IBBFREE Telegram 160951
عن ردع الأصوات المدنية بالقوة !!

🖊جلال المسلمي

لاتكاد تجد مجتمع إلا وفيه أشخاص يعشقون التفاصيل والبحث عن هوامش القضايا بدلا عن المتن الأهم، غير أن الحنكة السياسية هي الفارق؛ لتستخدم كل صوت يعارضها في سياق مؤطر للخدمة الوطنية، ولو في مسار مختلف.

هناك كثير من الصحفيين والنشطاء يملكوا قلوب صافية جدا ووطنية وفيها الكثير من النبل والشهامة؛ سوى أنها ترى صوتها الإعلامي سلطة مطلقة لايمكن كبح جماحها، وهو مفهوم باطل، هذه الشخصيات ترى "بوست الفيسبوك" صوتها الأقدس، وإن لم يسمعه أحد، بل وتتمنى "الصفعة" لتستثمرها في رصيدها المهني؛ وهذا منظور خاطئ فنحن وإن كنا صحفيون لكننا أبناء الأرض ونتاج قيمها وعاداتها.

هؤلاء النشطاء والصحفيون مدنيون، ويمثلوا ظاهرة صوتية فقط ولا خطر منهم، بل ربما يكونوا من أكثر الناس إخلاصا؛ وبحسب نظريات اجتماعية فالسلطة ترى فيهم خطرا بسبب إخلاصهم للقضية؛ واستغلال الآخر لاصواتهم، فالنشر الداخلي برؤيتها للقضايا الفردية والهامشية تهديدا لكيانها كـ "رمزية للنضال" فتمارس عليهم القمع للاخضاع ضمن إطارها المحدد.

في تقديري الشخصي.. لا أؤمن بأن السلطة التي تملك احتكار القوة والسلطة، وكل الملكات التي تقود بها المجتمع تنعدم لديها كل الحلول فجأة لتستخدم كل قوتها ضد شخص مدني؛ هذا لا يدل على منطق "الحق" ولا فكرة "الوطنية"، بل هو منطق يقدح في ذاته ولو بحسن نية؛ فالقضية تحمل في ثناياها كل التناقضات.

أؤمن بأن صاحب الحق لايمكن أن يستقوي، ولا أن يستعرض بقوته فهو أكبر من ذلك بكثير.
الكثير ينتقد بأن الدولة تستطيع أن تستقدم الشخص بأسلوب راقي؛ غير مدركين أن هذا التصرف مقصود ويحمل رسالة مبطنة بأن "قيادة الدولة إذا أرادت فهي تفعل وتكسر وتقمع دون أن يرعبها صوت"؛ هي رسالة للصوت الذي يستقوي ويصيح ويسارع في النشر دون تأكد وهذا مايراه صاحب السلطة أو من يأمر لينفذ! وهذا التصرف كتب عنه الكثير منذ القدم.
أستنكر مسارعة الدولة لاتخاذ أسوأ الحلول مجازفة بسمعتها بعيدا عن مسارها المعهود؛ يجب أن يكلف القائد نفسه بحلول أجدى بناء من منطلقة العقدي الإسلامي ك"مؤتمن"، وهو الفارق بين الدولة والمليشيا.
يستطيع القائد المحنك تحويل الشخص من "ناقد حر" إلى "صوت محكوم" دون القمع، قد تفتح معه قناة اتصال شبه رسمية (لقاء، استضافة، دعوة لمؤتمر ممكن حتى تسميه ممثل الضجيج العام)؛ الفكرة أن تعطيه إحساس أنه مسموع، أن تحتويه بصخبه، وتجعل صراخه يتحول إلى صدى للمجتمع بدل أن يفهم كتأليب وهناك أساليب لن تعدمها الدولة إن أرادت.
"إِنَّكُمْ لَا تَسَعُونَ النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ لِيَسَعْهُمْ منكم بَسْطُ الْوَجْهِ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ "
وعلى الله قصد السبيل
🔻 لمتابعة آخر الاخبار يرجى الضغط على رابط القناة أسفل 👇
https://www.tgoop.com/ibbfree

🌐 شبكة إب الإخبارية I.N.N🌐



tgoop.com/ibbfree/160951
Create:
Last Update:

عن ردع الأصوات المدنية بالقوة !!

🖊جلال المسلمي

لاتكاد تجد مجتمع إلا وفيه أشخاص يعشقون التفاصيل والبحث عن هوامش القضايا بدلا عن المتن الأهم، غير أن الحنكة السياسية هي الفارق؛ لتستخدم كل صوت يعارضها في سياق مؤطر للخدمة الوطنية، ولو في مسار مختلف.

هناك كثير من الصحفيين والنشطاء يملكوا قلوب صافية جدا ووطنية وفيها الكثير من النبل والشهامة؛ سوى أنها ترى صوتها الإعلامي سلطة مطلقة لايمكن كبح جماحها، وهو مفهوم باطل، هذه الشخصيات ترى "بوست الفيسبوك" صوتها الأقدس، وإن لم يسمعه أحد، بل وتتمنى "الصفعة" لتستثمرها في رصيدها المهني؛ وهذا منظور خاطئ فنحن وإن كنا صحفيون لكننا أبناء الأرض ونتاج قيمها وعاداتها.

هؤلاء النشطاء والصحفيون مدنيون، ويمثلوا ظاهرة صوتية فقط ولا خطر منهم، بل ربما يكونوا من أكثر الناس إخلاصا؛ وبحسب نظريات اجتماعية فالسلطة ترى فيهم خطرا بسبب إخلاصهم للقضية؛ واستغلال الآخر لاصواتهم، فالنشر الداخلي برؤيتها للقضايا الفردية والهامشية تهديدا لكيانها كـ "رمزية للنضال" فتمارس عليهم القمع للاخضاع ضمن إطارها المحدد.

في تقديري الشخصي.. لا أؤمن بأن السلطة التي تملك احتكار القوة والسلطة، وكل الملكات التي تقود بها المجتمع تنعدم لديها كل الحلول فجأة لتستخدم كل قوتها ضد شخص مدني؛ هذا لا يدل على منطق "الحق" ولا فكرة "الوطنية"، بل هو منطق يقدح في ذاته ولو بحسن نية؛ فالقضية تحمل في ثناياها كل التناقضات.

أؤمن بأن صاحب الحق لايمكن أن يستقوي، ولا أن يستعرض بقوته فهو أكبر من ذلك بكثير.
الكثير ينتقد بأن الدولة تستطيع أن تستقدم الشخص بأسلوب راقي؛ غير مدركين أن هذا التصرف مقصود ويحمل رسالة مبطنة بأن "قيادة الدولة إذا أرادت فهي تفعل وتكسر وتقمع دون أن يرعبها صوت"؛ هي رسالة للصوت الذي يستقوي ويصيح ويسارع في النشر دون تأكد وهذا مايراه صاحب السلطة أو من يأمر لينفذ! وهذا التصرف كتب عنه الكثير منذ القدم.
أستنكر مسارعة الدولة لاتخاذ أسوأ الحلول مجازفة بسمعتها بعيدا عن مسارها المعهود؛ يجب أن يكلف القائد نفسه بحلول أجدى بناء من منطلقة العقدي الإسلامي ك"مؤتمن"، وهو الفارق بين الدولة والمليشيا.
يستطيع القائد المحنك تحويل الشخص من "ناقد حر" إلى "صوت محكوم" دون القمع، قد تفتح معه قناة اتصال شبه رسمية (لقاء، استضافة، دعوة لمؤتمر ممكن حتى تسميه ممثل الضجيج العام)؛ الفكرة أن تعطيه إحساس أنه مسموع، أن تحتويه بصخبه، وتجعل صراخه يتحول إلى صدى للمجتمع بدل أن يفهم كتأليب وهناك أساليب لن تعدمها الدولة إن أرادت.
"إِنَّكُمْ لَا تَسَعُونَ النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ لِيَسَعْهُمْ منكم بَسْطُ الْوَجْهِ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ "
وعلى الله قصد السبيل
🔻 لمتابعة آخر الاخبار يرجى الضغط على رابط القناة أسفل 👇
https://www.tgoop.com/ibbfree

🌐 شبكة إب الإخبارية I.N.N🌐

BY شبكة إب الإخبارية




Share with your friend now:
tgoop.com/ibbfree/160951

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Unlimited number of subscribers per channel Deputy District Judge Peter Hui sentenced computer technician Ng Man-ho on Thursday, a month after the 27-year-old, who ran a Telegram group called SUCK Channel, was found guilty of seven charges of conspiring to incite others to commit illegal acts during the 2019 extradition bill protests and subsequent months. Other crimes that the SUCK Channel incited under Ng’s watch included using corrosive chemicals to make explosives and causing grievous bodily harm with intent. The court also found Ng responsible for calling on people to assist protesters who clashed violently with police at several universities in November 2019. best-secure-messaging-apps-shutterstock-1892950018.jpg How to Create a Private or Public Channel on Telegram?
from us


Telegram شبكة إب الإخبارية
FROM American