tgoop.com/athar_tafser/2222
Last Update:
(٢/٢)
وتأمل ما تضمنه هذا الخبر عن الملائكة من مدحهم بالإيمان والعمل الصالح والإحسان إلى المؤمنين بالاستغفار لهم. وقدموا بين يدي استغفارهم توسلهم إلى الله سبحانه بسعة علمه وسعة رحمته.
فسعة علمه تتضمن علمه بذنوبهم وأسبابها، وضعفهم عن العصمة، واستيلاء عدوهم وأنفسهم وهواهم وطباعهم، وما زين لهم من الدنيا وزينتها؛ وعلمه بهم إذ أنشأهم من الأرض وإذ هم أجنة في بطون أمهاتهم، وعلمه السابق بأنّه لابد أن يعصوه، وأنه يحبّ العفو والمغفرة، وغير ذلك من سعة علمه الذي لا يحيط به أحد سواه.
وسعة رحمته تتضمن أنه لا يهلك عليه أحد من المؤمنين به أهل توحيده ومحبته، فإنه واسع الرحمة، لا يخرج عن دائرة رحمته إلا الأشقياء، ولا أشقى ممن لم تسعه رحمته التي وسعت كل شيء.
ثم سألوه أن يغفر للتائبين الذين اتبعوا سبيله ـ وهو صراطه الموصل إليه الذي هو معرفته ومحبته وطاعته - فتابوا مما يكره، واتبعوا السبيل التي يحبها.
ثم سألوه أن يقيهم عذاب الجحيم، وأن يدخلهم والمؤمنين من أصولهم وفروعهم وأزواجهم جنات عدن التي وعدهم بها. وهو سبحانه وإن كان لا يخلف الميعاد فإنّه وعدهم بها بأسباب من جملتها: دعاء ملائكته لهم بأن يدخلهم إياها برحمته، فدخلوها برحمته التي منها أن وفقهم لأعمالها، وأقام ملائكته يدعون لهم بدخولها.
ثم أخبر سبحانه عن ملائكته أنهم قالوا عقيب هذه الدعوة: ( إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) أي مصدر ذلك وسببه وغايته صادر عن كمال قدرتك وكمال علمك. فالعزة كمال القدرة، والحكمة كمال العلم. وبهاتين الصفتين يقضي سبحانه ما يشاء، ويأمر وينهى، ويثيب ويعاقب. فهاتان الصفتان مصدر الخلق والأمر.
(الداء والدواء)
BY أفلا يتدبرون القرآن
Share with your friend now:
tgoop.com/athar_tafser/2222