tgoop.com/dani_thoughts/2562
Last Update:
في مثل هذا اليوم ١٤تموز صباح عام١٩٥٨م
بعد٦٣عام من أستشهاده ملك العراق فيصل الثاني يوجه رسالة
للشعب العراقي:
شعبي العزيز قبل ٦٣عاماً وتحديداً يوم ١٤ تموز ١٩٥٨ صحونا على صوت إطلاقاتٍ نارية باتجاه القصر الذي نسكنه وسمعنا الإذاعة تذيع بيانات الانقلاب...؟
احترمنا إرادة الشعب ولم نأمر الحرس الملكي بإبادة القوة المهاجمة لأننا لانريد ان يتقاتل أبناء الجيش الواحد فقررنا التسليم على ان يحافظ على حياتنا لكننا تعرضنا لمجزرةٍ أبادتنا جميعاً حتى جدتي العجوز الثمانينية...؟
كنا نحلم ببناء وطنٍ آمن متطور لكل العراقيين يعيشون به بسلامٍ ومحبة وكنت أريده جنائن معلقة جديدة فبنينا الطرق والجسور والسدود والسكك الحديد والمدارس والمستشفيات ودور للموظفين واغلب البنى التحتية الاساسية للبلد المتحضر
ثار الشعب علينا لأننا عملاء للاجنبي " كما زعم الشيوعيين" وأننا انتمينا لحلف بغداد الذي كنا نتطلع ان يحفظ الشعب عن الحروب والصراعات الاقليمية والدولية ومنذ ذلك اليوم و الأجانب يسرحون ويمرحون بالعراق عضو التحالف الدولي ويتدخلون بسياساته المتخبطة...؟
بزماننا كان القضاء عادلاً ومحترماً من الجميع وكانت مدارسنا نموذجية وشهاداتها معترف بها بكل دول العالم والمال العام محترم وكنا نسعى دائماً الى البناء والتطوير في جميع مجالات الحياة مخصصين واردات النفط لتنفيذها بخطط طويلة الامد .
حققنا اهم مقومات الدولة الحديثة المعاصرة " الاستقرار " الذي هو عماد تطور البلدان والشعوب الذي فقد بعد انقلاب تموز ولم يتحقق في أي حكومة بعدنا...!!!
كان المواطن العراقي محترم ومرحب به في كل دول العالم والان يستجدي اللجوء الانساني في كل دول العالم...؟
حققنا السلام والامان في كل ربوع المملكة وحفظنا دماء العراقيين ، الذي حدث بعدنا هو القتل والسحل والموت والدماء والحروب والكوارث والماسي...؟
الامن الغذائي متحقق والصناعات بدأت تنهض .
إلا اننا إتُهمنا بإشاعة الجهل والفقر والمرض بين أبناء شعبنا الذي ثار علينا من أجل حياةٍ أفضل .
كانت الزراعة في زمننا رافد هام لاقتصاد العراق وكان لدينا اكتفاء ذاتي وكنا نصدر للعالم منتوجات زراعية وبعدنا اشتريتم كل شيء من الخارج
الذين قتلونا كانوا يرددون " وطن حر وشعب سعيد " على ارض الواقع لم يكن العراق حرا في زمنهم ولم يكن الشعب سعيدا بل كانت لغة القتل والعنف والسحل والتدمير الانتقام هي السائدة
الذين قتلونا اتهمونا بالعمالة للاستعمار زورا وبهتانا بينما قاسم ارتمى بحضن السوفيت وعارف ارتمى بحضن عبد الناصر
اسسنا مجلس اعمار العراق وقد خصصنا له 75 % من اموال المملكة وقطعنا اشواطا في اعمار المملكة ، الانقلابيون ألغوا مجلس الاعمار واستبدلوه بشعارات وهتافات وفوضى وصراعات وانقسامات
كان المواطن العراقي في زمننا محترم ومصان ومميز وبعدنا اهين واستبيحت حرماته وجر الى السجون والمعتقلات والصراعات والحروب
إنني اليوم حزين لأَنِّي شاهدت بلدي ممزقاً واكلته الطائفية حيناً من الدهر شاهدت شعبي مدمراً بالعنف متخماً بالضحايا مهجراً ونازحاً بالخيام وإراضيه محتلة من قوى الظلام ونتسول بلدان العالم من أجل المنح والقروض واليوم اشاهد شبابه يقتلون بالطرقات من اجل حرمانهم من ابسبط حقوقهم .
لم تعد روحي مرتاحة لما يجري ببلدي وأتمنى لبلادي الازدهار لتطمئن وترتاح روحي
بعد كل ما جرى يا شعبي الحبيب هل انتم راضين لما جرى لي ولعائلتي هل كنت استحق كل ذلك...؟
-الملك فيصل الثاني
BY مدونة دانيال
Share with your friend now:
tgoop.com/dani_thoughts/2562