ASK_ALBAYDHA Telegram 2420
#تأصيل #كارما

رقم / م | ١٩٥
تاريخ / ٩ / ١٠ / ١٤٤٦ هـ


السؤال:
أريد إجابة عقدية صحيحة مش خزعبلات الكارما  أنا لما باعمل معصية أستغفر الله يجيني خوف هل هذا سوء ظن بالله؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

•الإجابة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فإن الخوف من الله عبادة واجبة يثاب عليها المؤمن، قال تعالى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ}.

فالمؤمن يخاف عقاب الله إذا أذنب، ويحسن الظن بربه إذا تاب وأحسن ويظن أن الله تاب عليه، وأن مصائبه قد تكون مكفرات أو رفعة لدرجاته.
وسبب ذلك أن العبادة الشرعية تتضمن المحبة والتعظيم، والمحبة تولِّد الرجاء، والتعظيم يولِّد الخوف.

قال ابن القيم: "الخوف: أحد أركان الإيمان والإحسان الثلاثة التي عليها مدار مقامات السالكين جميعها، وهي: الخوف، والرجاءُ، والمحبة".

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وَالْمَحَبَّةُ مَا لَمْ تَقْتَرِنْ بِالْخَوْفِ: فَإِنَّهَا لَا تَنْفَعُ صَاحِبَهَا، بَلْ تَضُرُّهُ؛ لِأَنَّهَا تُوجِبُ التواني وَالِانْبِسَاطَ، وَرُبَّمَا آلَتْ بِكَثِيرِ مِنْ الْجُهَّالِ الْمَغْرُورِينَ إلَى أَنْ اسْتَغْنَوْا بِهَا عَنْ الْوَاجِبَاتِ."

ومن يجاهد نفسه لتستقيم على طاعة الله، لا إشكال في حسن ظنه بالله تعالى مع وجود المعاصي، ومن ذلك ظن المسيء أن الله يغفر له ويعفو عنه إن هو تاب واستغفر.

فالواجب على المؤمن أن يكون خائفًا راجيًا، لا يطغى عليه جانب الرجاء حتى يأمن مكر الله لأن الله تعالى يقول: {أَفَأَمِنوا مَكرَ اللَّهِ فَلا يَأمَنُ مَكرَ اللَّهِ إِلَّا القَومُ الخاسِرونَ}، فالأمن من مكر الله يحمل على فعل المعاصي وعدم الخوف من الله تعالى.

وكذلك لا يطغى عليه جانب الخوف حتى ييأس من رحمة الله، فإن اليأس من رحمة الله ضلال، قال الله تعالى: {قالَ وَمَن يَقنَطُ مِن رَحمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضّآلّونَ}.

وما يصيب المؤمن له أسباب منها:
• الأول: الذنوب والمعاصي التي يرتكبها، فيبتلي صاحبها بالمصيبة على وجه المجازاة والعقوبة العاجلة.

يقول الله عز وجل: {وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ}، قال المفسرون: أي بذنبك.

وعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: [إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الْخَيْرَ عَجَّلَ لَهُ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الشَّرَّ أَمْسَكَ عَنْهُ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ].

• الثاني: إرادة الله تعالى رفعة درجات المؤمن الصابر، فيبتليه بالمصيبة ليرضى ويصبر فيُوفَّى أجر الصابرين في الآخرة، ولهذا جاء في الحديث الصحيح عن النبي ﷺ: [إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَبَقَتْ لَهُ مِنْ اللَّهِ مَنْزِلَةٌ لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِهِ ابْتَلَاهُ اللَّهُ فِي جَسَدِهِ أَوْ فِي مَالِهِ أَوْ فِي وَلَدِهِ].

وقال ﷺ: [إِنَّ عِظَمَ الجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ البَلاَءِ، وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاَهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ].

وقد جُمع السببان في قول النبي ﷺ: [مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ شَوْكَةٍ فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً، أَوْ حَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً].

فكل مصيبة وابتلاء هي للمؤمن خير وأجر إن صبر واحتسب، وكل ابتلاء ومصيبة هي شر إن جزع وتسخط، فإن وطَّن المؤمن نفسه على تحمل المصائب، والرضا عن الله بقضائه، فلا يضره بعد ذلك إن علم سبب البلاء أو لم يعلمه، بل الأَوْلى به دائمًا أن يتَّهِم نفسه بالتقصير، وأينا لم يفرط في جنب الله تعالى.

وإذا كان الله سبحانه وتعالى قد أصاب المسلمين يوم أحد، وهم أصحاب النبي ﷺ، وخير البشر بعد الرسل والأنبياء، بسبب مخالفةِ أمرِ النبي ﷺ، فكيف يظن المرء بعد ذلك في نفسه استحقاق رفعة الدرجات في كل ما يصيبه.
ثم أولى من ذلك أن يحسن العبد الظن بربه على كل حال؛ فهو أهل التقوى وأهل المغفرة.

أما الكارما: فهي معتقد هندوسي مناقض لعقيدة التوحيد وهو مبني على عدم الإيمان بالله واليوم الآخر ولذلك ينسب أصحاب الكارما كل شيء للإنسان ولأعماله بحسب اعتقادهم بتناسخ الأرواح، ويعتقدون أن حال الإنسان من سعادة وغنى وصحة وغيرها لا سبب له إلا عمله وعباداته وطقوسه وما اقترفته روحه التي كانت في جسده أو جسد أسلافه بناء على عقيدتهم في تناسخ الأرواح.

فيجزمون أن الغني الصحيح محسن مستحق للنعيم، وأن الفقير أو المريض مسيء مستحق للعذاب، وهذا كله من الباطل الذي تنص عليه الديانات الباطلة كالهندوسية وغيرها.

هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
د. مديحة بنت إبراهيم السدحان
الأستاذ المشارك في العقيدة والمذاهب المعاصرة.

الوسم المرجعي:
#متفرقات

قناة اسأل البيضاء:
https://www.tgoop.com/ask_albaydha
.



tgoop.com/ask_albaydha/2420
Create:
Last Update:

#تأصيل #كارما

رقم / م | ١٩٥
تاريخ / ٩ / ١٠ / ١٤٤٦ هـ


السؤال:
أريد إجابة عقدية صحيحة مش خزعبلات الكارما  أنا لما باعمل معصية أستغفر الله يجيني خوف هل هذا سوء ظن بالله؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

•الإجابة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فإن الخوف من الله عبادة واجبة يثاب عليها المؤمن، قال تعالى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ}.

فالمؤمن يخاف عقاب الله إذا أذنب، ويحسن الظن بربه إذا تاب وأحسن ويظن أن الله تاب عليه، وأن مصائبه قد تكون مكفرات أو رفعة لدرجاته.
وسبب ذلك أن العبادة الشرعية تتضمن المحبة والتعظيم، والمحبة تولِّد الرجاء، والتعظيم يولِّد الخوف.

قال ابن القيم: "الخوف: أحد أركان الإيمان والإحسان الثلاثة التي عليها مدار مقامات السالكين جميعها، وهي: الخوف، والرجاءُ، والمحبة".

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وَالْمَحَبَّةُ مَا لَمْ تَقْتَرِنْ بِالْخَوْفِ: فَإِنَّهَا لَا تَنْفَعُ صَاحِبَهَا، بَلْ تَضُرُّهُ؛ لِأَنَّهَا تُوجِبُ التواني وَالِانْبِسَاطَ، وَرُبَّمَا آلَتْ بِكَثِيرِ مِنْ الْجُهَّالِ الْمَغْرُورِينَ إلَى أَنْ اسْتَغْنَوْا بِهَا عَنْ الْوَاجِبَاتِ."

ومن يجاهد نفسه لتستقيم على طاعة الله، لا إشكال في حسن ظنه بالله تعالى مع وجود المعاصي، ومن ذلك ظن المسيء أن الله يغفر له ويعفو عنه إن هو تاب واستغفر.

فالواجب على المؤمن أن يكون خائفًا راجيًا، لا يطغى عليه جانب الرجاء حتى يأمن مكر الله لأن الله تعالى يقول: {أَفَأَمِنوا مَكرَ اللَّهِ فَلا يَأمَنُ مَكرَ اللَّهِ إِلَّا القَومُ الخاسِرونَ}، فالأمن من مكر الله يحمل على فعل المعاصي وعدم الخوف من الله تعالى.

وكذلك لا يطغى عليه جانب الخوف حتى ييأس من رحمة الله، فإن اليأس من رحمة الله ضلال، قال الله تعالى: {قالَ وَمَن يَقنَطُ مِن رَحمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضّآلّونَ}.

وما يصيب المؤمن له أسباب منها:
• الأول: الذنوب والمعاصي التي يرتكبها، فيبتلي صاحبها بالمصيبة على وجه المجازاة والعقوبة العاجلة.

يقول الله عز وجل: {وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ}، قال المفسرون: أي بذنبك.

وعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: [إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الْخَيْرَ عَجَّلَ لَهُ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الشَّرَّ أَمْسَكَ عَنْهُ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ].

• الثاني: إرادة الله تعالى رفعة درجات المؤمن الصابر، فيبتليه بالمصيبة ليرضى ويصبر فيُوفَّى أجر الصابرين في الآخرة، ولهذا جاء في الحديث الصحيح عن النبي ﷺ: [إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَبَقَتْ لَهُ مِنْ اللَّهِ مَنْزِلَةٌ لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِهِ ابْتَلَاهُ اللَّهُ فِي جَسَدِهِ أَوْ فِي مَالِهِ أَوْ فِي وَلَدِهِ].

وقال ﷺ: [إِنَّ عِظَمَ الجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ البَلاَءِ، وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاَهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ].

وقد جُمع السببان في قول النبي ﷺ: [مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ شَوْكَةٍ فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً، أَوْ حَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً].

فكل مصيبة وابتلاء هي للمؤمن خير وأجر إن صبر واحتسب، وكل ابتلاء ومصيبة هي شر إن جزع وتسخط، فإن وطَّن المؤمن نفسه على تحمل المصائب، والرضا عن الله بقضائه، فلا يضره بعد ذلك إن علم سبب البلاء أو لم يعلمه، بل الأَوْلى به دائمًا أن يتَّهِم نفسه بالتقصير، وأينا لم يفرط في جنب الله تعالى.

وإذا كان الله سبحانه وتعالى قد أصاب المسلمين يوم أحد، وهم أصحاب النبي ﷺ، وخير البشر بعد الرسل والأنبياء، بسبب مخالفةِ أمرِ النبي ﷺ، فكيف يظن المرء بعد ذلك في نفسه استحقاق رفعة الدرجات في كل ما يصيبه.
ثم أولى من ذلك أن يحسن العبد الظن بربه على كل حال؛ فهو أهل التقوى وأهل المغفرة.

أما الكارما: فهي معتقد هندوسي مناقض لعقيدة التوحيد وهو مبني على عدم الإيمان بالله واليوم الآخر ولذلك ينسب أصحاب الكارما كل شيء للإنسان ولأعماله بحسب اعتقادهم بتناسخ الأرواح، ويعتقدون أن حال الإنسان من سعادة وغنى وصحة وغيرها لا سبب له إلا عمله وعباداته وطقوسه وما اقترفته روحه التي كانت في جسده أو جسد أسلافه بناء على عقيدتهم في تناسخ الأرواح.

فيجزمون أن الغني الصحيح محسن مستحق للنعيم، وأن الفقير أو المريض مسيء مستحق للعذاب، وهذا كله من الباطل الذي تنص عليه الديانات الباطلة كالهندوسية وغيرها.

هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
د. مديحة بنت إبراهيم السدحان
الأستاذ المشارك في العقيدة والمذاهب المعاصرة.

الوسم المرجعي:
#متفرقات

قناة اسأل البيضاء:
https://www.tgoop.com/ask_albaydha
.

BY | اسأل البيضاء |


Share with your friend now:
tgoop.com/ask_albaydha/2420

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Co-founder of NFT renting protocol Rentable World emiliano.eth shared the group Tuesday morning on Twitter, calling out the "degenerate" community, or crypto obsessives that engage in high-risk trading. While the character limit is 255, try to fit into 200 characters. This way, users will be able to take in your text fast and efficiently. Reveal the essence of your channel and provide contact information. For example, you can add a bot name, link to your pricing plans, etc. “Hey degen, are you stressed? Just let it all out,” he wrote, along with a link to join the group. ZDNET RECOMMENDS Choose quality over quantity. Remember that one high-quality post is better than five short publications of questionable value.
from us


Telegram | اسأل البيضاء |
FROM American