Telegram Web
‏قال ابن القيم في شرح قوله تعالى :( كل يوم هو في شأن ) يغفر ذنبا، ويفرج هما، ويكشف كربا، ويجبر كسيرا، ويغني فقيرا، ويعلم جاهلا، ويهدي ضالا، ويرشد حيرانا، ويغيث لهفانا، ويفك عانيا، ويشبع جائعا، ويكسو عاريا، ويشفي مريضا، ويعافي مبتلى، ويقبل تائبا، ويجزي محسنا، وينصر مظلوما، ويقصم جبارا، ويقيل عثرة، ويستر عورة، ويؤمن روعة، ويرفع أقواما، ويضع آخرين.
‏يذكر عن موسى - عليه السلام - أنه قال : يارب ، قد أنعمت عليّ كثيرا فدلني على أن أشكرك كثيرا ؛ قال تعالى : اذكرني كثيرا ؛ فإذا ذكرتني كثيرا فقد شكرتني كثيرا .
‏قال الشعبي : إني لقاعد يوما إذ أقبل رجل فقال: أخبرني هل لإبليس زوجة؟
‏قلت: إن ذلك العرس ما شهدته، ثم ذكرت قوله تعالى: {أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني} فعلمت أنه لا تكون الذرية إلا من الزوجة، فقلت: نعم.
‏كثرة الذكرة تمنع أذى الشيطان وترفعه ؛ فتمنعه قبل حصوله ، وترفعه بعد حصوله ؛ فلا حصن للمؤمن مثل كثرة الذكر ، ولا دواء لمن أصابه شيء من أذى الشيطان مثله ؛ كان أبو مسلم الخولاني يكثر الذكر ، فرآه رجل فقال : أمجنون صاحبكم ؟ فقال أبو مسلم : ليس هذا بالجنون يا ابن أخي ، ولكن هذا دواء الجنون .
‏قال بعض السلف : ما أقبح الغفلة عن ذكر من لايغفل عن برِّك .

‏الوابل الصيب
‏ ص ١٧٣
‏اثنتان يكرههما ابن آدم ؛ يكره الموت ، والموت خير للمؤمن من الفتنة ، ويكره قلة المال ، وقلة المال أقل للحساب .

‏الصحيحة
‏ ٨١٣
‏قال ابن القيم : الذكر يعطي الذاكر قوة، حتى إنه ليفعل مع الذكر ما لا يطيق فعله بدونه، وقد شاهدت من قوة شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه في مشيته ، وكلامه، وإقدامه، وكتابته، أمرا عجيبا؛ فكان يكتب في اليوم من التصنيف ما يكتبه الناسخ في جمعة أو أكثر، وقد شاهد العسكر من قوته في الحرب أمرا عظيما.
قال ابن القيم : سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى يذكر …أن الملائكة لما أمروا بحمل العرش قالوا: يا ربنا، كيف نحمل عرشك وعليه عظمتك وجلالك؟
فقال: قولوا: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، فلما قالوها حملوه !
‏عن جابر - رضي الله عنه - قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " إن في الليل لساعة ، لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيرا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلة ".
‏رواه مسلم
‏قال حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - : ترك الخطيئة أيسر من طلب التوبة ، ورب شهوة ساعة أورثت حزنا طويلا .
لابأس من الاحتياط إذا خيف الغدر ؛ فقدكان النبي - صلى الله عليه وسلم - لايأكل من الهدية حتى يأمر صاحبها فيأكل منها ؛ من أجل الشاة التي أهديت له بخيبر .
قال ابن حجر : إسناده حسن .
‏كما أن بناء دور الجنة غرس أشجارها يحصل بأعمال بني آدم الصالحة من الذكر وغيره، وكذلك حسن ما فيها من الأزواج وغيرهم يتزايد بتحسين الأعمال الصالحة، فكذلك جهنم، تسعر وتزداد آلات العذاب فيها بكثرة ذنوب بني آدم وخطاياهم وغضب الرب تعالى عليهم.

‏رسائل ابن رجب
‏ ٤ / ١٩٨
قال تعالى : ( وأصحاب الشمال في سموم وحميم وظل من يحموم لا بارد ولا كريم ) ؛ قال ابن رجب : هذه الآية، تضمنت ذكر ما يتبرد به في الدنيا، من الكرب والحر، وهو ثلاثة: الماء، والهواء، والظل، فهواء جهنم السموم، وهو الريح الحارة الشديدة الحر، وماؤها الحميم الذي قد اشتد حره، وظلها اليحموم، وهو قطع دخانها، أجارنا الله من ذلك كله بكرمه ومنه. رسائل ابن رجب 4 /206
ورد عن بعض السلف أنه ضمن لمن قرأ هذه العشرين الآية أن يعصمه الله تعالى من كل شيطان مريد ؛ آية الكرسي ، وثلاث آيات من الأعراف {إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض} ، وعشرا من الصافات ، وثلاث آيات من الرحمن {يا معشر الجن والإنس} ، وخاتمة سورة الحشر {لو أنزلنا هذا القرآن ) الآيات .
الماء إذا جرى مشرقا كان أعذب وأصح من الذي يجري نحو المغرب .

معجم البلدان ٢ /١٥٤
لطيفة
في قوله تعالى :( قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم ) .
قال بعض أهل العلم : لو لم يقل على إبراهيم لبقيت النار باردة أبدا .
‏قال ابن رجب : أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن العبد إذا وقف بين يدي ربه للحساب فإنه تستقبله النار تلقاء وجهه، وأخبر أن الصدقة تقي صاحبها من النار ؛ ففي الصحيحين عن عدي بن حاتم - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه، فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه، فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه، فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة".
‏قال الشاعر :
‏إذا ضيقت أمرا ضاق جدا
‏ وإن هونت ماقد عز هانا
‏فلا تهلك لشيء فات يأسا
‏ فكم أمر تصعّب ثم لانا
‏روي عن عمارة بن عقيل أنه سمع منشدا ينشد قول جده جرير:
‏أمّا لقلبك لا يزال موكلا
‏ بهوى جمانة، أو بريا العاقر
‏فقال للمنشد : ما جمانة وما ريا العاقر؟
‏فقال: امرأتاه . فضحك عمارة وقال: والله ما هما إلا رملتان عن يمين بيت جرير وشماله .
مما ذكر المزي في سيرة حسان بن عطية أنه كان يتنحى إذا صلى العصر في ناحية المسجد ، فيذكر الله حتى تغيب الشمس .
ومما ذكره من كلماته :
١-من أطال قيام الليل هون الله عليه قيام يوم القيامة ،
٢- ما عادى عبد ربه بشيء أشد من أن يكره ذكره ، أو من يذكره .
٣-ما ابتدع قوم في دينهم بدعة إلا نزع الله منهم مثلها من السنة ثم لايردها عليهم إلى يوم القيامة .
2025/10/11 07:09:01
Back to Top
HTML Embed Code: