tgoop.com/bsjejejjeb/78657
Last Update:
"الرجل الواعي لا يُناقش النساء"
قالها لي جدي بوضوح، وقد أشتعل رأسه شيبًا،
وكان صوته لا يعلو علي أمرأة قط… لكنه إن تكلم صَمت الجميع.
"يا ولدي… لا تُناقش النساء."
وبالتفكير في الأمر، ظننتها قسوة في البداية، حسبتها سوء خُلق، حتى كبرت وفهمت.
المرأة لا تُقنعها فصاحتك… بل يُقنعها دفء قلبك حين تصمت.
إنّ المرأة إذا أحبت، غفرت ولا تُبالي، وإن كُسرت، صمتت…
لكنها لا تنسى أبدًا.
هي كائنٌ لا يُحركه المنطق قدر ما تُحركه النبضة في القلب، ولا يُسقطها الجدال، بل تسقط حين لا تجد من يفهم وجعها
دون أن تتكلم.
المرأة يا ولدي، لا تبحث عنك في حججك وأعذارك، بل تبحث عنك في عينيك حين تغضب، وفي لمستك حينما تصرخ، تبحث عن ما في داخلك إن كُنت ستتفهم الأمر وتتغافل أم ستمضي في تدمير كل شيء، هي فقط تريد إحتوائك حين تعجز هي عن التعبير.
والحقيقة لن تُقنعها الأدلة مهما كانت مقنعة، بقدر ما يطمئنها الصدر الواسع الذي يتّسع لانفعالاتها، لا يضيق بها، ولا يُحاسبها على كل كلمة خرجت من فمها في لحظةِ ضَعفٍ أو خيبة.
الرجل حين يتكلم دائمًا… يبحث في حديثه عن "المنطق".
لكن المرأة حين تتكلم… تبحث عن "احتواء".
فإذا واجهت العاطفة بالحُجّة،
ستُخسر قلبًا، حتي وإن ربحتَ عقلًا.
والنساء لا يحتجن من يُقنعهن،
بل من "يفهم صمتهن"، من يقرأ وجوههن حينما يكذب لسانهن ويقول في نفسه " عدي الأمر عادي".
النساء، يا ولدي، لا يبحثن فقط عن رجال أقوياء،
بل عن رجال عُقلاء، لكي يشعرن أنهن "آمنين".
عن رجل تمشي بجانبه وهي مطمئنة أن العالم لن يؤذيها مهما حدث … لأنه معها.
والكلمة عند المرأة… ليست كلمة.
هي باب…
إما إلى جنة الحُب معها، أو نار الوجع منها.
فهي أحيانًا ماء يُطفئ نيرانك أو ناراً تُكمل عليك فتحولك رمادًا.
إن امرأة سمعت "أحبك" من قلب صادق…
فهي تحيا بها عمرًا.
وإن سمعت "كلمة تسئ لها" من لسان غاضب…
قد تموت بها دهراً.
وقد قالها إبن حزم الأندلسي:
"إن كل عاقلةٍ منهن في الأصل حمقاء،
والحمقاء منهن أعقل منك يا ولدي."
فضحكت وقتها حين فهمتُ المعني، ثم صمتّ.
كُل عاقلة مهما بلغ كمالُ عقلها فبعواطفها في الأصل حمقاء، لكنهن رغم ذلك أعقل، والعاطفة فيهن لم تكن يومًا موطن ضعف إنما بها قد يتغيب العقل قليلًا.
والآن أقول: الحقيقة بقول جدي هذا
هو لم يُهِن النساء قط… بل فهمهن.
فأكثر النساء حكمة… قد تضعف أمام وردة.
وأكثرهن حماقة… قد تفهمك حين يعجز الجميع عن فهمك.
والرجل الواعي لا يُناقش ويجادل كثيراً… بل يحتوي.
ولا يُكثِر الكلام… بل يُتقن التصرّف الحسن.
فلا يُلقي المواعظ والأحاديث والآيات ليُظهر حُجته… بل يُلقي عليها وعلي قلبها السلام.
ولذلك...
إن أردت أن تكون رجلًا تحبه بحق،
فكن أنت سكنًا لا خصمًا…
وكن صدرًا لا منبرًا.
"المرأة قد لا تنتصر في الجدال… إنما تنتصر حين تجعل قلبك يخفق ويميل إليها، رغم كُل أخطائها."
BY كلآ̀م̀ م̀ن̀ ذ̀ه̀ب ֆ ⚡️🔱ۦ
Share with your friend now:
tgoop.com/bsjejejjeb/78657