tgoop.com/ibbfree/161296
Last Update:
✍️ عدنان العديني
مأرب ليست جغرافيا، بل طريقة للتعامل السياسي، فهي ليست بلا أخطاء، لكن اخطاءها - تمتاز بأنها تعيش دوما تحت مجهر النقد بشكل دائم الإعلام المحلي والخارجي يراقبها باستمرار، والمسؤولون فيها يتعرضون لنقد قاسٍ أحياناً غير أن هذا النقد - مهما كانت الجهة الصادر عنها - يمثل في النهاية علامة صحة، لأنه يعني أن هناك مساحة للكلام والاعتراض، وأن السلطة لم تغلق أبوابها ولم تصرف أموالها لتلميع صورتها أو شراء الأصوات.
هذا الوضع خلق بيئة تجعل الخطأ مجرد خطأ يمكن تصحيحه، لا سياسة ثابتة يصعب التراجع عنها، فالنقد هنا لا يُعتبر تهديداً، بل أداة لتصحيح المسار ومنع الانزلاق نحو الجمود أو الاستبداد.
النموذج الذي تعيشه مأرب يمكن أن يكون درساً لبقية اليمن فلدينا سلطة تستمع للنقد، وتتحمل الضغط، وتسمح بوجود أصوات معارضة داخلها، ما يجعلها قادرة على التطور والمعارضة الذاتية والرقابة المجتمعية في هذا السياق ليست خطراً على استقرار الدولة، بل ضمانة ضد استبدادها.
فالسياسة الحقيقية لا تصنعها القرارات المفروضة من أعلى، بل تبدأ من الناس أنفسهم، من المشاركة والقدرة على القول والمحاسبة، ومنح الناس مساحة للتعبير، هو الذي سيجعل من مأرب نموذجاً مختلفاً يمكن أن يكون أساساً لدولة وطنية عادلة ومتعددة الأصوات.
يبقى التحدي الأكبر أمام مأرب هو الحفاظ على هذه الميزة، ومنع أي محاولات لفرض الصوت الواحد. فهذه البيئة الحرة ليست رفاهية، بل هي الضمان الوحيد لنشوء تجربة سياسية صحية تعكس صوت الناس، وتفتح الباب لبناء وطن يتسع للجميع.
🔻 لمتابعة آخر الاخبار يرجى الضغط على رابط القناة أسفل 👇
https://www.tgoop.com/ibbfree
🌐 شبكة إب الإخبارية I.N.N🌐
BY شبكة إب الإخبارية

Share with your friend now:
tgoop.com/ibbfree/161296