tgoop.com/heart_01/65295
Last Update:
📚 #أحـاديـث_نـبـويـة 📚
#الاستخارة
كانَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ في الأُمُورِ كُلِّهَا كما يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ ؛ يقولُ : إذَا هَمَّ أحَدُكُمْ بالأمْرِ ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِن غيرِ الفَرِيضَةِ ، ثُمَّ لْيَقُل : اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ ، وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ ؛ فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ خَيْرٌ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي - أوْ قالَ : عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ - فَاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لِي ، ثُمَّ بَارِكْ لي فِيهِ ، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي - أوْ قالَ : في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ - فَاصْرِفْهُ عَنِّي واصْرِفْنِي عنْه ، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ، ثُمَّ أرْضِنِي قالَ : «وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ».
#الراوي : جابر بن عبد الله
#المصدر : صحيح البخاري
📝 #شـرح_الـحـديـث
لا يَعلَمُ الغَيبَ إلَّا اللهُ ، ولا يُقدِّرُ الخيرَ أو الشَّرَّ للعَبدِ سِوى خالِقِه جلَّ في عُلاه ؛ فيَنْبغي على المؤمنِ ألَّا يَقصِدَ شيئًا مِن دَقيقِ الأمورِ وجَليلِها حتَّى يَستخيرَ اللهَ فيه ، ويَسأَلَه أنْ يَحمِلَه فيه على الخيرِ ، ويَصرِفَ عنه الشَّرَّ ؛ إذْعانًا بالافتقارِ إليه في كلِّ أمرٍ ، والْتزامًا بذِلَّةِ العُبوديَّةِ له ، واتِّباعًا لسُنَّةِ نَبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الاستخارةِ.
وفي هذا الحَديثِ بَيانٌ لِهَدْيِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في صَلاةِ الاستِخارةِ واهتِمامِه بها وبتَعليمِها أصحابِه في كُلِّ الأُمورِ ، حيثُ يَرْوي جابرُ بنُ عبدِ اللهِ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُعلِّمُهم الاستخارةَ كما يُعلِّمُهم السُّورةَ مِن القُرآنِ ، وهذا بَيانٌ لأهمِّيَّتِها وشِدَّةِ حاجتِهم إليها في الحالاتِ كلِّها كشِدَّةِ حاجتِهم إلى القِراءةِ في كلِّ الصَّلواتِ ؛ لِما فيها مِن عَظيمِ النفْعِ لمَنِ استَعانَ بها على أمْرٍ هو مُخيَّرٌ فيه.
👈 #والاستخارة هي : سُؤالُ الخَيرِ وطَلَبُه ؛ فيَسألُ العبدُ المُستخيرُ اللهَ تعالَى خَيرَ الأَمْرَينِ ، وتَدخُلُ الاستخارةُ في المُباحِ والمُستحَبِّ والواجِبِ المُخيَّرِ وفيما كان زمنُه مُوسَّعًا ، إذا تعارَضَ فيه أمْرانِ ؛ بأيِّهما يبدأُ ، أو على أيِّهما يَقتصِرُ.
● ثمَّ بيَّن صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه إذا أرادَ الإنسانُ فِعلَ أمرٍ ممَّا لا يَعلَمُ وَجْهَ الصَّوابِ فيه ، فلْيُصَلِّ نَدْبًا رَكْعتينِ ، ثمَّ يَدْعُ اللهَ قائلًا :
● «اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ» يَسألُ اللهَ أنْ يَختارَ له ، وأنْ يَرزُقَه ما فيه خيرٌ له بِناءً على عِلمِه المُطلَقِ.
● «وأسْتقدِرُك بقُدْرَتِكَ» #يعني : أطْلُبُ القُدرةَ منك أنْ تَجعَلَني قادرًا عليه ، فيكون معنى : اقْدُرْه لي ، اجْعَلْه مَقدورًا لي ؛ بأنْ تُعِينَني عليه ، أو أطلُبُ منكَ أنْ تُقَدِّرَ لي الخَيرَ بسبَبِ قُدْرتِكَ عليه ، والتَّقديرُ : التَّيسيرُ.
● «وأسْأَلُكَ مِن فَضْلِك العَظيمِ» يُشيرُ إلى أنَّ إعْطاءَ الرَّبِّ إنَّما هو مَحْضُ فَضلٍ منه ، وليس لأحدٍ عليه حقٌّ في نِعمةٍ.
● «فإنَّكَ تَقْدِرُ ولا أقْدِرُ ، وتَعْلَمُ ولا أعْلَمُ ، وأنتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ» ؛ فإنَّ العِلمَ والقُدرةَ للهِ وَحْدَه ، وليس للعَبدِ مِن ذلك إلَّا ما قَدَّرَ اللهُ له وما أقْدَرَه عليه ، واللهُ عَليمٌ بكلِّ ما غاب عنَّا وعن جميعِ المخلوقاتِ.
● ثمَّ يُسمِّي الداعي حاجَتَه ، يَطلُبُ منَ اللهِ إنْ كانَ قد سبَقَ في عِلمِه أنَّ في أمرِ كذا خَيرًا له في دِينِه ودُنياه ، وفي حَياتِه الدُّنيا والآخِرةِ ؛ فلْيَقْضِ اللهُ عزَّ وجلَّ به ، ويُيَسِّرْه ويَجعَلْ فيه البَرَكةَ والنَّماءَ.
👈 وإنْ كانَ قد سبَقَ في عِلمِه سُبحانه أنَّ هذا الأمرَ فيه الشرُّ في دِينِه ودُنْياه ، وفي حَياتِه الدُّنيا والآخِرةِ ؛ فلْيُبعِدْه اللهُ عَنه ، فلا يَحصُلُ عليه ، ولا يُصيبُه ، ويُبعِد لإنسانَ عنه ، فلا يُفَكِّرُ فيه ، ولا يَشغَلُ نفْسَه بطَلَبِه ، وأنْ يَقْضيَ اللهُ له بالخَيرِ حيث كان الخيرُ ، ويَجْعَلَه راضيًا بخَيرِه المَقْدورِ، أو بِالشَّرِّ المَصروفِ.
#وفي_الحديث :
⊙ الحثُّ على صَلاةِ الاستِخارةِ ، وبَيانُ صِفتِها.
📚 #الموسوعة_الحديثية 📚
https://dorar.net/hadith/sharh/7980
BY ⚘من القلب الى القلب⚘
Share with your friend now:
tgoop.com/heart_01/65295