فإنّ أعظم نعم الله على هذه الأمّة إظهار محمد صلّى الله عليه وسلّم لهم وبعثته وإرساله إليهم، كما قال تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ} [آل عمران: ١٦٤].
فإنّ النّعمة على الأمّة بإرساله أعظم من النّعمة عليهم بإيجاد السّماء، والأرض، والشّمس، والقمر، والرّياح، والليل، والنّهار، وإنزال المطر، وإخراج النبات، وغير ذلك؛ فإنّ هذه النّعم كلّها قد عمّت خلقا من بني آدم كفروا بالله وبرسله وبلقائه، فبدّلوا نعمة الله كفرا.
وأمّا النّعمة بإرسال محمد صلّى الله عليه وسلّم، فإنّ بها تمّت مصالح الدّنيا والآخرة، وكمل بسببها دين الله الذي رضيه لعباده، وكان قبوله سبب سعادتهم في دنياهم وآخرتهم.
[لطائف المعارف (ص/189) لابن رجب]
فإنّ النّعمة على الأمّة بإرساله أعظم من النّعمة عليهم بإيجاد السّماء، والأرض، والشّمس، والقمر، والرّياح، والليل، والنّهار، وإنزال المطر، وإخراج النبات، وغير ذلك؛ فإنّ هذه النّعم كلّها قد عمّت خلقا من بني آدم كفروا بالله وبرسله وبلقائه، فبدّلوا نعمة الله كفرا.
وأمّا النّعمة بإرسال محمد صلّى الله عليه وسلّم، فإنّ بها تمّت مصالح الدّنيا والآخرة، وكمل بسببها دين الله الذي رضيه لعباده، وكان قبوله سبب سعادتهم في دنياهم وآخرتهم.
[لطائف المعارف (ص/189) لابن رجب]
لابدَّ للإنسان من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والوعظ والتذكير، ولو لم يعظ إلا معصوم من الزلل، لم يعظ الناس بعد رسول الله ﷺ أحد، لأنه لا عصمة لأحد بعده.
[لطائف المعارف (ص/19) لابن رجب]
[لطائف المعارف (ص/19) لابن رجب]
[ علو الهمّة والحرص على الوقت ]
قال ابن عقيل (ت٥١٣هـ):
"إني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عُمري، حتى إذا تعطَّل لساني عن مذاكرة ومناظرة، وبصري عن مطالعةٍ، أعملتُ فكري في حال راحتي، وأنا مستطرح، فلا أنهض إلاَّ وقد خطر لي ما أسطره. وإني لأجدُ من حرصي على العلم وأنا في عشر الثمانين أشد مما كنت أجدُه وأنا ابن عشرين سنة"
[ذيل طبقات الحنابلة (324/1) لابن رجب]
قال ابن عقيل (ت٥١٣هـ):
"إني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عُمري، حتى إذا تعطَّل لساني عن مذاكرة ومناظرة، وبصري عن مطالعةٍ، أعملتُ فكري في حال راحتي، وأنا مستطرح، فلا أنهض إلاَّ وقد خطر لي ما أسطره. وإني لأجدُ من حرصي على العلم وأنا في عشر الثمانين أشد مما كنت أجدُه وأنا ابن عشرين سنة"
[ذيل طبقات الحنابلة (324/1) لابن رجب]
[ أسألك خشيتك في الغيب والشهادة ]
فأما خشية اللَّه في الغيب والشهادة فالمعنى بها أن العبد يخشى اللَّه سرًّا وإعلانًا وظاهرًا وباطنًا.
فإن أكثر الناس يرى أنه يخشى الله في العلانية وفي الشهادة، ولكن الشأن في خشيته الله في الغيب إذا غاب عن أعين الناس، وقد مدح الله من يخافه بالغيب، قال تعالى: {الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ} وقال: {مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ} وقال تعالى: {لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ} وقال: {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ}.
[مجموع الرسائل (162/1) لابن رجب]
فأما خشية اللَّه في الغيب والشهادة فالمعنى بها أن العبد يخشى اللَّه سرًّا وإعلانًا وظاهرًا وباطنًا.
فإن أكثر الناس يرى أنه يخشى الله في العلانية وفي الشهادة، ولكن الشأن في خشيته الله في الغيب إذا غاب عن أعين الناس، وقد مدح الله من يخافه بالغيب، قال تعالى: {الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ} وقال: {مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ} وقال تعالى: {لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ} وقال: {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ}.
[مجموع الرسائل (162/1) لابن رجب]
كان أئمّة الهُدى ينهون عن حمدِهم علَى أعمالهم وما يصدُرُ منهم من الإحسان إلى الخلق، ويأمرون بإضافة الحمد على ذلك إلى الله وحدهُ لا شريكَ لهُ، فإنَّ النِّعم كُلَّها منهُ.
[مجموع الرسائل (76/1) لابن رجب]
[مجموع الرسائل (76/1) لابن رجب]
من تفقّه لغير العمل يقسو قلبه فلا يشتغل بالعمل، بل بتحريف الكلم وصرف ألفاظ الكتاب والسنّة عن مواضعها.
[بيان فضل علم السلف (ص/37) لابن رجب]
[بيان فضل علم السلف (ص/37) لابن رجب]
«إنّ لنفسك عليك حقّا فأعط كلّ ذي حق حقّه» يشير إلى أنّ النفس وديعة لله عند ابن آدم، وهو مأمور أن يقوم بحقّها؛ ومن حقها اللّطف بها حتّى توصل صاحبها إلى المنزل.
قال الحسن:
نفوسكم مطاياكم إلى ربّكم، فأصلحوا مطاياكم توصلكم إلى ربّكم.
فمن وفّى نفسه حظّها من المباح بنيّة التّقوي به على تقويتها على أعمال الطّاعات، كان مأجورا في ذلك، كما قال معاذ بن جبل: "إنّي أحتسب نومتي كما أحتسب قومتي".
ومن قصّر في حقها حتى ضعفت وتضرّرت، كان ظالما لها.
[لطائف المعارف (ص/226) لابن رجب]
قال الحسن:
نفوسكم مطاياكم إلى ربّكم، فأصلحوا مطاياكم توصلكم إلى ربّكم.
فمن وفّى نفسه حظّها من المباح بنيّة التّقوي به على تقويتها على أعمال الطّاعات، كان مأجورا في ذلك، كما قال معاذ بن جبل: "إنّي أحتسب نومتي كما أحتسب قومتي".
ومن قصّر في حقها حتى ضعفت وتضرّرت، كان ظالما لها.
[لطائف المعارف (ص/226) لابن رجب]
كان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يتوسّط في إعطاء نفسه حقّها ويعدل فيها غاية العدل؛ فيصوم ويفطر، ويقوم وينام، وينكح النساء، ويأكل ما يجد من الطيبات، كالحلواء والعسل ولحم الدّجاج. وتارة يجوع حتّى يربط على بطنه الحجر.
[لطائف المعارف (ص/226) لابن رجب]
[لطائف المعارف (ص/226) لابن رجب]
قال صلّى الله عليه وسلّم: «اكلفوا من العمل ما تطيقون، فو الله لا يملّ الله حتّى تملّوا».
وقال صلّى الله عليه وسلّم: «أحبّ العمل إلى الله أدومه، وإن قلّ».
فمن عمل عملا يقوى عليه بدنه في طول عمره، في قوّته وضعفه، استقام سيره.
ومن حمل ما لا يطيق؛ فإنّه قد يحدث له مرض يمنعه من العمل بالكليّة، وقد يسأم ويضجر فيقطع العمل، فيصير كالمنبتّ لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى.
[لطائف المعارف (ص/227) لابن رجب]
وقال صلّى الله عليه وسلّم: «أحبّ العمل إلى الله أدومه، وإن قلّ».
فمن عمل عملا يقوى عليه بدنه في طول عمره، في قوّته وضعفه، استقام سيره.
ومن حمل ما لا يطيق؛ فإنّه قد يحدث له مرض يمنعه من العمل بالكليّة، وقد يسأم ويضجر فيقطع العمل، فيصير كالمنبتّ لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى.
[لطائف المعارف (ص/227) لابن رجب]
عسى لمحة من لمحات عطفه، ونفحة من نفحات لطفه، وقد صلح من القلوب كل ما فسد، فهو اللطيف الكريم:
عَسى فرَجٌ يأتي به اللهُ إنَّه
له كُلَّ يومٍ في خَليقَتِه أمرُ
إذا اشتدَّ عُسرٌ فارجُ يُسرًا فإنَّه
قَضى اللهُ أنَّ العُسرَ يتبَعُه اليُسرُ
[لطائف المعارف (ص/550) لابن رجب]
عَسى فرَجٌ يأتي به اللهُ إنَّه
له كُلَّ يومٍ في خَليقَتِه أمرُ
إذا اشتدَّ عُسرٌ فارجُ يُسرًا فإنَّه
قَضى اللهُ أنَّ العُسرَ يتبَعُه اليُسرُ
[لطائف المعارف (ص/550) لابن رجب]
لَقَدْ وَضحَ الطَّرِيقُ، وَلَكِنْ قَلَّ السَّالِكُ عَلَى التَّحْقِيق، وَكَثُرَ الْمُدَّعِي.
[لطائف المعارف (ص/288) لابن رجب]
[لطائف المعارف (ص/288) لابن رجب]
قَالَ [ابن الجوزي]: وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ [ابن هبيرة]:
كُنْتُ جَالِسًا فِي سَطْحٍ أُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ ﷺ وَعَيْنَايَ مُغْمَضَتَانِ، فَرَأَيْتُ كَاتِبًا يَكْتُبُ فِي قِرْطَاسٍ أَبْيَضَ بِمِدَادٍ أَسْوَدَ مَا أَذْكُرُهُ، وَكُلَّمَا قُلْتُ: "اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ"، كَتَبَ الكَاتِبُ: "اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ"، فَقُلْتُ لِنَفْسِي: افْتَحْ عَيْنَكَ وَانْظُرْ بِهَا، فَفَتَحْتُ عَيْنَيَّ، فَخَطَفَ عَنْ يَمِيْنِي، حَتَّى رَأَيْتُ بَيَاضَ ثَوْبِهِ، وَهُوَ شَدِيْدُ البَيَاضِ فِيْهِ صَقَالَةٌ.
[ذيل طبقات الحنابلة (159/2) لابن رجب]
كُنْتُ جَالِسًا فِي سَطْحٍ أُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ ﷺ وَعَيْنَايَ مُغْمَضَتَانِ، فَرَأَيْتُ كَاتِبًا يَكْتُبُ فِي قِرْطَاسٍ أَبْيَضَ بِمِدَادٍ أَسْوَدَ مَا أَذْكُرُهُ، وَكُلَّمَا قُلْتُ: "اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ"، كَتَبَ الكَاتِبُ: "اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ"، فَقُلْتُ لِنَفْسِي: افْتَحْ عَيْنَكَ وَانْظُرْ بِهَا، فَفَتَحْتُ عَيْنَيَّ، فَخَطَفَ عَنْ يَمِيْنِي، حَتَّى رَأَيْتُ بَيَاضَ ثَوْبِهِ، وَهُوَ شَدِيْدُ البَيَاضِ فِيْهِ صَقَالَةٌ.
[ذيل طبقات الحنابلة (159/2) لابن رجب]
[ كلمة المؤمنين ]
إِذا وفَّق الله عبدا توكل بحفظه وكلائته، وهدايته وإرشاده، وتوفيقه وتسديده.
وَإِذا أخذله وَكله إِلَى نَفسه أَو إِلَى غَيره؛
وَلِهَذَا كَانَت هَذِه الْكَلِمَة: (حَسبنَا الله وَنعم الْوَكِيل) كلمة عَظِيمَة،
١-وَهِي الَّتِي قَالَهَا إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام حِين ألقِي فِي النَّار،
٢-وَقَالَهَا مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين قَالَ النَّاس: إِن النَّاس قد جمعُوا لكم فَاخْشَوْهُمْ،
٣-وقالتها عَائِشَة حِين ركبت النَّاقة لما انْقَطَعت عَن الْجَيْش،
[وَهِي كلمة الْمُؤمنِينَ].
[مجموع الرسائل (141/1) لابن رجب]
إِذا وفَّق الله عبدا توكل بحفظه وكلائته، وهدايته وإرشاده، وتوفيقه وتسديده.
وَإِذا أخذله وَكله إِلَى نَفسه أَو إِلَى غَيره؛
وَلِهَذَا كَانَت هَذِه الْكَلِمَة: (حَسبنَا الله وَنعم الْوَكِيل) كلمة عَظِيمَة،
١-وَهِي الَّتِي قَالَهَا إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام حِين ألقِي فِي النَّار،
٢-وَقَالَهَا مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين قَالَ النَّاس: إِن النَّاس قد جمعُوا لكم فَاخْشَوْهُمْ،
٣-وقالتها عَائِشَة حِين ركبت النَّاقة لما انْقَطَعت عَن الْجَيْش،
[وَهِي كلمة الْمُؤمنِينَ].
[مجموع الرسائل (141/1) لابن رجب]
أيّها المؤمن، إنّ لله بين جنبيك بيتا لو طهّرته لأشرق ذلك البيت بنور ربّه وانشرح وانفسح.
[لطائف المعارف (ص/440) لابن رجب]
[لطائف المعارف (ص/440) لابن رجب]
فالإيمان القائم بالقلوب أصل كلّ خير، وهو خير ما أوتيه العبد في الدنيا والآخرة، وبه يحصل له سعادة الدّنيا والآخرة، والنّجاة من شقاوة الدّنيا والآخرة. ومتى رسخ الإيمان في القلب انبعثت الجوارح كلّها بالأعمال الصالحة، واللسان بالكلم الطيب.
[لطائف المعارف (ص/396) لابن رجب]
[لطائف المعارف (ص/396) لابن رجب]
ومن ساق الشيوخ المتأخرين مساق الصدر الأول، وطالبهم بطرائقهم، وأراد منهم ما كان عليه الحسن البصري وأصحابه مثلا من العلم العظيم، والعمل العظيم، والورع العظيم، والزهد العظيم، مع كمال الخوف والخشية، وإظهار الذل، والحزن، والانكسار والإزدراء على النفس، وكتمان الأحوال والمعارف، والمحبة والشوق ونحو ذلك فلا ريب أنه يزدري المتأخرين، ويمقتهم، ويهضم حقوقهم، فالأولى تنزيل الناس منازلهم، وتوفيتهم حقوقهم، ومعرفة مقاديرهم، وإقامة معاذيرهم، وقد جعل الله لكل شيء قدرا.
[ذيل طبقات الحنابلة (197/2) لابن رجب]
[ذيل طبقات الحنابلة (197/2) لابن رجب]
هذه الدار الفانية ممزوجة بالنعيم والألم؛ فما فيها من النعيم يذكر بنعيم الجنة، وما فيها من الألم يذكر بألم النار.
[لطائف المعارف (ص/551) لابن رجب]
[لطائف المعارف (ص/551) لابن رجب]
جعل الله تعالى في هذه الدار أشياء كثيرة تُذكِّر بدار الغيب المؤجلة الباقية:
فمنها: ما يذكر بالجنة من زمان ومكان:
أما الأماكن؛ فخلق الله تعالى بعض البلدان؛ كالشام وغيرها، فيها من المطاعم والمشارب والملابس وغير ذلك من نعيم الدنيا ما يذكر بنعيم الجنة.
وأما الأزمان؛ فكزمن الربيع؛ فإنه يذكر طيبه بنعيم الجنة وطيبها، وكأوقات الأسحار؛ فإن بردها يذكر ببرد الجنة.
[لطائف المعارف (ص/552) لابن رجب]
فمنها: ما يذكر بالجنة من زمان ومكان:
أما الأماكن؛ فخلق الله تعالى بعض البلدان؛ كالشام وغيرها، فيها من المطاعم والمشارب والملابس وغير ذلك من نعيم الدنيا ما يذكر بنعيم الجنة.
وأما الأزمان؛ فكزمن الربيع؛ فإنه يذكر طيبه بنعيم الجنة وطيبها، وكأوقات الأسحار؛ فإن بردها يذكر ببرد الجنة.
[لطائف المعارف (ص/552) لابن رجب]
إخواني! مَن كانَ مِن هذهِ الأُمَّةِ؛ فهوَ مِن خيرِ الأُممِ عندَ اللهِ، قالَ تَعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}.. لمَّا كانَ هذا الرَّسولُ النَّبيُّ الأُمِّيُّ خيرَ الخلقِ وأفضلَهم عندَ اللهِ سبحانَهُ؛ كانَتْ أُمَّتُهُ خيرَ أُمَّةِ وأفضلَها، فما يَحْسُنُ بمَن كانَ مِن خيرِ الأممِ وانْتَسَبَ إلى متابعةِ خيرِ الخلقِ وأفضلِهِم.. إلَّا أنْ يَكونَ متَّصفًا بصفاتِ الخيرِ مجتنبًا لصفاتِ الشَّرِّ، وقبيحٌ بهِ أنْ يَرْضى لنفسِهِ أنْ يَكونَ مِن شرارِ النَّاسِ معَ انتسابِهِ إلى خيرِ الأُممِ ومتابعةِ خيرِ الرُّسلِ.
[لطائف المعارف (ص/176) لابن رجب]
[لطائف المعارف (ص/176) لابن رجب]
فإنَّ معنى (لا إله إلا الله): أنَّه لا يؤلَّه غيرُه حباً، ورجاءً، وخوفاً، وطاعةً، فإذا تحقَّق القلبُ بالتَّوحيد التَّامِّ، لم يبق فيه محبةٌ لغير ما يُحبُّه الله، ولا كراهة لغير ما يكرهه الله، ومن كان كذلك، لم تنبعثْ جوارحُهُ إلاّ بطاعة الله، وإنَّما تنشأ الذُّنوب من محبَّة ما يكرهه الله، أو كراهة ما يُحبه الله، وذلك ينشأ من تقديم هوى النَّفس على محبَّة الله وخشيته، وذلك يقدحُ في كمال التَّوحيد الواجبِ، فيقعُ العبدُ بسببِ ذلك في التَّفريط في بعض الواجبات، أو ارتكابِ بعضِ المحظوراتِ، فأمَّا من تحقَّق قلبُه بتوحيدِ الله، فلا يبقى له همٌّ إلا في الله وفيما يُرضيه به.
[جامع العلوم والحِكَم (ص/785) لابن رجب]
[جامع العلوم والحِكَم (ص/785) لابن رجب]