HSYNIY Telegram 2768
صلى الله عليه وآله) وقد حشده المهاجرون والأنصار، وغصت‏ بهم المحافل: أيها الناس، إن عليا مني كهارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي؛ فعقل المؤمنون عن الله نطق الرسول إذ عرفوني أني لست بأخيه لأبيه وامه كما كان هارون أخا موسى لأبيه وامه، ولا كنت نبيا فأقتضي نبوة، ولكن كان ذلك منه استخلافا لي، كما استخلف موسى هارون (صلى الله عليهما)، حيث يقول:
اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ‏ .
وقوله (صلى الله عليه وآله) حين تكلمت طائفة فقالت: نحن موالي رسول الله؛ فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى حجة الوداع، ثم صار إلى غدير خم، فأمر فأصلح له شبه المنبر، ثم علاه، وأخذ بعضدي حتى رئي بياض إبطيه، رافعا صوته، قائلا في محفله: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه؛ فكانت على ولايتي ولاية الله، وعلى عداوتي عداوة الله، فأنزل الله عز وجل في ذلك اليوم: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً فكانت ولايتي كمال الدين، ورضا الرب جل ذكره وأنزل الله تبارك وتعالى اختصاصا لي، وإكراما نحلنيه، وإعظاما وتفضيلا من رسول الله (صلى الله عليه وآله) منحنيه، وهو قوله: ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ‏ .
وفي مناقب لو ذكرتها لعظم بها الارتفاع، وطال لها الاستماع، ولئن تقمصها دوني الأشقيان، ونازعاني فيما ليس لهما بحق، وركباها ضلالة، واعتقداها جهالة، فلبئس ما عليه وردا، ولبئس ما لأنفسهما مهدا، يتلاعنان في دورهما، ويتبرأ كل واحد منهما من صاحبه، يقول لقرينه إذا التقيا: يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ‏ ، فيجيبه الأشقى على رثوثته‏ : يا وَيْلَتى‏ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلًا* لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي وَكانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولًا ، فأنا الذكر الذي عنه ضل، والسبيل الذي عنه مال، والإيمان الذي به كفر، والقرآن الذي إياه هجر، والدين الذي به كذب، والصراط الذي عنه نكب، ولئن رتعا في الحطام المنصرم، والغرور المنقطع، وكانا منه على شفا حفرة من النار، لهما على شر ورود، في أخيب وفود، وألعن مورود، يتصارخان باللعنة، ويتناعقان بالحسرة، ما لهما من راحة، ولا عن عذابهما من مندوحة ، إن القوم لم يزالوا عباد أصنام، وسدنة أوثان، يقيمون لها المناسك، وينصبون لها العتائر ، ويتخذون لها القربان، ويجعلون لها البحيرة، والسائبة، والوصيلة، والحام، ويستقسمون بالأزلام، عامهين‏ عن ذكر الله عز ذكره، جائرين‏ عن الرشاد، ومهطعين‏ إلى البعاد، قد استحوذ عليهم الشيطان، وغمرتهم سوداء الجاهلية، ورضعوها جهالة، وانفطموها ضلالة، فأخرجنا الله إليهم رحمة، وأطلعنا عليهم رأفة، وأسفر بنا عن الحجب، نورا لمن اقتبسه، وفضلا لمن اتبعه، وتأييدا لمن صدقه، فتبوءوا العز بعد الذلة، والكثرة بعد القلة، وهابتهم القلوب والأبصار، وأذعنت لهم الجبابرة وطواغيتها ، وصاروا أهل نعمة مذكورة، وكرامة ميسورة ، وأمن بعد خوف، وجمع بعد كوف‏ ، وأضاءت بنا مفاخرة معد بن عدنان، وأولجناهم باب الهدى، وأدخلناهم دار السلام، وأشملناهم‏ ثوب‏ الإيمان، وفلجوا بنا في العالمين، وأبدت لهم أيام الرسول آثار الصالحين، من حام مجاهد، ومصل قانت، ومعتكف زاهد، يظهرون الأمانة، ويأتون المثابة، حتى إذا دعا الله عز وجل نبيه (صلى الله عليه وآله)، ورفعه إليه، لم يكن ذلك بعده إلا كلمحة من خفقة، أو وميض من برقة، إلى أن رجعوا على الأعقاب، وانتكصوا على الأدبار، وطلبوا بالأوتار، وأظهروا الكنائن‏ ، وردموا الباب، وفلوا الدار، وغيروا آثار رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ورغبوا عن أحكامه، وبعدوا من أنواره، واستبدلوا بمستخلفه بديلا اتخذوه، وكانوا ظالمين، وزعموا أن من اختاروا من آل أبي قحافة أولى بمقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) ممن اختاره رسول الله (صلى الله عليه وآله) لمقامه، وأن مهاجر آل أبي قحافة خير من المهاجري والأنصاري الرباني، ناموس هاشم بن عبد مناف.
ألا وإن أول شهادة زور وقعت في الإسلام شهادتهم أن صاحبهم مستخلف رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلما كان من أمر سعد بن عبادة ما كان، رجعوا عن ذلك، وقالوا: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) مضى ولم يستخلف.

فكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) الطيب المبارك أول مشهود عليه بالزور في الإسلام، وعن قليل يجدون غب‏ ما يعملون، وسيجد التالون غب ما أسسه الأولون، ولئن كانوا في مندوحة من المهل، وشفاء من الأجل، وسعة من المنقلب‏ ، واستدراج من الغرور، وسكون من الحال، وإدراك من الأمل، فقد أمهل الله عز وجل شداد بن عاد، وثمود بن عبود ، وبلعم بن باعورا، وأسبغ عليهم نعمة ظاهرة وباطنة، وأمدهم بالأموال والأعمار، وأتتهم الأرض ببركاتها ليذكروا آلاء الله، وليعرفوا الاهابة له والانا



tgoop.com/hsyniy/2768
Create:
Last Update:

صلى الله عليه وآله) وقد حشده المهاجرون والأنصار، وغصت‏ بهم المحافل: أيها الناس، إن عليا مني كهارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي؛ فعقل المؤمنون عن الله نطق الرسول إذ عرفوني أني لست بأخيه لأبيه وامه كما كان هارون أخا موسى لأبيه وامه، ولا كنت نبيا فأقتضي نبوة، ولكن كان ذلك منه استخلافا لي، كما استخلف موسى هارون (صلى الله عليهما)، حيث يقول:
اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ‏ .
وقوله (صلى الله عليه وآله) حين تكلمت طائفة فقالت: نحن موالي رسول الله؛ فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى حجة الوداع، ثم صار إلى غدير خم، فأمر فأصلح له شبه المنبر، ثم علاه، وأخذ بعضدي حتى رئي بياض إبطيه، رافعا صوته، قائلا في محفله: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه؛ فكانت على ولايتي ولاية الله، وعلى عداوتي عداوة الله، فأنزل الله عز وجل في ذلك اليوم: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً فكانت ولايتي كمال الدين، ورضا الرب جل ذكره وأنزل الله تبارك وتعالى اختصاصا لي، وإكراما نحلنيه، وإعظاما وتفضيلا من رسول الله (صلى الله عليه وآله) منحنيه، وهو قوله: ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ‏ .
وفي مناقب لو ذكرتها لعظم بها الارتفاع، وطال لها الاستماع، ولئن تقمصها دوني الأشقيان، ونازعاني فيما ليس لهما بحق، وركباها ضلالة، واعتقداها جهالة، فلبئس ما عليه وردا، ولبئس ما لأنفسهما مهدا، يتلاعنان في دورهما، ويتبرأ كل واحد منهما من صاحبه، يقول لقرينه إذا التقيا: يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ‏ ، فيجيبه الأشقى على رثوثته‏ : يا وَيْلَتى‏ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلًا* لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي وَكانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولًا ، فأنا الذكر الذي عنه ضل، والسبيل الذي عنه مال، والإيمان الذي به كفر، والقرآن الذي إياه هجر، والدين الذي به كذب، والصراط الذي عنه نكب، ولئن رتعا في الحطام المنصرم، والغرور المنقطع، وكانا منه على شفا حفرة من النار، لهما على شر ورود، في أخيب وفود، وألعن مورود، يتصارخان باللعنة، ويتناعقان بالحسرة، ما لهما من راحة، ولا عن عذابهما من مندوحة ، إن القوم لم يزالوا عباد أصنام، وسدنة أوثان، يقيمون لها المناسك، وينصبون لها العتائر ، ويتخذون لها القربان، ويجعلون لها البحيرة، والسائبة، والوصيلة، والحام، ويستقسمون بالأزلام، عامهين‏ عن ذكر الله عز ذكره، جائرين‏ عن الرشاد، ومهطعين‏ إلى البعاد، قد استحوذ عليهم الشيطان، وغمرتهم سوداء الجاهلية، ورضعوها جهالة، وانفطموها ضلالة، فأخرجنا الله إليهم رحمة، وأطلعنا عليهم رأفة، وأسفر بنا عن الحجب، نورا لمن اقتبسه، وفضلا لمن اتبعه، وتأييدا لمن صدقه، فتبوءوا العز بعد الذلة، والكثرة بعد القلة، وهابتهم القلوب والأبصار، وأذعنت لهم الجبابرة وطواغيتها ، وصاروا أهل نعمة مذكورة، وكرامة ميسورة ، وأمن بعد خوف، وجمع بعد كوف‏ ، وأضاءت بنا مفاخرة معد بن عدنان، وأولجناهم باب الهدى، وأدخلناهم دار السلام، وأشملناهم‏ ثوب‏ الإيمان، وفلجوا بنا في العالمين، وأبدت لهم أيام الرسول آثار الصالحين، من حام مجاهد، ومصل قانت، ومعتكف زاهد، يظهرون الأمانة، ويأتون المثابة، حتى إذا دعا الله عز وجل نبيه (صلى الله عليه وآله)، ورفعه إليه، لم يكن ذلك بعده إلا كلمحة من خفقة، أو وميض من برقة، إلى أن رجعوا على الأعقاب، وانتكصوا على الأدبار، وطلبوا بالأوتار، وأظهروا الكنائن‏ ، وردموا الباب، وفلوا الدار، وغيروا آثار رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ورغبوا عن أحكامه، وبعدوا من أنواره، واستبدلوا بمستخلفه بديلا اتخذوه، وكانوا ظالمين، وزعموا أن من اختاروا من آل أبي قحافة أولى بمقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) ممن اختاره رسول الله (صلى الله عليه وآله) لمقامه، وأن مهاجر آل أبي قحافة خير من المهاجري والأنصاري الرباني، ناموس هاشم بن عبد مناف.
ألا وإن أول شهادة زور وقعت في الإسلام شهادتهم أن صاحبهم مستخلف رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلما كان من أمر سعد بن عبادة ما كان، رجعوا عن ذلك، وقالوا: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) مضى ولم يستخلف.

فكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) الطيب المبارك أول مشهود عليه بالزور في الإسلام، وعن قليل يجدون غب‏ ما يعملون، وسيجد التالون غب ما أسسه الأولون، ولئن كانوا في مندوحة من المهل، وشفاء من الأجل، وسعة من المنقلب‏ ، واستدراج من الغرور، وسكون من الحال، وإدراك من الأمل، فقد أمهل الله عز وجل شداد بن عاد، وثمود بن عبود ، وبلعم بن باعورا، وأسبغ عليهم نعمة ظاهرة وباطنة، وأمدهم بالأموال والأعمار، وأتتهم الأرض ببركاتها ليذكروا آلاء الله، وليعرفوا الاهابة له والانا

BY مجالس ومحاضرات مكتوبه


Share with your friend now:
tgoop.com/hsyniy/2768

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

2How to set up a Telegram channel? (A step-by-step tutorial) The best encrypted messaging apps How to create a business channel on Telegram? (Tutorial) Don’t publish new content at nighttime. Since not all users disable notifications for the night, you risk inadvertently disturbing them. Write your hashtags in the language of your target audience.
from us


Telegram مجالس ومحاضرات مكتوبه
FROM American