Warning: Undefined array key 0 in /var/www/tgoop/function.php on line 65

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /var/www/tgoop/function.php on line 65
- Telegram Web
Telegram Web
في معيارية العلم-تناظرات بين علوم اللغة وعلوم الشريعة(7)
.
.
"أي إنجليزية نُعلِّم؟" هذا السؤال يحتل بؤرة اشتغال اللسانيات التطبيقية في أكثر بلدان الكومنولث، وسببه يرجع إلى حقيقة أننا(أو على الأصح: أنهم !) اليوم أمام إنجليزيات لا أمام إنجليزية واحدة، فهناك الإنجليزية البريطانية، والأمريكية، والأسترالية، والهندية، والجنوب-إفريقية، وهذه الإنجليزيات هي المشهورة والتي فرضت نفسها بامتداد الاستعمال، ويمكننا أن نرى في الأفق القريب تنوعات أخرى للإنجليزية. هذه التنوعات كأنها ردود فعل ضد الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، فالشعوب العديدة التي رزحت طويلا تحت نير الاحتلال البريطاني، قررت أن تتناهب لغته وثقافته، وأن تحصره داخل مسماه، ليصير أقلية لغوية داخل لغته، وبالفعل، فإن ما يسمى الإنجليزية البريطانية يكاد يتذيل ترتيب الاستعمال بين هذه التنوعات الخمس الكبرى للإنجليزية.
.
أحببت أن أجعل من هذه القضية مدخلا للحديث عن المعيار اللغوي في اللسانيات التطبيقية؛ كما كنا أشرنا إليه في آخر الحلقة السابقة. ذلك أن سؤال: "أي إنجليزية نعلم؟" هو سؤال معياري في نهاية الأمر، سواء كانت إجابتنا عنه مستندة إلى "المعيارية اللغوية" أو إلى غيرها، فإن مجرد اتخاذ قرار في هذه القضية وتبنيه ضمن سياسة تعليمية؛ سيجعل من "الإنجليزية المختارة" معيارا، وسيعطيها أسبقية في مضمار التنافس بين هذه التنوعات، إذ إن تبني تنوع لغوي في إطار السياسات اللغوية والتخطيط اللغوي يعني إعطاءه أفضلية في الاستعمال الأكاديمي، والإداري، والإعلامي، والاقتصادي. وكل هذا ستكون له آثاره الاجتماعية العميقة من حيث فرص التعليم والعمل، والتعامل الاقتصادي.
.
ولكن قبل الوصول إلى هذه النقطة، تضع اللسانيات التطبيقية أمام مفهوم المعيار اللغوي ثلاث مشكلات نظرية: المشكلة الأولى هي مشكلة ما يسمى باللغة المرحلية(interlanguage)، سواء عند الطفل الناطق باللغة، أو عند متعلم اللغة من غير الناطقين بها. والمراد باللغة المرحلية ذلك المستوى من تطور النظام اللغوي عند الناطق-المكتسب قبل مرحلة النضج اللغوي، حيث يتساءل اللسانيون الوصفيون: في أي مرحلة من الاكتساب اللغوي يمكننا أن نقول إن المتكلم صار ناطقا مثاليا للغة(الفصيح في اللسانيات العربية)؟
.
والمشكلة الثانية هي مشكلة التنوعات اللهجية داخل اللغة الواحدة، حيث يتساءل الوصفيون كذلك: على أي أساس موضوعي يمكننا أن نقدم استعمالا لهجيا محليا لنجعله معتمدا عند عامة الناطقين باللغة؟ والظاهر أن مشكلة "الأساس الموضوعي" هذه سببها أن الوصفيين اكتشفوا أن اعتماد تنوع لهجي معين يرجع في أكثر الأحيان إلى أسباب غير لغوية: قد تكون سياسية أو تاريخية، كالمركزية السياسية للمنطقة المتكلمة بهذه اللهجة(وهي العواصم في أغلب الحالات) كما هو الحال مع الباريسية في فرنسا، ولهجات الجنوب في الجزيرة البريطانية، والقشتالية في إسبانيا.
.
وأما المشكلة الثالثة فهي لا تتعلق باللغة نفسها بقدر ما تتعلق بالوصف اللغوي كما يقدمه النحو المعياري(ولنذكر دوما بأن المراد بالنحو هنا: الأوروبي)، وهو جنوح هذا النحو إلى التعليل المنطقي للغة المعيارية، مما يصورها في صورة النسخة المطابقة للعقل، وبالتالي يصور التنوعات الأخرى المجاورة لها على أنها نسخ ناقصة أو مشوهة عن النسخة الأصلية. ولا بد أن هذا النوع من الوصف اللغوي-المنطقي هو بعض ميراث مدرسة بور روايال، كما أنه يمت بنسب إلى فلسفات العصر الفيكتوري بكل ما كانت مشبعة به من مفاهيم تراتبية بل عنصرية في بعض الأحيان.
.
ويعترف قاي كوك؛ وهو أحد اللسانيين التطبيقيين المتبصرين بأن هذه المشكلات يمكنها أن تكون مجال نقاشات طويلة وعميقة في اللسانيات النظرية والاجتماعية، ولكن من الصعب أن تتجاوز حقيقة أن اللغة لا تنفك عن جانب معياري هو الذي يعطيها وظيفتها الاجتماعية. بل ينتهي إلى حقيقة أن المعيار بهذا المفهوم هو جزء من الحقيقة اللغوية التي يجب وصفها، وبالتالي فـ: "المعيارية ظاهرة اجتماعية، ولا يمكن تقليديا مقابلتها بالوصفية" (علم اللغة التطبيقي، ص24). وعوض أن نستحدث معركة مختلقة، ينبه كوك إلى أن المعيار نفسه ينبغي أن يكون موضوعا للوصف والتفسير، ما دام اعتقادا يتحكم في استعمال المتكلمين أنفسهم للغة ورؤيتهم لها(ص23).
.
بعد هذا العرض المقتضب لقضية المعيار اللغوي والمعيارية العلمية في بعض الميادين اللسانية الغربية، يمكننا أن نتفرغ لدراسة بعض ملامح المعيار اللغوي في الفكر اللساني العربي، وعلاقته بالمعيار الشرعي، وأثر ذلك في العلوم الإسلامية، والله الموفق.

يتبع إن شاء الله.
اللهم لا تقطع عنهم المدد، ولا تنقص منهم العدد، اللهم انصرهم واهزم عدوهم

#المجد_للمجاهدين
صلوا على رسول الله..
.
.
أخرج مسلم عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ البدري قَالَ: "كَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا فِي الصَّلَاةِ وَيَقُولُ "اسْتَوُوا ‌وَلَا ‌تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ. لِيَلِنِي مِنْكُمْ أُولُو الأَحْلَامِ وَالنُّهَى، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ".

صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأتباعه على نهجه وسنته إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا.

فيه صفة انتظام الجماعة في الإسلام، فإن الحديث وإن ورد في أمر الصلاة؛ فإنه دلّ بالإشارة على وجه ترتيب منازل الناس من التقدم. وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أرشد إلى أن يستوي الناس في الصف الواحد لما فيه من معنى تكافُئِهم في الوقوف بين يدي رب العالمين، ولما في تسوية الصف من الهيئة الدالة على تحاب المسلمين وتوادهم وتكاتفهم، فإذا قامت المصلحة بترتيبهم تقدَّمَهم أقدرُهم على تحقيق المصلحة، لما في ذلك من حفظ تلك المصلحة على جماعتهم، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يليه أولو الأحلام والنهى، المستحكمةُ عقولُهم، الحاضرةُ خواطرُهم، لما في ذلك من مصلحة تنبيه الإمام إذا سها، وسدّ مكانه إذا جاءه ما يصرفه عن الصلاة، مع حفظ السكينة وابتدار أسباب الاضطراب قبل أن تقع. فصلى الله على نبينا محمد من علمنا سياسة الأمة بسنته الشريفة وسلم تسليما كثيرا.
(وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين)

سبحان الله، ما أبلغ كلمة (قريب) في الآية. الموت يعلّم الإنسان تقدير الوقت، الحي لا يعير اهتماما للسنوات، والميت يلتفت إلى الساعات، ويدرك أن ساعة واحدة من الحياة قد تنقل المرء بالعمل إلى مقام الصالحين..!

#خاطرة
هُنَا غَزَّةٌ تَحْيَا، وَ"يَحْيَى" كَبِيرُهَا***مُكَرَّمَةٌ، وَ"الضَّيْفُ" فِيهَا أَمِيرُهَا

وَمِنبَرُهَا عَرْشُ "الـمُلَثَّمِ"مُسْفِرًا***بِقَوْلٍ، وَ"إِسْمَاعِيلُ" فِينَا سَفِيرُهَا

كَأَرْبَعَةٍ أَرْكَانِ دَارٍ عَتِيقَةٍ***عَلَى بَابِهَا "اليَاسِينُ" دَومًا خَفِيرُهَا

هُنَا جَنَّةُ الأَبْرَارِ رَاقَ غَدِيرُهَا***وَجَاحِمَةُ الفُجَّارِ هَذَا شَفِيرُهَا

تَهُبُّ عَلَى سُودِ الوُجُوهِ سَمُومُهَا***وَيَجْرِي عَلَى رُوحِ الشَّهِيدِ عَبِيرُهَا

وَيَصْلَى بِهَا الكُفَّارُ نِيرَانَ حَرْبِهَا***تُسَعِّرُهَا أُسْدٌ يُهَابُ زَئِيرُهَا

إِذَا كَبَّرَتْ ذَابَتْ يَهُودُ مَخَافَةً***وَسِيرَتُهُمْ دَجَّالُهُمْ سَيَسِيرُهَا

تَرَامَتْ بِهَا الأَعْدَاءُ في بِئْرِ حَتْفِهَا***كَمَا ازْدَحَمَتْ قَبْلَ النَّقِيعَةِ عِيرُهَا

وَأَلْحَقَهَا طُغْيَانُهَا بِأَسِيرِهَا***وَلَوْ عَقَلَتْ عَاشَتْ وَعَاشَ أَسِيرُهَا

أمين يوسف الأحمدي قادري

🔻✌️🇵🇸
هدية من شيخنا الأستاذ هشام أيوب
صدق أستاذنا الدكتور أبو بكر حفيظي يومَ قال لي في تصحيح إحدى المسابقات الوطنية: ثمانون بالمائة من المترشحين مكانهم مستشفى المجانين..!
لا تيأس، هاو بوريكو وكتب كتاب 😅
صلوا على رسول الله..
.
.
أخرج مسلم –ورواه البخاري كالمعلق- عن عبد الله بن عمر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "أَرَانِي فِي الْمَنَامِ أَتَسَوَّكُ بِسِوَاكٍ، فَجَذَبَنِي رَجُلَانِ أَحَدُهُمَا أَكْبَرُ مِنَ الْآخَرِ، فَنَاوَلْتُ السِّوَاكَ الْأَصْغَرَ مِنْهُمَا، فَقِيلَ لِي: كَبِّرْ، ‌فَدَفَعْتُهُ ‌إِلَى ‌الْأَكْبَرِ".

صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليما كثيرا.

فيه الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من طريق الإشارة بتعظيم الكبير وتوقيره وتقديمه عند استواء جهات الاستحقاق، لما في السن من مظنة العلم والحلم والتمرس بالحياة، وفيه أولوية الكبير بالمكرمة، وفي ذلك حفظ المراتب وضبط المنازل عند الاختلاف، واستبقاء الحرمة والمودة بين الإخوة والأصحاب. وفيه ملمح لطيف لمن تأمله، وهو مراجعة الحق إذا تبين، وردُّه إلى مستحقه، كما رجع النبي صلى الله عليه وسلم عن دفع السواك إلى الأصغر ودفعه إلى الأكبر. لئلا يتخذ الأصاغر من المسابقة إلى منازل المكرمات وابتدارها ذريعة إلى الاستئثار بها، فإن هم علموا أنهم إن أخذوها ابتدارا رُدّت على مستحقيها أحجموا عن مطاولة ذوي الأسنان والأحلام فيها، وتأدبوا بآداب الإسلام والسنة، والله المسؤول أن يرزقنا الأدب مع أكابرنا، والحمد لله رب العالمين.
اغتنم صيفك يا حافظ القرآن(الحلقة الأولى)

أمين قادري

ألقيت بدار القرآن بمسجد الرحمن-براقي
.
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدون إلا على الظالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين وشرّف وكرّم، وبعد:
.
فهذه كلمات مختصرات أناصح بها نفسي وإخواني من طلاب القرآن وحفاظ الوحي، بمناسبة قرب الإجازة الصيفية، لعل الله ينفعنا بها في اغتنام هذا الوقت المتسع فيما يرضيه، ويعود بالنفع علينا وعليهم، وليس من غرض هذه الكلمات تقديم برنامج ولا تنظيم خطة، وإنما التذكير بذلك والتحفيز عليه، بالتنبيه إلى أهمية الوقت والفراغ، وضرورة الاستغلال الأمثل له، والتحذير من انصرامه من غير أن يستثمر فيما يعود على صاحبه بالربح الأوفر. والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.
.
القسم الأول: اغتنم وقتك يا حافظ القرآن

1-قيمة الوقت في الإسلام:

الأصل الذي ينبغي أن نذكّر به هو: "اغتنم وقتك يا حافظ القرآن". فالوقت كله مطلوب اغتنامه، ومن أكثر ما أقسم الله به في القرآن الأوقات، والعظيم سبحانه لا يقسم إلا بعظيم، ولا يقسم الله بشيء إلا وهو يريد أن ينبّهنا إليه، كما قال سبحانه: (فلا أقسم بمواقع النجوم . وإنه لقسم لو تعلمون عظيم). فمما أقسم الله به في القرآن من الأوقات: الضحى، والليل، والفجر، وأقسم بعموم الوقت، فقال سبحانه: (والعصر . إن الإنسان لفي خسر) وهو عموم الزمان، لأنه محل الحوادث.
.
2-من أعظم الأوقات وقت الشباب ووقت الفراغ:

خصّ الشرع من أوقات الإنسان وقتين بالذكر، لأنهما محل العمل الكثير، والأجر الوفير، وهما: وقت شبابه، ووقت فراغه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اغتنم خمسا قبل خمس"، وذكر فيه: "شبابك قبل هرمك، وفراغك قبل شغلك". فالشباب زمن القوة والنشاط والهمة والشجاعة، وكل هذه الأمور لها إقبال وإدبار، فالقوة إلى ضعف، والنشاط إلى كسل، والهمة إلى فتور، والشجاعة إلى تقدير. والفراغ يسع الأعمال وله كذلك إقبال وإدبار، وإدباره الشغل وازدحام الواجبات وكثرة الصوارف.
.
3-من نعم الله علينا اجتماع الشباب والفراغ:

مقتبل عمر الإنسان في زماننا هذا وقت مثالي، لاجتماع الشباب والفراغ فيه، وكان آباؤنا من قريب يشغلون بالعمل والكسب في أوائل أعمارهم لإعانة أهليهم، فلم يتيسر لكثير منهم التفرغ لطلب العلم وحفظ القرآن والإكثار من العبادات، وخصوصا العبادات البدنية كصوم النافلة، وقيام الليل، أو المشتركة كالحج والعمرة. وقد يسّر الله الأسباب لكثير منا اليوم لتفريغ البال في أول العمر من طلب الرزق. فكانت فرصة ذهبية له ليصرف قوته ووقته في تحصيل العلم النافع وتدريب النفس على العمل الصالح.
.
4-ماذا ينتظرك في قابل أيامك:

ننبه إلى أهمية اجتماع الشباب والفراغ، لأنه قد يكون شباب ولا يكون فراغ، فتذهب قوة الشباب في الشواغل والواجبات الاجتماعية، فيحتاج الإنسان أن يتخصص في دراسته، ويحتاج أن يهيئ نفسه لحياة العمل والانضباط فيه، ويحتاج أن يتهيأ لحياة الأسرة، فيصير مسؤولا عن زوجة وعن أولاد، ويمد الله له في عمر أبويه فيصير مسؤولا عنهما كذلك. وإذا تقدمت بالإنسان السن كان عنده فراغ وذهب عنه الشباب، فوجد الوقت لفعل كثير مما فاته، غير أنه لا يجد القوة ولا الهمة لفعله، فتنقص قوته الجسمية، وقدرته الذهنية. ونحن لا نقول هذه الأشياء تخويفا، وإنما تذكيرا، وهي سنة من سنن القرآن، فإن أعقل الناس من رأى عمره في أعمار الناس، هذا إن تمادى به العمر وأفسح له في المدة، وقد ذكر الله تعالى لنا من ذلك آية جامعة عظيمة ما أحسن تدبّرها، قال سبحانه: (يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج).
.
5-من أعظم قيم الإسلام المسابقة والمبادرة:
أرشد الإسلام في نصوص الوحي إلى ضرورة المبادرة والمسابقة إلى الخيرات والقربات وأداء الواجبات، فقال تعالى: (فاستبقوا الخيرات)، وقال سبحانه: (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين)، وقال تعالى: (والسابقون السابقون . أولئك المقربون)، أي السابقون إلى الإيمان والطاعة والقربة في الدنيا هم السابقون إلى الجنة والرحمة والمغفرة في الآخرة. ومن قواعد القرآن الكريم مسابقة الآجال بالأعمال، ومبادرة جزاء الآخرة بعمل الدنيا، ومبادرة العقوبة بالتوبة. قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون). وقال تعالى: (قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة وينفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال). وقال تعالى: (يا أهل الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا). وقال تعالى: (فأقم وجهك للدين القيم من قبل أن يأتي يوم لا مردّ له من الله يومئذ يصّدعون). والآيات في هذا المعنى كثيرة.

يتبع إن شاء الله..
اغتنم صيفك يا حافظ القرآن(الحلقة الثانية)

أمين قادري
.
القسم الثاني: اغتنم صيفك يا حافظ القرآن

1-هنيئا لك يا حافظ القرآن:

اعلم يا حافظ القرآن أنه لم ينل أحد من أهل الدنيا، من أهل المال والجاه والملك والرئاسة، فضلا عن أهل الفسق والفجور وقلة العقل والدين، مثل ما آتاك الله تعالى إذ جعلك من أهل القرآن، حفظا وتلاوة، ونسأل الله تعالى أن يجعلني وإياك من أهله فهما وعملا. فمهما تقلّب أهل النعيم الدنيوي في نعيمهم لم يبلغوا قدر ما تتنعم به إذا انتقلت من آية إلى آية من القرآن العظيم. وأنا أبين لك دليل ذلك إن شاء الله: انظر إلى ما يحتاج إليه أهل الدنيا للانتقال من حال إلى حال، من المال والجهد، وربما حصل لهم ذلك وربما لم يحصل، هذا مع أن أحوال أهل الدنيا متقاربة وإن بدت متباعدة. وأما أهل القرآن فقد أعطوا نقلات لم يعطها غيرهم، وهي نقلات في درجات الجنان، التي كل نقلة منها خير من الدنيا وما فيها. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يقال لقارئ القرآن يوم القيامة: اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها".
.
2-أمامك أربع مهمات:

إذ وفقك الله وكنت من أهل القرآن الكريم، فأمامك في الحياة أربع مهمات واجبات متحتمات:

المهمة الأولى: حفظ القرآن الكريم كاملا، وإتقان تلاوته، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة". والعناية بإتقان التلاوة تعظيم للقرآن ولمنزله سبحانه وتعالى. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه". فما ظنك بالقرآن الذي هو كلام الباري، وتلاوته من خير الأعمال وأشرفها.
.
المهمة الثانية: مراجعته وضبطه، وهذه مرحلة الجهاد الأكبر، فضبط القرآن والمحافظة عليه أصعب وأشق من حفظه، ولا سبيل إلى ذلك إلا بالعيش مع القرآن، فيجب أن يصير القرآن جزءا من حياتك، وأن يكون له قسم من ساعات يومك، وأن يكون الداعي في قلبك إلى تلاوته ومراجعته كداعي والشراب والنوم. وإجازة الصيف من أعظم الفرص لذلك لأنك إذا خصصت هذا الوقت في أيام الفراغ ثم داومت عليه لم يستطع شيء بعد ذلك أن يزاحمه.
.
المهمة الثالثة: تعلم معانيه وتفسيره، فأنت الآن أخي الحبيب قد بلغت سن التكليف بفهم القرآن الكريم، فأنت أحد المخاطبين بقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا)، قد وفقك الله تعالى فأدخلك برحمته في زمرة الرجال الذين يحملون هم هذا الدين ويدافعون عنه ويدعون إليه، فعليك أن تهتم بفهم معنى ما تقرأ في القرآن حتى يزداد إيمانك ويقينك به، وينضبط حفظك له، والله الموفق.
.
المهمة الرابعة: العمل به والائتمار بأوامره، والانتهاء عن نواهيه، وإنما أنزل القرآن لهذا ليتذكر به المتذكر، ويعمل به العامل، فالتذكر به يكون بتعلم معانيه، والعمل به يكون بملاحظة الأمر والنهي فيه، والوقوف عند حدوده، وهذا أعظم شيء في علاقتك بالقرآن، وهو أن تكتب عند الله تعالى من العلماء العاملين.
.
3-ماذا بعد القرآن؟

ليس بعد القرآن شيء، فنحن أمة حياتها ونظامها بالقرآن، وتوجهها في كل لحظة لله تعالى منزل القرآن، كما قال تعالى: (قل إن صلاتي ونسكي ومحيي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين). فنحن إذا عملنا فبالقرآن، وإذا ارتحنا ففي فسحة القرآن، وإذا لهونا أو مزحنا أو ضحكنا ففي حدود القرآن، فمن المؤكد أن حياتنا لن تكون تلاوة فقط ولا قراءة في التفسير فقط، ولا عبادات فقط، بل سيكون فيها لحظات راحة واستجمام ومتعة وأكل وشرب ولعب، ولكن القرآن سيصاحبنا في ذلك كله، سنأكل ونشرب، ونحن نحمد الله على ذلك، وسنرتاح ونستجم وننام ونحن ننوي استئناف يوم جديد من العبادة، وسنمارس الرياضة ونحن نريد تقوية أبداننا على الطاعة.
.
إذا سيتسع صيفك للكثير من الأنشطة غير تلاوة القرآن وطلب العلم، ولكن القرآن والإيمان لن يغادرا خاطرك في تلك الساعة، بل يمكن لكثير من الأعمال أن تكون استجماما وتغييرا للجو، وعملا بالقرآن في الوقت نفسه، كالانخراط في الأعمال الخيرية والمبادرات الاجتماعية، كحملات التنظيف، وتوزيع الوجبات، وزيارة المستشفيات، وتنظيم الدورات والمسابقات. سيكون في ذلك سرور لنفسك، وإجمام لقلبك، ومرضاة لربك ومولاك.
.
4-لا تنم من غير منبّه!
من المؤكد أخي الحبيب أنك لن تمر من برنامج العام بما فيه من كثافة دراسية، مباشرة إلى برنامج صيفي علمي أو عملي. فإن لجسدك عليك حقا، فأنت محتاج إلى قسط من الراحة، والشريعة تأمرك بذلك، ولكن من الخطأ أن "تنام من غير منبه"، أي من الخطأ أن تستسلم إلى هذه الراحة من غير أن تحدد لنفسك وقتا، ولعلك تقول: لا أبدأ برنامجي الصيفي حتى أشعر حقيقة أنني ارتحت واسترجعت نشاطي، وهذه من حيل النفس والشيطان، لأن النفس لا تزال تطلب المزيد، فيتمادى بالمرء وقته حتى يجد نفسه على أعتاب العودة المدرسية والاجتماعية ولم يصنع شيئا. إذاً، فضع جنبك على فراش الراحة، وقد حددت لنفسك ساعة القيام، لأن هذه الراحة إنما هي راحة استعداد وتجديد قوة، وليست راحة إخلاد وختام، وإنما تلك تكون في دار الآخرة، لا في دار الدنيا.
.
واعتبر في هذا قول الله تعالى: (فإذا فرغت فانصب . وإلى ربك فارغب)، فأرشد الله العباد إلى أنهم إذا فرغوا مما يشغلهم عن الذكر والعبادة والعلم فلينصبوا سريعا لذلك لئلا يفوتهم حظهم منه بعارض شغل أو زوال قدرة أو انقطاع أجل. واعلم أن الله الذي أمرك بتفريغ نفسك لعبادته، ودعاك إلى اشتراء نفسك بطاعته، قد وعدك على ذلك أجرا جزيلا في الدنيا قبل الآخرة، واعتبر ذلك في الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد في مسنده والإمام الترمذي في سننه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْنِي: "قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: ابْنَ آدَمَ، ‌تَفَرَّغْ ‌لِعِبَادَتِي، أَمْلَأْ صَدْرَكَ غِنًى، وَأَسُدَّ فَقْرَكَ، وَإِلَّا تَفْعَلْ، مَلَأْتُ صَدْرَكَ شُغْلًا، وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَكَ".

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد والإخلاص، وأن يملأ أوقاتنا بطاعته، ويشغل خواطرنا بذكره، ويلين ألسنتنا لتلاوة كتابه، ويقوي أبداننا على العمل بأمره، والحمد لله رب العالمين.

-تمت-
"لقد صارت الغرفة ضيقة، ولم يعد فيها مكان محترم للكتب، ولذلك صرت أنقل الكتب كل يوم من موضع إلى موضع لأوهم نفسي الطماعة وزوجتي المسكينة بأن ثمة تغيّرا وفسحة، أقول: نفسي الطماعة لأسايرها في الاستمرار في شراء الكتب، وأقول: زوجتي المسكينة لأصبرها على هذه الفوضى العارمة".

فصل من الحياة
اختبار اليوم في علم المفردات
قريب نولي نكتبلهم: جواب مستقيم حسن، جواب قبيح، جواب محال كذب 😅😅😅😅😅😂😂😂😂😂
#بيداغوجيا_سيبويه
صلوا على رسول الله..
.
.
أخرج أبو داود عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن ‌من ‌إجلالِ ‌الله إكرامَ ذي الشيبَةِ المسلمِ، وحاملِ القُرآنِ غيرِ الغالي فيه والجافي عنه، وإكرَامَ ذي السُّلطَانِ المُقْسِطِ".

صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا.

فيه معنى من تأمله إن شاء الله صحّ له مع التأمل وصدقه الواقع، وهو أن الثلاثة الذين ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث تتجلى فيهم عظمة الله تعالى وقدرته، فإن الله تعالى يضع ابن آدم في مواضع الفتنة بحكمته، ويعصم منها من يشاء بقدرته ورحمته، فذو الشيبة المسلم الذي مد الله له في العمر وبارك له في الأيام؛ كلما طالت أيامه زاد تعرّضه للفتن، فإنه لا يخلو يوم من ابتلاء، ومع ذلك فإن الله يحميه ويحفظه، ويزيده على تمادي الأيام خيرا، ولو أسلمه إلى نفسه ما زاده تماديها إلا افتتانا. وحامل القرآن ربما اغتر بما حمل، في العلم والعمل، فادعى معرفة ما ليس له به علم، أو ترك العمل اتكالا منه على منزلة الحفظ، كما كانت سنة فجرة علماء بني إسرائيل، ولكن الله يحفظه من غلوّ فيه وجفاء عنه بقدرته وعزته. وذو السلطان ممكَّنٌ له في الأرض، مسلط على رقاب الخلق، مهيأٌ له طاعةُ الجند، وسعة المال، وهيبة القلوب، والنفس الأمارة بالسوء تدعوه إلى التجبر والتكبر والظلم والطغيان، ولكن الله تعالى يحفظه ويعصمه، فيضع في قلبه طلب القسط ومحبة العدل والحكم بالحق. فسبحان ربنا ما أعظمه، وما أحلمه وما أرحمه، تعالى وتقدس، وجل وعز، ولا إله إلا هو.
".. وإنما يضيّع مواريثَ الآباء من لم يشهد وجه تحصيلها، ولم يكابد مشقة طلبها، ولم يحفظ سيرة اكتسابها، فلم يتحرك قلبُه بحبّ تملّكها، ولا انتَزَت نفسُه إلى حيازتها بباعث الحاجة إليها. فخرجت في خاطره من حيز الكسبيات إلى مدار الطبيعيات، وظنها كالهواء المبثوث والضوء المنتشر الذي يصلُكَ عطاء محضا، وأقعدته عادة النظر إليها عن التفكّر في زوالها والتدبير لحفظها وحياطتها. وكان للآباء كِفلٌ من تضييعها ووزرٌ من ذهابها، لأنهم أورثوا خالفيهم من المواريث حلاوةَ ثمرتها ويُسر جناها ودعة مسكنها، ولم يحوطوا ذلك بسرد المبادئ التي أفضت إلى الخواتم، وذكر التعب الذي به تبلغ النهايات وتدرك الغايات. وإنما كان الغرض من حفظ التاريخ أن يُحفظ في النفوس تعبُ الحركة وجهدُ التحصيل ومشقةُ الإدراك، ليستقر في نفس من انتقلت إليه المواريثُ أنّ قدرها إنما هو قدرُ ما بُذل فيها، وأنه لا يستوي من جاءه المُلكُ وهو على فراش الرعاية وفي حلية الحضانة؛ ومن توصَّل إليه على جسر التعب ومطية السهر، والملك لله وحده..!".

#رسائل_الصدق

#رسائل_الاعتبار
.
حين قرأت (عُمَرًا) بالتنوين، تمتم بداو ياكلوني البراغيث..!
2024/05/29 06:43:21
Back to Top
HTML Embed Code:


Fatal error: Uncaught Error: Call to undefined function pop() in /var/www/tgoop/chat.php:243 Stack trace: #0 /var/www/tgoop/route.php(43): include_once() #1 {main} thrown in /var/www/tgoop/chat.php on line 243