HSYNIY Telegram 2767
محمد بن يعقوب: عن محمد بن علي بن معمر، عن محمد بن علي بن عكاية التميمي، عن الحسين بن النضر الفهري، عن أبي عمرو الأوزاعي، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد، قال: دخلت على أبي جعفر (عليه السلام)، فقلت: يا ابن رسول الله، قد أرمضني‏ ، اختلاف الشيعة في مذاهبها.
فقال: «يا جابر، أ لم أقفك على معنى اختلافهم من أين اختلفوا، ومن أي جهة تفرقوا؟» قلت: بلى، يا ابن رسول الله، قال: «فلا تختلف إذا اختلفوا- يا جابر- إن الجاحد لصاحب الزمان كالجاحد لرسول الله (صلى الله عليه وآله) في أيامه، يا جابر اسمع وع» قلت: إذا شئت.

قال: «اسمع وع، وبلغ حيث انتهت بك راحلتك، أن أمير المؤمنين (عليه السلام) خطب الناس بالمدينة بعد سبعة أيام من وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وذلك حين فرغ من جمع القرآن وتأليفه، فقال: الحمد لله الذي منع الأوهام أن تنال إلا وجوده، وحجب العقول أن تتخيل ذاته، لامتناعها من الشبه والتشاكل» وساق الخطبة الجليلة، إلى أن قال (عليه السلام) بعد مضي كثير من الخطبة:
«أيها الناس، إن الله عز وجل وعد نبيه محمدا (صلى الله عليه وآله) الوسيلة، ووعده الحق، ولن يخلف الله وعده، ألا وإن الوسيلة أعلى درجة الجنة، وذروة ذوائب الزلفة، ونهاية غاية الامنية، لها ألف مرقاة، ما بين المرقاة إلى المرقاة حضر الفرس الجواد مائة ألف عام‏ وهو ما بين مرقاة درة إلى مرقاة جوهرة، إلى مرقاة زبرجدة، إلى مرقاة لؤلؤة، إلى مرقاة ياقوتة، إلى مرقاة زمردة، إلى مرقاة مرجان، إلى مرقاة كافور، إلى مرقاة عنبر، إلى مرقاة يلنجوج‏ ، إلى مرقاة ذهب، إلى مرقاة فضة، إلى مرقاة غمام، إلى مرقاة هواء، إلى مرقاة نور، قد نافت‏ (٤) على كل الجنان، ورسول الله (صلى الله عليه وآله) يومئذ قاعد عليها، مرتد بريطتين‏ : ريطة من رحمة الله، وريطة من نور الله، عليه تاج النبوة، وإكليل الرسالة، قد أشرق بنوره الموقف، وأنا يومئذ على الدرجة الرفيعة، وهي دون درجته، وعلي ريطتان، ريطة من أرجوان النور، وريطة من كافور، والرسل والأنبياء قد وقفوا على المراقي، وأعلام الأزمنة وحجج الدهور عن أيماننا، قد تجللتهم حلل النور والكرامة، لا يرانا ملك مقرب، ولا نبي مرسل إلا بهت من أنوارنا، وعجب من ضيائنا وجلالتنا.

وعن يمين الوسيلة، عن يمين رسول الله (صلى الله عليه وآله) غمامة بسط البصر، يأتي منها النداء: يا أهل الموقف، طوبى لمن أحب الوصي، وآمن بالنبي الامي العربي، ومن كفر به فالنار موعده. وعن يسار الوسيلة، عن يسار رسول الله (صلى الله عليه وآله) ظلة يأتي منها النداء: يا أهل الموقف، طوبى لمن أحب الوصي، وآمن بالنبي الامي، والذي له الملك الأعلى، لا فاز أحد، ولا نال الروح‏ والجنة إلا من لقي خالقه بالإخلاص لهما، والاقتداء بنجومهما، فأيقنوا يا أهل ولاية الله ببياض وجوهكم، وشرف مقتداكم‏ ، وكرم مآبكم، وبفوزكم اليوم، على سرر متقابلين، ويا أهل الانحراف والصدود عن الله عز ذكره، ورسوله، وصراطه، وأعلام الأزمنة، أيقنوا بسواد وجوهكم، وغضب ربكم، جزاء بما كنتم تعملون.
وما من رسول سلف، ولا نبي مضى، إلا وقد كان مخبرا أمته بالمرسل الوارد من بعده، ومبشرا برسول الله (صلى الله عليه وآله)، وموصيا قومه باتباعه، ومحليه عند قومه ليعرفوه بصفته، وليتبعوه على شريعته، ولكيلا يضلوا فيه من بعده، فيكون من هلك وضل بعد وقوع الإعذار والإنذار عن بينة وتعيين حجة.
فكانت الأمم في رجاء من الرسل، وورود من الأنبياء، ولئن أصيبت أمة بفقد نبي بعد نبي، على عظم مصائبهم وفجائعهم‏ ، فقد كانت على سعة من الآمال، ولم تك مصيبة عظمت، ولا رزية جلت كالمصيبة برسول الله (صلى الله عليه وآله)، لأن الله حسم‏ به الإنذار والإعذار، وقطع به الاحتجاج والعذر بينه وبين خلقه، وجعله بابه الذي بينه وبين عباده، ومهيمنه الذي لا يقبل إلا به، ولا قربة إليه إلا بطاعته، وقال في محكم كتابه: مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً ، فقرن طاعته بطاعته، ومعصيته بمعصيته، فكان ذلك دليلا على ما فوض الله إليه، وشاهدا له على من اتبعه وعصاه، وبين ذلك في غير موضع من الكتاب العظيم، فقال تبارك وتعالى في التحريض على اتباعه، والترغيب في تصديقه، والقبول لدعوته: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ‏ ، فاتباعه (عليه السلام) محبة الله، ورضاه غفران الذنوب، وكمال النور ووجوب الجنة، وفي التولي عنه والإعراض محادة الله، وغضبه وسخطه، والبعد منه مسكن النار، وذلك قوله: وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ‏ يعني الجحود به، والعصيان له.

وإن الله تبارك اسمه امتحن بي عباده، وقتل بيدي أضداده، وأفنى بسيفي جحاده، وجعلني زلفة للمؤمنين، وحياض موت على الجبارين، وسيفه على المجرمين، وشد بي أزر رسوله، وأكرمني بنصره، وشرفني بعلمه، وحباني بأحكامه، واختصني بوصيته، واصطفاني لخلافته في أمته، فقال (



tgoop.com/hsyniy/2767
Create:
Last Update:

محمد بن يعقوب: عن محمد بن علي بن معمر، عن محمد بن علي بن عكاية التميمي، عن الحسين بن النضر الفهري، عن أبي عمرو الأوزاعي، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد، قال: دخلت على أبي جعفر (عليه السلام)، فقلت: يا ابن رسول الله، قد أرمضني‏ ، اختلاف الشيعة في مذاهبها.
فقال: «يا جابر، أ لم أقفك على معنى اختلافهم من أين اختلفوا، ومن أي جهة تفرقوا؟» قلت: بلى، يا ابن رسول الله، قال: «فلا تختلف إذا اختلفوا- يا جابر- إن الجاحد لصاحب الزمان كالجاحد لرسول الله (صلى الله عليه وآله) في أيامه، يا جابر اسمع وع» قلت: إذا شئت.

قال: «اسمع وع، وبلغ حيث انتهت بك راحلتك، أن أمير المؤمنين (عليه السلام) خطب الناس بالمدينة بعد سبعة أيام من وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وذلك حين فرغ من جمع القرآن وتأليفه، فقال: الحمد لله الذي منع الأوهام أن تنال إلا وجوده، وحجب العقول أن تتخيل ذاته، لامتناعها من الشبه والتشاكل» وساق الخطبة الجليلة، إلى أن قال (عليه السلام) بعد مضي كثير من الخطبة:
«أيها الناس، إن الله عز وجل وعد نبيه محمدا (صلى الله عليه وآله) الوسيلة، ووعده الحق، ولن يخلف الله وعده، ألا وإن الوسيلة أعلى درجة الجنة، وذروة ذوائب الزلفة، ونهاية غاية الامنية، لها ألف مرقاة، ما بين المرقاة إلى المرقاة حضر الفرس الجواد مائة ألف عام‏ وهو ما بين مرقاة درة إلى مرقاة جوهرة، إلى مرقاة زبرجدة، إلى مرقاة لؤلؤة، إلى مرقاة ياقوتة، إلى مرقاة زمردة، إلى مرقاة مرجان، إلى مرقاة كافور، إلى مرقاة عنبر، إلى مرقاة يلنجوج‏ ، إلى مرقاة ذهب، إلى مرقاة فضة، إلى مرقاة غمام، إلى مرقاة هواء، إلى مرقاة نور، قد نافت‏ (٤) على كل الجنان، ورسول الله (صلى الله عليه وآله) يومئذ قاعد عليها، مرتد بريطتين‏ : ريطة من رحمة الله، وريطة من نور الله، عليه تاج النبوة، وإكليل الرسالة، قد أشرق بنوره الموقف، وأنا يومئذ على الدرجة الرفيعة، وهي دون درجته، وعلي ريطتان، ريطة من أرجوان النور، وريطة من كافور، والرسل والأنبياء قد وقفوا على المراقي، وأعلام الأزمنة وحجج الدهور عن أيماننا، قد تجللتهم حلل النور والكرامة، لا يرانا ملك مقرب، ولا نبي مرسل إلا بهت من أنوارنا، وعجب من ضيائنا وجلالتنا.

وعن يمين الوسيلة، عن يمين رسول الله (صلى الله عليه وآله) غمامة بسط البصر، يأتي منها النداء: يا أهل الموقف، طوبى لمن أحب الوصي، وآمن بالنبي الامي العربي، ومن كفر به فالنار موعده. وعن يسار الوسيلة، عن يسار رسول الله (صلى الله عليه وآله) ظلة يأتي منها النداء: يا أهل الموقف، طوبى لمن أحب الوصي، وآمن بالنبي الامي، والذي له الملك الأعلى، لا فاز أحد، ولا نال الروح‏ والجنة إلا من لقي خالقه بالإخلاص لهما، والاقتداء بنجومهما، فأيقنوا يا أهل ولاية الله ببياض وجوهكم، وشرف مقتداكم‏ ، وكرم مآبكم، وبفوزكم اليوم، على سرر متقابلين، ويا أهل الانحراف والصدود عن الله عز ذكره، ورسوله، وصراطه، وأعلام الأزمنة، أيقنوا بسواد وجوهكم، وغضب ربكم، جزاء بما كنتم تعملون.
وما من رسول سلف، ولا نبي مضى، إلا وقد كان مخبرا أمته بالمرسل الوارد من بعده، ومبشرا برسول الله (صلى الله عليه وآله)، وموصيا قومه باتباعه، ومحليه عند قومه ليعرفوه بصفته، وليتبعوه على شريعته، ولكيلا يضلوا فيه من بعده، فيكون من هلك وضل بعد وقوع الإعذار والإنذار عن بينة وتعيين حجة.
فكانت الأمم في رجاء من الرسل، وورود من الأنبياء، ولئن أصيبت أمة بفقد نبي بعد نبي، على عظم مصائبهم وفجائعهم‏ ، فقد كانت على سعة من الآمال، ولم تك مصيبة عظمت، ولا رزية جلت كالمصيبة برسول الله (صلى الله عليه وآله)، لأن الله حسم‏ به الإنذار والإعذار، وقطع به الاحتجاج والعذر بينه وبين خلقه، وجعله بابه الذي بينه وبين عباده، ومهيمنه الذي لا يقبل إلا به، ولا قربة إليه إلا بطاعته، وقال في محكم كتابه: مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً ، فقرن طاعته بطاعته، ومعصيته بمعصيته، فكان ذلك دليلا على ما فوض الله إليه، وشاهدا له على من اتبعه وعصاه، وبين ذلك في غير موضع من الكتاب العظيم، فقال تبارك وتعالى في التحريض على اتباعه، والترغيب في تصديقه، والقبول لدعوته: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ‏ ، فاتباعه (عليه السلام) محبة الله، ورضاه غفران الذنوب، وكمال النور ووجوب الجنة، وفي التولي عنه والإعراض محادة الله، وغضبه وسخطه، والبعد منه مسكن النار، وذلك قوله: وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ‏ يعني الجحود به، والعصيان له.

وإن الله تبارك اسمه امتحن بي عباده، وقتل بيدي أضداده، وأفنى بسيفي جحاده، وجعلني زلفة للمؤمنين، وحياض موت على الجبارين، وسيفه على المجرمين، وشد بي أزر رسوله، وأكرمني بنصره، وشرفني بعلمه، وحباني بأحكامه، واختصني بوصيته، واصطفاني لخلافته في أمته، فقال (

BY مجالس ومحاضرات مكتوبه


Share with your friend now:
tgoop.com/hsyniy/2767

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Image: Telegram. While the character limit is 255, try to fit into 200 characters. This way, users will be able to take in your text fast and efficiently. Reveal the essence of your channel and provide contact information. For example, you can add a bot name, link to your pricing plans, etc. 6How to manage your Telegram channel? With the “Bear Market Screaming Therapy Group,” we’ve now transcended language. The visual aspect of channels is very critical. In fact, design is the first thing that a potential subscriber pays attention to, even though unconsciously.
from us


Telegram مجالس ومحاضرات مكتوبه
FROM American