tgoop.com/heart_01/65053
Last Update:
📚 #أحـاديـث_نـبـويـة 📚
((ثَلَاثٌ مَن كُنَّ فيه وجَدَ حَلَاوَةَ الإيمَانِ : أنْ يَكونَ اللَّهُ ورَسولُهُ أحَبَّ إلَيْهِ ممَّا سِوَاهُمَا ، وأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لا يُحِبُّهُ إلَّا لِلَّهِ ، وأَنْ يَكْرَهَ أنْ يَعُودَ في الكُفْرِ كما يَكْرَهُ أنْ يُقْذَفَ في النَّارِ)).
#الراوي : أنس بن مالك
#المصدر : صحيح البخاري
📄 #شـرح_الـحـديـث 🖍
⁉️هذا حَديثٌ عَظيمٌ ، وأصلٌ مِن أُصولِ الإسلامِ ، وفيه يُرشِدُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى ثِلاثِ خِصالٍ مِن أعْلَى خِصالِ الإيمانِ ؛ مَن كمَّلَها فقدْ وجَدَ حَلاوةَ الإيمانِ ؛ فالإيمانُ له حَلاوةٌ وطَعمٌ يُذاقُ بالقُلوبِ ، كما تُذاقُ حَلاوةُ الطَّعامِ والشَّرابِ بالفَمِ ، وكما أنَّ الجَسدَ لا يَجِدُ حَلاوةَ الطَّعامِ والشَّرابِ إلَّا عندَ صِحَّتِه ، فكذلك القَلبُ إذا سَلِمَ مِن مرَضِ الأهواءِ المُضلَّةِ والشَّهواتِ المُحرَّمةِ ، وجَدَ حَلاوةَ الإيمانِ ، ومتى مَرِضَ وسَقِمَ لم يَجِدْ حَلاوةَ الإيمانِ ، بلْ قدْ يَستحلِي ما فيه هَلاكُه مِن الأهواءِ والمعاصي.
👈 ومَن وجَدَ حَلاوةَ الإيمانِ استلذَّ الطَّاعاتِ ، وآثَرَها على أغراضِ الدُّنيا ، وتحمَّلَ المشَاقَّ في سَبيلِ اللهِ تعالَى.
#فالخصلة_الأولى : أنْ يكونَ اللهُ ورسولُه أحَبَّ إليه ممَّا سِواهما ، ومَحبَّةُ اللهِ تَنشَأُ مِن مَعرفةِ أسمائِه وصِفاتِه ، والتَّفكيرِ في مَصنوعاتِه ، وما فيها مِن الحِكَمِ والعَجائبِ ، وتَحصُلُ مِن مُطالَعةِ نِعَمِه على العِبادِ ؛ فإنَّ ذلك كلَّه يدُلُّ على كَمالِه وقُدرتِه ، وحِكمتِه وعِلمِه ورَحمتِه ، ومَحبَّةُ العبدِ لِخالقِه سُبحانه وتعالَى تَقودُ العبْدَ إلى الْتزامِ شَريعتِه وطاعتِه ، والانتهاءِ عمَّا نَهى عنه.
👈 ومَحبَّةُ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تابعةٌ لمَحَبَّةِ اللهِ ، ويَلزَمُ مِن تلك المحبَّةِ اتِّباعُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في أوامِرِه ونواهيه ، كطاعةِ اللهِ عزَّ وجلَّ ، ويَجِبُ أنْ تكونَ مَحبَّةُ الرسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في قلْبِ كلِّ مسلِمٍ أعظَمَ مِن مَحبَّتِه لنفْسِه ، ومَحبَّتِه لأبيهِ وأُمِّه ، وابنِه وبِنتِه ، وزَوجتِه ، وصَديقِه وأقارِبِه ، والناسِ أجمعينَ.
#والخصلة_الثانية : أنْ يُحِبَّ المرءَ لا يُحِبُّه إلَّا للهِ ؛ فهذا حَثٌّ على التَّحابِّ في اللهِ ، وهو مِن أَوثقِ عُرَى الإيمانِ ، فليستِ المحبَّةُ مِن أجْلِ تَبادُلِ مَنافعَ وتَحصيلِ أغراضٍ دُنيويَّةٍ ، وإنَّما جمَعَ بيْنَهما الحُبُّ في اللهِ ، ويَلزَمُ مِن تلك المحبَّةِ نفْعُ المسلمِ لأخيه المسلمِ ، وتَرْكُ إيذائِه ، كما في حَديثِ الصحيحَينِ : «المُسلِمُ أخو المُسلِمِ ، لا يَظلِمُه ، ولا يُسْلِمُه ، ومَن كان في حاجةِ أخيه كان اللهُ في حاجتِه ، ومَن فرَّجَ عن مُسلِمٍ كُرْبةً ، فرَّجَ اللهُ عنه كُربةً مِن كُرُباتِ يَومِ القيامةِ ، ومَن ستَرَ مُسلِمًا ستَرَه اللهُ يَومَ القِيامةِ».
#والخصلة_الثالثة : أنْ يَكرَهَ المسلمُ أنْ يَعودَ في الكُفْرِ ، كما يَكرَهُ أنْ يُقذَفَ في النَّارِ ؛ فإذا رسَخَ الإيمانُ في القلْبِ ، وتحقَّقَ به ، ووجَدَ العبْدُ حَلاوتَه وطَعْمَه ؛ أحَبَّه ، وأحَبَّ ثَباتَه ودَوامَه ، والزِّيادةَ منه ، وكَرِهَ مُفارقتَه ، وكانتْ كَراهتُه لمُفارقتِه أعظَمَ عندَه مِن كَراهةِ الإلقاءِ في النَّارِ ، فإذا وجَدَ العبْدُ حلاوةَ الإيمانِ في قَلْبِه أحَسَّ بمَرارةِ الكُفرِ والفُسوقِ والعِصيانِ.
#قيل : وإنَّما قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هذا تَحذيرًا وتَخويفًا للصَّحابةِ ؛ لأنَّهم كانوا كُفَّارًا فأسلَموا ، وكان في بَعضِ النُّفوسِ حُبُّ ما كان في الزَّمانِ الماضي ، فبيَّنَ لهم صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ العَودَ إلى الكُفْرِ كإلْقاءِ الرجُلِ نفْسَه في النارِ ؛ لأنَّ عاقِبةَ الكُفَّارِ دُخولُ نارِ جهنَّمَ ، ونقْضُ التَّوبةِ والرُّجوعُ مِنَ التَّوبةِ إلى المعصيةِ أيضًا كإلْقاءِ الرجُلِ نفْسَه في نارِ جهنَّمَ ، وهذا مِن عِظَمِ ذَنبِ الكُفْرِ والعَودةِ إليه.
📚 #الموسوعة_الحديثية 📚
https://dorar.net/hadith/sharh/7340
BY ⚘من القلب الى القلب⚘
Share with your friend now:
tgoop.com/heart_01/65053