tgoop.com/hikmarah/2332
Last Update:
. أيّ النُّفوسِ هي نفوسُنا
. - مِن غير أن نخدعَ أنفسَنا - !؟
نقل الإمامُ ابنُ قيِّمِ الجوزيّة في كتابِه«الفوائد» قَولَ الزاهد العابد شَقِيقِ بنِ إِبْرَاهِيم-رحمهما الله-:
(أُغلِق بَابُ التَّوْفِيق عَن الْخلق مِن سِتَّة أَشْيَاءَ:
1-اشتغالُهم بِالنعْمَةِ عَن شُكرِها.
2-ورغبتُهم فِي الْعلم ، وتركُهم الْعَمَلَ.
3-والمسارعةُ إِلَى الذَّنب ، وَتَأْخِيرُ التَّوْبَة.
4-والاغترارُ بِصُحْبَة الصَّالِحين ، وَتركُ الِاقْتِدَاء بفِعالهم.
5-وإدبارُ الدُّنْيَا عَنْهُم وهم يَتْبَعُونها.
6-وإقبالُ الْآخِرَةِ عَلَيْهِم وهم مُعْرِضون عَنْهَا).
* ثم علّق-رحمه الله-قائلاً-:
(وأصلُ ذَلِك : عدمُ الرَّغْبَةِ والرهبةِ.
وَأَصلُه : ضعفُ الْيَقِين.
وَأَصلُه : ضعفُ البصيرة .
وَأَصلُه : مَهانةُ النَّفس ، ودناءتُها ، واستبدالُ الَّذِي هُوَ أدنى بِالَّذِي هُوَ خيرٌ!
وَإِلَّا ؛ فَلَو كَانَت النَّفسُ شريفةً كَبِيرَةً : لم تَرْضَ بالدُّونِ:
فَأصلُ الْخَيْرِ –كُلِّه- بِتَوْفِيق الله ، ومشيئته- :شَرَفُ النَّفس ، ونُبْلُها ، وكِبَرُها ، وأصلُ الشَّرّ : خِسَّتُها، ودناءتُها ، وصِغَرُها؛ قَالَ –تَعَالَى-﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا.وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا﴾ ، أَي : أَفْلح مَن كَبَّرها ، وكَثَّرها ، ونَمَّاها بِطَاعَة الله ، وخاب مَن صَغَّرها ، وحَقَّرها بمعاصي اللهِ:
فالنفوسُ الشَّرِيفَةُ لَا تَرْضى من الْأَشْيَاء إِلَّا بِأَعْلَاهَا ، وأفضلِها ، وأَحمدِها عَاقِبَةً.
والنفوسُ الدنيئةُ تَحُومُ حولَ الدناءاتِ ، وَتَقَعُ عَلَيْهَا كَمَا يَقعُ الذُّبَابُ على الأقذارِ!
فَالنَّفْسُ الشَّرِيفَةُ الْعَلِيَّةُ لَا ترْضى بالظلمِ ، وَلَا بالفواحشِ ، وَلَا بِالسَّرقَةِ والخيانةِ ؛ لِأَنَّهَا أكبرُ مِن ذَلِك، وأَجَلُّ.
وَالنَّفسُ الـمَهِينةُ الحقيرةُ الخَسيسةُ : بالضِّدِّ مِن ذَلِك.
فَكُلُّ نفسٍ تميلُ إِلَى مَا يُنَاسِبُهَا ويُشاكِلُها.
وَهَذَا معنى قَوْلِه –تَعَالَى-:﴿ قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِه﴾، أَي : على مَا يُشاكِلُه ويُناسِبُه ؛ فَهُوَ يَعْملُ على طَرِيقَتِه الَّتِي تُناسِبُ أخلاقَه وطبيعتَه.
وكلُّ إِنْسَانٍ يجْرِي على طَرِيقَتِه ومذهبه وعادتِه الَّتِي أَلِفَها ، وجُبِلَ عَلَيْهَا..).
...لطفَك اللهمّ...
كتبه شيخنا علي الحلبي - رحمه الله - بتاريخ :
(07-11-2015)
BY دررُ الفوائد وغُررُ الشواهد
Share with your friend now:
tgoop.com/hikmarah/2332