tgoop.com/htabt/33722
Last Update:
هذا المجاهد بعد ما يزيد عن عشرين شهرًا من النار والدخان، من القصف والأنين، من الجوع والركام، يرفع يديه نحو السماء ويقول: "اللهم استخدمنا ولا تستبدلنا" من ذا الذي لا يزال يطلب أن يُستعمل، بعد أن استُنفد لحمه وجفّ دمه ودمر بيته ورحل أحبابه؟ والعالم بكامل الراحة يجلسون في أمان الفراغ، يعدّون الضحايا، يبدلون القنوات، ويحسبوا أن البهو الرئيسي في الجنة قد حُجز لهم.. إن كان ذلك المجاهد لا يزال يطلب أن يُستعمل، فالمنافسة على الجنة شاقة شاقة.. شاقة بقدر ما في الميدان من دم، ومن صدق، ومن صبر وشجاعة، منافسة هؤلاء على الجنة عصية، لأنهم لا يأتونها بالكلام، بل باللحم الممزق، بالعظام المتهشمة، بالليل الطويل في الخنادق لا في الدعاء الطويل على الأرائك، هم لا يسألون الفردوس كما تسألوه أنتم، بل يزحفون إليه.
رجالنا يُعلمونكم كيف الكف تواجه المِخرز، بالقنابل بالرصاص بالسكين بالحجر بأيديهم بأنفسهم، يُعلمونكم أن من يُريد المواجهة لن توقفه ظروف ولن تمنعه أسباب ولا حجج.. نشهدك يا الله بأن مقاومتنا في غزة استجابت لما افترضته على المؤمنين ونشهد بأنك كنت بصرهم ويدهم التي يبطشون ويقاتلون بها، ورجلهم الثابتة في الأرض التي يمشون بها.
BY وقَرِّي عيناً

Share with your friend now:
tgoop.com/htabt/33722