tgoop.com/ibbfree/162311
Last Update:
✍ محمد العولقي
للشمس قانونها الذي لا تخلفه.. شروق وغروب.. وليونيل ميسي كما لو أنه شمس أشرقت على بقاع ورقاع قلوبنا ردحا من الزمن.. ولا مفر من غروبها كشيء حتمي ولو أعقب الغروب كآبة يتلوها ليل طويل كموج البحر يرخي سدوله على صدر عالم متنافر لم يجمع على شيء كما أجمع على عظمة ليونيل ميسي..
في المونيمونتال.. أشرقت شمس ليونيل ميسي لآخر مرة على جغرافية بلاد الفضة ومياهها الجوفية.. نشيد بكاء بدأ في صورة وداع للاعب مذهل مشع مثل شمس لم تكسف يوما..
أصعب وداع هو ذلك الوداع الذي ينتهي بلغة الصمت.. فقط دموع العشاق تتساقط.. تحرق العشب.. وتصهر المدرجات.. وتدمي العيون وجعا..
مع ليونيل ميسي لم يكن الوداع مخيفا فحسب.. لكنه صار لقاء أخيرا موجعا.. نزيف حاد في المشاعر.. استهلك كل قنوات الدموع..
من قال إن الرجل لا يبكي..؟
كل عظماء التاريخ بكوا.. من الفرح.. من الحزن.. في لحظات الانتصار.. وفي لحظات الانكسار.. وليونيل ميسي هو مجرى التاريخ.. قاموسه.. فهرسه.. بكى ليس لأن شمسه لن ترسل بعد الآن شعاعا إلى ملاعب بلاد الفضة.. ولكن لأنه أسطورة من لحم ودم.. مشاعر فياضة.. أحاسيس جياشه.. مخلوق أسهر العالم لربع قرن.. ونام ملء جفنيه.. فهو الوحيد الذي لم يختصم حوله الملأ.. كان إجماع الإجماع لا ضجيج مقارنات ولا هم يحزنون..
ميسي إعجاز كروي لن يتكرر.. قد يتكاثر المتشبهون به.. قد يولد المقلدون له..لكنه سيبقى الأصل.. شمس الأصيل أشرقت ذات قرن على قارات العالم.. غمرت أشعتها الذهبية فضاء هذا الكون سعادة باذخة عابرة للحدود..
شمس ليو الذهبية أرسلت آخر خيوطها الذهبية على ملعب المونيمونتال.. هدفان في معبد الذكرى الأخيرة.. بصمة أخيرة على خد الزمن..
أحسن ليونيل ميسي عملا عندما عمل بقاعدة السيرك الشهيرة:
اترك العرض فورا في الوقت الذي يطالبك الجمهور بالمزيد..
وداعا ليو.. فالشمس لا تشرق مرتين..
BY شبكة إب الإخبارية
Share with your friend now:
tgoop.com/ibbfree/162311