tgoop.com/ibbfree/161978
Last Update:
- أما العُقدة الأهم باعتقادي فهي أن جماعة الحوثي خلال آخر شهرين كانت منشغلة بالداخل وقمع من لا يؤيد الجماعة حتى لو لم ينشط ضدها، وصار إطلاق الصواريخ إلى إسرائيل مناطاً بفريق صغير مرتبط بالمحور، بينما جسد الجماعة القيادة العليا والجهاز الأمني والتعبوي كله منشغل بالداخل، تم اعتقال المئات من أعضاء وكوادر حزب الإصلاح مطلع يوليو، وفي آخره بدأت بالمؤتمر علنا ثم القبائل وحمير الأحمر فضلا عن الإعداد المتسارع لشن عملية عسكرية ضد قوات الحكومة الشرعية اليمنية في مأرب والمخا خلال الأسابيع القادمة، وبعد الضربة ليس من المؤكد انصرافها عن هذا الأمر، لذلك لم تكن إسرائيل هي الخطر الأكبر في تفكير دماغ الجماعة وصار قيادات الجماعة حتى العسكريين يتحركون بشكل أكبر مما سبق وانقادت الجماعة وراء هوسها بمن تسميهم الخونة والعملاء والمنافقين والمرتزقة (ومجموع هذه الاوصاف الحوثي = الشعب اليمني كله ماعدا الحوثة العقائديين) وهذا ليس كلاما دعائيا وإنما توصيف حالة قائمة بالفعل.
ثالثا: ما هي تبعات الضربة على الجماعة؟
لاشك أن هذه الضربة ستجعل كل الجماعة في حالة قلق وعدم استقرار، وستضطرهم لتعميم إجراءات أمنية لكل القطاعات وهذا سوف يشكل عبئا كبيراً ويضاعف عزلة الجماعة ويباعد المسافات بين كتلها الأساسية ومؤسساتها، وهذا الأمر بقدر ما يوفر حماية من الاستهدافات الجماعية ويحول دون الأهداف السهلة لإسرائيل، بقدر ما يوفر ايضا فُرصا لفهم أنماط الجماعة ويتيح مفاصل لاختراقها خاصة تقنيا.
وربما تكون عملية تعويضهم غير يسيرة، وقد تعيد العملية فتح باب التوازنات والكتل داخل الجماعة بشكل يتسبب في إعاقة دائمة في القطاع الذي يعتقد عبدالملك الحوثي بأنه نقطة ضعف الجماعة.
بالاضافة الى ذلك سيرتفع منسوب عدوانية الجماعة ضد المواطنين في مناطق سيطرتها، وتندفع لارهاق المجتمع بالدعاية والترهيب والاتهامات بالعمالة والتجسس وتضيف الآلاف الى السجون بالاشتباه، ( منذ بداية العام اعتقلت الجماعة آلاف المواطنين الأبرياء، وسجونها ممتلئة في كل المحافظات). رغم أن إسرائيل تعتمد على تفوقها التقني أكثر من المصادر البشرية خاصة فيما سبق من الضربات كونها تصيب أهدافا عامة معروفة.
وهذه الإجراءات بالتأكيد سوف تشكل ضغطا أكبر على الجماعة خاصة مالياً ولوجستيا في وقت تعاني فيه من شحة غير مسبوقة في الموارد، ونفس الحال في بقية المحور المثخن بالجراح والمنشغل بترميم اذرعه ومركزه.
رابعا: كيف سيكون الرد الحوثي؟
هذه الضربة لن توقف الحوثي بقدر ما تعزز حافز الصراع الطويل حتى يحصل على قدرات يستطيع من خلالها إحداث ضرر في المقابل؛ ولكن الوقت الذي تحتاج اليه الجماعة لتطوير قدرات أحدث سيكون هو الوقت الذي قد تطور فيه اسرائيل أدواتها للدفاع خاصة امام الصواريخ الانشطارية، التي تعتبر أحدث تكنولوجيا إيرانية منقولة إلى الجماعة وتسببت بقلق لإسرائيل وهذه الضربة غير المتوقعة هي إحدى نتائج ذلك القلق في تل ابيب.
وفيما يخص الرد على هذه الضربة بذاتها فالمحتمل أن يجمع الحوثي عددا من الصواريخ والمسيرات واطلاقها بشكل متزامن وربما مع صاروخ انشطاري - أن نجح في الإطلاق- لمحاولة إحداث ضرر مادي يتجاوز منظومات الاعتراض أو أن يهاجم قاعدة قريبة (وربما يهاجم أصولا إسرائيلية بأي مكان يطاله) وأيضا سوف يواصل نمطه المعتاد في إطلاق صواريخ بشكل شبه أسبوعي لإيقاظ الإسرائيليين نحو الملاجئ بشكل متكرر ليذكرهم بأنه قادر على ابقاء صفارات الإنذار تعمل وايذائهم.
والخلاصة أن هذه المواجهة، ومن خلال هذه ضربة يوم الخميس الماضي، ربما تكون قد أخذت أول خطوة جادة في مسار منفصل من الصراع قد لا يكون مرتبطا بما ستؤول اليه الأمور في غزة.
🔻 لمتابعة آخر الاخبار يرجى الضغط على رابط القناة أسفل 👇
https://www.tgoop.com/ibbfree
🌐 شبكة إب الإخبارية I.N.N🌐
BY شبكة إب الإخبارية

Share with your friend now:
tgoop.com/ibbfree/161978