتم طبيعة الحوثية أن يأتي الموقف منها قيمياً قبل أن يكون سياسياً لأنها منظمة فاشية لا تتيح خياراً آخر غير مناصبتها العداء والرفض.

وهي عدو سافر، بحكم الواقع والقانون، ولذا فمحاولات تبرير العمل الطوعي معها إنما ترمي إلى هدم الحاجز الفاصل بين العدو وضحاياه وإسقاط قضيتهم.

وصم القاتل المجرم بجريمته هو آخر ما تبقى من حقوق الضحايا المحرومين من العدالة، غير أن هذا الحق المعنوي واقع منذ أسبوع تحت هجوم من لئام مستعدين لأن يتحولوا إلى لاهوتيين يعظون في حقوق الموتى وعوام مفلسين يفسرون التاريخ بالإيمانيات، ويحذرون المقهورين من خلق الشماتة.

والشماتة نقيصة حقاً، لكن من يبدون شامتين إنما هم بسطاء لديهم موقف رافض وغاضب حيال أعدائهم، وتعوزهم القدرة على صوغه سياسياً فلا يبقى لهم سوى إظهار مشاعرهم العاطفية المجردة.
🔻 لمتابعة آخر الاخبار يرجى الضغط على رابط القناة أسفل 👇
https://www.tgoop.com/ibbfree

🌐 شبكة إب الإخبارية I.N.N🌐



tgoop.com/ibbfree/162325
Create:
Last Update:

✍️ خالد عبدالهادي

ليس بين من قضوا بضربة الخميس الإسرائيلية ذو قيمة كي يثير الجدل حول علاقته بالحوثية، فجميعهم إما طائفيون صغار أو وصوليون متكسبون.

وأكثرهم شأناً لن يطاول، مهما زينت المرثيات سيرته وطلت فصولها المظلمة بالبياض، حتى كاحل قامة مارتن هايدجر الفيلسوف الكبير صاحب "الكينونة والزمان" الذي اشتعل جدل عصره حول صلته بالنازية وعمله في مؤسساتها.

ما أبغيه هو إثارة شأن آخر أكثر أهمية، استناداً إلى تعليقات وبيانات قسم من المناوئين المفترضين للحوثية، لم تتضمن ما هو أشد وضوحاً من تسويغ العمل مع الحوثيين ورفع الملامة الأخلاقية عنه، متشفعة لذلك بأواصر الصداقة والزمالة والقرابات لتبرير سلوك المتورطين.
أتفهم تماماً أن يحزن المرء لفقد عزيز عليه وله حق نعيه. لكن، أساساً، كيف يظل الصديق صديقاً أو العزيز عزيزاً وقد انخرط في العمل على أعلى مستوى داخل منظمة ملطخة بكل أوحال العصور ودمويتها!

وفقاً لمنطق هؤلاء فالعمل في خدمة الحوثية والسهر على توطيد سلطتها لا يمثل إشكالاً أخلاقياً ولا يمنع تقديم صفحة من يتورط في ذلك نقيةً ناصعة بدعوى علاقات الصداقة أو الزمالة والقربى!

وهذا افتراء على هذه العلاقات؛ إذ الصداقة والزمالة كلتاهما علاقة متطورة ومحكومة بأخلاقيات تسمو فوق هذا النوع الذي يحكم العلاقات الشللية والعصبويات بدائية الطابع وإحدى إفرازات الأخلاق المنكودة.

فالزمالة تقتضي النقد والصداقة توجب العتاب والنصح، والقرابة قد تفضي إلى القطيعة في حال انحراف القريب.
تحتم طبيعة الحوثية أن يأتي الموقف منها قيمياً قبل أن يكون سياسياً لأنها منظمة فاشية لا تتيح خياراً آخر غير مناصبتها العداء والرفض.

وهي عدو سافر، بحكم الواقع والقانون، ولذا فمحاولات تبرير العمل الطوعي معها إنما ترمي إلى هدم الحاجز الفاصل بين العدو وضحاياه وإسقاط قضيتهم.

وصم القاتل المجرم بجريمته هو آخر ما تبقى من حقوق الضحايا المحرومين من العدالة، غير أن هذا الحق المعنوي واقع منذ أسبوع تحت هجوم من لئام مستعدين لأن يتحولوا إلى لاهوتيين يعظون في حقوق الموتى وعوام مفلسين يفسرون التاريخ بالإيمانيات، ويحذرون المقهورين من خلق الشماتة.

والشماتة نقيصة حقاً، لكن من يبدون شامتين إنما هم بسطاء لديهم موقف رافض وغاضب حيال أعدائهم، وتعوزهم القدرة على صوغه سياسياً فلا يبقى لهم سوى إظهار مشاعرهم العاطفية المجردة.
🔻 لمتابعة آخر الاخبار يرجى الضغط على رابط القناة أسفل 👇
https://www.tgoop.com/ibbfree

🌐 شبكة إب الإخبارية I.N.N🌐

BY شبكة إب الإخبارية




Share with your friend now:
tgoop.com/ibbfree/162325

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

End-to-end encryption is an important feature in messaging, as it's the first step in protecting users from surveillance. The SUCK Channel on Telegram, with a message saying some content has been removed by the police. Photo: Telegram screenshot. Hashtags Avoid compound hashtags that consist of several words. If you have a hashtag like #marketingnewsinusa, split it into smaller hashtags: “#marketing, #news, #usa. ‘Ban’ on Telegram
from us


Telegram شبكة إب الإخبارية
FROM American