tgoop.com/hikmarah/2292
Last Update:
قَالَ ابنُ القَيِّم - رَحِمَهُ اللَّهُ - :
حياة القلبِ في توحيد اللَّه ومعرفته.
فكذلك القلب إنما يَيْبَس إِذا خلا من تَوحيد اللَّه وحبه ومعرفته وذكره ودعائه، فتصيبه حرارة النَّفسِ، ونَار الشَّهَوات، فتمتنع أغصان الجوارح، من الامتداد إذا مددتها، والانقياد إذا قُدْتها، فلا تصلح بعد هي والشَّجرة إِلَّا للنَّار ﴿فَوَيلٌ لِلقاسِيَةِ قُلوبُهُم مِن ذِكرِ اللَّهِ أُولئِكَ في ضَلالٍ مُبينٍ﴾.
فإذا كان القلب مَمطُوراً بِمطرِ الرَّحْمَة، كانت الأغصان لَيّنَة مُنقَادة رطبة، فإذا مددتها إلى أمر الله انقادت معك، وأقبلت سريعة لينة وادعة، فجَنَيتَ منْهَا من ثمار العبودية ما يَحمله كل غُصن من تلك الأغصان ومادتها من رطوبة القلب وريَّه، فالمادة تعمل عملها في القلب والجوارح.
وإذا يَبُسَ القَلب وتعطلت الأغصان من أعمال البر، لأن مادة القلب وحياته قد انقطعت منه فلم تنتشر في الجوارح، فتحمل كل جارحة ثمرها من العبودية.
ولله في كل جارحة من جوارح العبد عبوديه تَخُصُّه، وطاعة مطلوبة منها، خُلقت لأجلها وهُيِّئت لَها.
أسرار الصَّلاة صـ ٢٨ .
BY دررُ الفوائد وغُررُ الشواهد
Share with your friend now:
tgoop.com/hikmarah/2292