HIKMARAH Telegram 2245
التمايـــــــع مع الحــــــق
ليست العبرة باختلاق الكثير من الأعذار في عدم قدرتك على القيام بواجبات ذلك الحق الذي تعتقده ، والذي وهبك الله فرصةَ عمرٍ محدودةٍ ؛ ليرى كيف سيكون قيامك به ، وإنما العبرة بتلك المفاصلة التي يجريها علام الغيوب المطلع على ما في القلوب ؛ المحصي من أعمالك الحسنات والذنوب ، حين يزن أعمالك بميزان الحق الذي لا يظلم ولا يجور ؛ فمن أحسن القيام بعمله كان له من الله البر والإحسان ، ومن أساء ؛ فلن تجدي منه الأعذار ؛ مهما تحايل في النكران ؛ وذلك لأن الله اختص سبيله ومنهجه بسمة الثبات ، فلا تعتري مبادئه التغيير أو النقصان مهما تغيرت الدهور أو الأزمان ، فمن أطلق العنان للترخص في الأحكام ؛ بسبب ازدياد فتنٍ أو تغير وضعٍ فأحلَّ الحرام ، وحرَّم الحلال ، وصاغ لنفسه منهجاً ، توهم فيه الموافقة لرضى الرحمن ؛ ساءت والله سريرته وخاب والله عمله ، وأضحى مهيئاً لأن يرد بنفسه موارد سوء الخاتمة التي لا فلاح بعدها أبداً ، وذلك لأن الله لا يُخدع ، ولا يرضى لمنهجه أن تجري عليه الأهواء ؛ فمن شاء زاد ، ومن شاء أنقص وكأنه ليس برب الأرباب ، الذي يعلم من الغيب ما هو كائن إلى يوم الحساب ؛ والذي جعل من منهجه لعباده زاداً لا يُحتمل معه النفاد ، ومرجعاً لا يضل معه العباد ، وإنَّما وَفَقَ لفهمه من أخلص الاتباع ، وأسلم تَعَبُّدَهُ لربه بلا ابتداع ، أما من ظن في منهج ربه النقصان ، وتوهم قدرة عقله المحدود على جبر ذلك النقصان ؛ كانت الخيبة والتعاسة _ أيضاً _ نصيبه بلا أدنى نقصان ؛ لأن الله ما زاده إلا ضلالاً فوق ضلاله ، وزيغاً فوق زيغه ؛ فلم يعرف للهداية طريقاً ولم يعرف للحق سبيلاً ؛ وذلك لأن الشيطان لا يضل العبد إلا من خلال سبيلين لا ثالث لهما ، هما :
( الشبهة أو الشهوة ) فمن اشتبهت عليه الأمور ، واغتر بعقله ، وظن فيه القدرة على النجاة دونما استرشاد بالوحي ، غاص به الشيطان في وحل الضياع ، وضل من هذا السبيل ، أما من تحكمت فيه شهواته ، وأضحى التكليف أثقل شيء في حياته ، فأحب أن يتخير لنفسه طريقاً ميسراً ، يجمع فيه بين شهواته و مرضاة ربه !! فصاغ لنفسه منهجاً ما أنزل الله به من سلطان ، ظاناً بذلك أنه قد وفق بين الأمرين ؛ فإن الشيطان قد سلك به أيضاً سبيل الهلاك من هذا الباب ؛ وذلك لأن الله لا يُعبد إلا بما شرع ، ومن ظن غير ذلك فهو واهم ، لأن الله قد جعل لعباده شرعةً ومنهاجاً يرجعون إليه متى اختلفوا ؛ وينهلون من نبعه متى ظمئوا ؛ حكمةً منه ورحمةً بعباده وإلا ساغ لكل أحدٍ أن يُشرع لنفسه ما شاء ، ثم يدعي أنّ ما شرَّعهُ سبيلُ النجاة ، وفي هذه الحالة سوف تُطمس الشريعة ، ويندثر الهدي ، ولن تبقى إلا الأهواء ، ولن يسلك الناس إلا مسالك الزيغ والإغواء ، من أجل ذلك أمر الله عباده بالصدق والعزم في تناولهم لأوامره قال تعالى : ( خذوا ما آتيناكم بقوة ) . . البقرة . . فمن امتثل لأمر الله كان له النجاة في الدنيا والآخرة ، مهما استهزئ به المستهزئون ، ومهما نقد سبيله المتفلسفون ، أما من تناول أوامر الله بهزلٍ ووهن عزيمةٍ ؛ فإن نصيبه من هذا الدين بمقدار ما كان من هذا الهزل وذاك الوهن ، ولن يلوم في نهاية المطاف إلا نفسه ؛ لأنه لم يأخذ أوامر الله بقوة كما أمر ، وإنما أطلق لنفسه العنان في التفريط والخور . . .
ففاته من الخير ما لا عَدّ له ولا حصر
وهذه دوماً عاقبة التمايع مع الحق !!
2



tgoop.com/hikmarah/2245
Create:
Last Update:

التمايـــــــع مع الحــــــق
ليست العبرة باختلاق الكثير من الأعذار في عدم قدرتك على القيام بواجبات ذلك الحق الذي تعتقده ، والذي وهبك الله فرصةَ عمرٍ محدودةٍ ؛ ليرى كيف سيكون قيامك به ، وإنما العبرة بتلك المفاصلة التي يجريها علام الغيوب المطلع على ما في القلوب ؛ المحصي من أعمالك الحسنات والذنوب ، حين يزن أعمالك بميزان الحق الذي لا يظلم ولا يجور ؛ فمن أحسن القيام بعمله كان له من الله البر والإحسان ، ومن أساء ؛ فلن تجدي منه الأعذار ؛ مهما تحايل في النكران ؛ وذلك لأن الله اختص سبيله ومنهجه بسمة الثبات ، فلا تعتري مبادئه التغيير أو النقصان مهما تغيرت الدهور أو الأزمان ، فمن أطلق العنان للترخص في الأحكام ؛ بسبب ازدياد فتنٍ أو تغير وضعٍ فأحلَّ الحرام ، وحرَّم الحلال ، وصاغ لنفسه منهجاً ، توهم فيه الموافقة لرضى الرحمن ؛ ساءت والله سريرته وخاب والله عمله ، وأضحى مهيئاً لأن يرد بنفسه موارد سوء الخاتمة التي لا فلاح بعدها أبداً ، وذلك لأن الله لا يُخدع ، ولا يرضى لمنهجه أن تجري عليه الأهواء ؛ فمن شاء زاد ، ومن شاء أنقص وكأنه ليس برب الأرباب ، الذي يعلم من الغيب ما هو كائن إلى يوم الحساب ؛ والذي جعل من منهجه لعباده زاداً لا يُحتمل معه النفاد ، ومرجعاً لا يضل معه العباد ، وإنَّما وَفَقَ لفهمه من أخلص الاتباع ، وأسلم تَعَبُّدَهُ لربه بلا ابتداع ، أما من ظن في منهج ربه النقصان ، وتوهم قدرة عقله المحدود على جبر ذلك النقصان ؛ كانت الخيبة والتعاسة _ أيضاً _ نصيبه بلا أدنى نقصان ؛ لأن الله ما زاده إلا ضلالاً فوق ضلاله ، وزيغاً فوق زيغه ؛ فلم يعرف للهداية طريقاً ولم يعرف للحق سبيلاً ؛ وذلك لأن الشيطان لا يضل العبد إلا من خلال سبيلين لا ثالث لهما ، هما :
( الشبهة أو الشهوة ) فمن اشتبهت عليه الأمور ، واغتر بعقله ، وظن فيه القدرة على النجاة دونما استرشاد بالوحي ، غاص به الشيطان في وحل الضياع ، وضل من هذا السبيل ، أما من تحكمت فيه شهواته ، وأضحى التكليف أثقل شيء في حياته ، فأحب أن يتخير لنفسه طريقاً ميسراً ، يجمع فيه بين شهواته و مرضاة ربه !! فصاغ لنفسه منهجاً ما أنزل الله به من سلطان ، ظاناً بذلك أنه قد وفق بين الأمرين ؛ فإن الشيطان قد سلك به أيضاً سبيل الهلاك من هذا الباب ؛ وذلك لأن الله لا يُعبد إلا بما شرع ، ومن ظن غير ذلك فهو واهم ، لأن الله قد جعل لعباده شرعةً ومنهاجاً يرجعون إليه متى اختلفوا ؛ وينهلون من نبعه متى ظمئوا ؛ حكمةً منه ورحمةً بعباده وإلا ساغ لكل أحدٍ أن يُشرع لنفسه ما شاء ، ثم يدعي أنّ ما شرَّعهُ سبيلُ النجاة ، وفي هذه الحالة سوف تُطمس الشريعة ، ويندثر الهدي ، ولن تبقى إلا الأهواء ، ولن يسلك الناس إلا مسالك الزيغ والإغواء ، من أجل ذلك أمر الله عباده بالصدق والعزم في تناولهم لأوامره قال تعالى : ( خذوا ما آتيناكم بقوة ) . . البقرة . . فمن امتثل لأمر الله كان له النجاة في الدنيا والآخرة ، مهما استهزئ به المستهزئون ، ومهما نقد سبيله المتفلسفون ، أما من تناول أوامر الله بهزلٍ ووهن عزيمةٍ ؛ فإن نصيبه من هذا الدين بمقدار ما كان من هذا الهزل وذاك الوهن ، ولن يلوم في نهاية المطاف إلا نفسه ؛ لأنه لم يأخذ أوامر الله بقوة كما أمر ، وإنما أطلق لنفسه العنان في التفريط والخور . . .
ففاته من الخير ما لا عَدّ له ولا حصر
وهذه دوماً عاقبة التمايع مع الحق !!

BY دررُ الفوائد وغُررُ الشواهد


Share with your friend now:
tgoop.com/hikmarah/2245

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Members can post their voice notes of themselves screaming. Interestingly, the group doesn’t allow to post anything else which might lead to an instant ban. As of now, there are more than 330 members in the group. So far, more than a dozen different members have contributed to the group, posting voice notes of themselves screaming, yelling, groaning, and wailing in various pitches and rhythms. In the next window, choose the type of your channel. If you want your channel to be public, you need to develop a link for it. In the screenshot below, it’s ”/catmarketing.” If your selected link is unavailable, you’ll need to suggest another option. best-secure-messaging-apps-shutterstock-1892950018.jpg During the meeting with TSE Minister Edson Fachin, Perekopsky also mentioned the TSE channel on the platform as one of the firm's key success stories. Launched as part of the company's commitments to tackle the spread of fake news in Brazil, the verified channel has attracted more than 184,000 members in less than a month.
from us


Telegram دررُ الفوائد وغُررُ الشواهد
FROM American