ASK_ALBAYDHA Telegram 2442
#حجامة #رقية #كارما_الأجداد

رقم | م / ٢٠١
تاريخ | ١٥ / ٣ / ١٤٤٧ هـ

•السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انتشر في منطقتنا امرأة تعمل الحجامة والرقية، وتزعم أن جنًّا مسلمًا يساعدها ويتحدث من خلالها، وتطلب من مراجعيها قراءة سورة التوبة قبل المجيء بحجة التخلص من "عهود" ورثوها من أجدادهم.
ما أبرز المؤشرات الشرعية والفكرية على بطلان مثل هذه الادعاءات؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

•الإجابة:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

الاستعانة بالجن في العلاج ونحوه محرمة، بل نص غير واحد من العلماء على أنها شرك أو ذريعة إليه، ولو ادعى الجني أنه مسلم، وليس هذا من التعاون والتآخي؛ لأنه تعاون مع من لا يُرى، ولا يعرف حاله ولا مقصده، وقد يكون مريدًا للإغواء والفتنة.

قال تعالى: ﴿هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ﴾ [الشعراء: 221-222].

وقال تعالى: ﴿وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الإِنسِ﴾ [الأنعام: 128].

وقال تعالى: ﴿وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا﴾ [الجن: 6].

فهذه النصوص دالة على أن استعانة الإنس بالجن لا تزيدهم إلا رهقًا وذلًا.

ثم إن الجن لا يخدمون الإنس غالبًا إلا إذا تقرّبوا إليهم بما حرّم الله، من ذبح أو استهانة بكلامه سبحانه أو غير ذلك من الشركيات.

وأما تخصيص قراءة سورة التوبة بزعم التخلص من «عهود الأجداد»، فذلك يقوم على أصلين باطلين:

١. تخصيص ما لم يرد به نص، إذ إن العبادات لا تُشرع إلا بدليل صحيح.
٢. ⁠تقرير فلسفة “كارما الأجداد”، وقد سبق الرد على هذه الفلسفة وبيان بطلانها:
اضغط هنا

والتفريق بين هذه الادعاءات يتضح من خلال النظر في الأمور الآتية:

أولًا: حال المدّعي وما هو عليه من إيمان وتقوى: فكلما كان العبد أكمل إيمانًا وتقوى، كان أكمل ولاية لله، قال تعالى: ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾ [يونس: 62-63].

والناس يتفاضلون في ولايتهم لله بقدر تفاضلهم في الإيمان والتقوى.

فلله أولياء، وللشيطان أولياء، فأولياء الله هم الموافقون لأمره وشرعه، المتبعون لرسوله ﷺ فيما يحبه ويرضاه ويبغضه ويسخطه.

ثانيًا: ما يدعو إليه المدّعي ومدى موافقته للشريعة الإسلامية: فإن كان يدعو إلى الغيب أو يقرِّر أمورًا شركية، فلا يمكن أن يكون من أولياء الله.

ثالثًا: عدم تميز أولياء الله بشعار أو لباس مخصوص: فوليّ الله الحق لا يحب أن يُعرف، ولا يقول: “أنا ولي”، فإن فعل كان ذلك رياءً ينقص ولايته أو يبطلها.

والمؤمن عَصيٌّ على الخرافة، لتمسُّكه بالوحي الرباني المعصوم، فكلما ازداد تمسُّكًا بالوحي كان أبعد عن موارد الشرك وأحكمَ في التمييز بين الحق والباطل.

وقد بسط شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله هذا الباب في كتابه النافع الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان.

وثمة ملحظٌ مهم:
أن أصحاب الدعاوى الباطلة لا يقدرون على تمرير أفكارهم إلا في ثوب مقبول، ولأجل ذلك تمتدّ أيديهم العابثة إلى النصوص الشرعية.

فليست العبرة بمجرد الاستشهاد، وإنما العبرة بموافقة مفهوم النص للدعوى، إذ كل صاحب بدعة يجر نصوص الكتاب والسنة إلى بدعته والوحي منزه عن ذلك.

رزقنا الله وإياكم لزوم السنة، والاعتصام بالوحي، وسلوك طريق السلف الصالح.

هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
أ. نورة بنت إبراهيم الزامل
باحثة دكتوراه في العقيدة والمذاهب المعاصرة.

الوسم المرجعي:
#متفرقات

قناة اسأل البيضاء:
https://www.tgoop.com/ask_albaydha
.



tgoop.com/ask_albaydha/2442
Create:
Last Update:

#حجامة #رقية #كارما_الأجداد

رقم | م / ٢٠١
تاريخ | ١٥ / ٣ / ١٤٤٧ هـ

•السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انتشر في منطقتنا امرأة تعمل الحجامة والرقية، وتزعم أن جنًّا مسلمًا يساعدها ويتحدث من خلالها، وتطلب من مراجعيها قراءة سورة التوبة قبل المجيء بحجة التخلص من "عهود" ورثوها من أجدادهم.
ما أبرز المؤشرات الشرعية والفكرية على بطلان مثل هذه الادعاءات؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

•الإجابة:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

الاستعانة بالجن في العلاج ونحوه محرمة، بل نص غير واحد من العلماء على أنها شرك أو ذريعة إليه، ولو ادعى الجني أنه مسلم، وليس هذا من التعاون والتآخي؛ لأنه تعاون مع من لا يُرى، ولا يعرف حاله ولا مقصده، وقد يكون مريدًا للإغواء والفتنة.

قال تعالى: ﴿هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ﴾ [الشعراء: 221-222].

وقال تعالى: ﴿وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الإِنسِ﴾ [الأنعام: 128].

وقال تعالى: ﴿وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا﴾ [الجن: 6].

فهذه النصوص دالة على أن استعانة الإنس بالجن لا تزيدهم إلا رهقًا وذلًا.

ثم إن الجن لا يخدمون الإنس غالبًا إلا إذا تقرّبوا إليهم بما حرّم الله، من ذبح أو استهانة بكلامه سبحانه أو غير ذلك من الشركيات.

وأما تخصيص قراءة سورة التوبة بزعم التخلص من «عهود الأجداد»، فذلك يقوم على أصلين باطلين:

١. تخصيص ما لم يرد به نص، إذ إن العبادات لا تُشرع إلا بدليل صحيح.
٢. ⁠تقرير فلسفة “كارما الأجداد”، وقد سبق الرد على هذه الفلسفة وبيان بطلانها:
اضغط هنا

والتفريق بين هذه الادعاءات يتضح من خلال النظر في الأمور الآتية:

أولًا: حال المدّعي وما هو عليه من إيمان وتقوى: فكلما كان العبد أكمل إيمانًا وتقوى، كان أكمل ولاية لله، قال تعالى: ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾ [يونس: 62-63].

والناس يتفاضلون في ولايتهم لله بقدر تفاضلهم في الإيمان والتقوى.

فلله أولياء، وللشيطان أولياء، فأولياء الله هم الموافقون لأمره وشرعه، المتبعون لرسوله ﷺ فيما يحبه ويرضاه ويبغضه ويسخطه.

ثانيًا: ما يدعو إليه المدّعي ومدى موافقته للشريعة الإسلامية: فإن كان يدعو إلى الغيب أو يقرِّر أمورًا شركية، فلا يمكن أن يكون من أولياء الله.

ثالثًا: عدم تميز أولياء الله بشعار أو لباس مخصوص: فوليّ الله الحق لا يحب أن يُعرف، ولا يقول: “أنا ولي”، فإن فعل كان ذلك رياءً ينقص ولايته أو يبطلها.

والمؤمن عَصيٌّ على الخرافة، لتمسُّكه بالوحي الرباني المعصوم، فكلما ازداد تمسُّكًا بالوحي كان أبعد عن موارد الشرك وأحكمَ في التمييز بين الحق والباطل.

وقد بسط شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله هذا الباب في كتابه النافع الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان.

وثمة ملحظٌ مهم:
أن أصحاب الدعاوى الباطلة لا يقدرون على تمرير أفكارهم إلا في ثوب مقبول، ولأجل ذلك تمتدّ أيديهم العابثة إلى النصوص الشرعية.

فليست العبرة بمجرد الاستشهاد، وإنما العبرة بموافقة مفهوم النص للدعوى، إذ كل صاحب بدعة يجر نصوص الكتاب والسنة إلى بدعته والوحي منزه عن ذلك.

رزقنا الله وإياكم لزوم السنة، والاعتصام بالوحي، وسلوك طريق السلف الصالح.

هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
أ. نورة بنت إبراهيم الزامل
باحثة دكتوراه في العقيدة والمذاهب المعاصرة.

الوسم المرجعي:
#متفرقات

قناة اسأل البيضاء:
https://www.tgoop.com/ask_albaydha
.

BY | اسأل البيضاء |


Share with your friend now:
tgoop.com/ask_albaydha/2442

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Unlimited number of subscribers per channel "Doxxing content is forbidden on Telegram and our moderators routinely remove such content from around the world," said a spokesman for the messaging app, Remi Vaughn. Users are more open to new information on workdays rather than weekends. Developing social channels based on exchanging a single message isn’t exactly new, of course. Back in 2014, the “Yo” app was launched with the sole purpose of enabling users to send each other the greeting “Yo.” best-secure-messaging-apps-shutterstock-1892950018.jpg
from us


Telegram | اسأل البيضاء |
FROM American