tgoop.com/ask_albaydha/2390
Last Update:
#تأصيل #عبارات_منتشرةرقم | م / ١٨٥
تاريخ | ٢٦ / ٣ / ١٤٤٦ هـ
•السؤال:
حكم قول أنا ممتن لله ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
•الإجابة:
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
جاء معنى الامتنان في اللغة ومعاجمها، من (منن) منّ عليه يمُنّ منًّا، ومِنّةً ومعناه:
الأول: إحسان المحسن غير المعتد به، وفي أسماء الله تعالى: (المنان) أي الذي ينعم غير فاخر بالإنعام، فله المنة على عباده، ولا منة لأحد منهم عليه، تعالى الله علوًا كبيرًا.
والثاني: الفخر بالعمل حتى يفسده ويبغضه، ومنه قوله تعالى: {ولا تمنن تستكثر}، {لا تُبطِلوا صَدَقاتِكُم بِالمَنِّ وَالأَذى} [البقرة: ٢٦٤].
الثالث: القطع والنقص يقال: امتنّ الحبل، أي قطعه، وامتنّ الشي، أي نقص منه، ومنه قوله تعالى {أجر غير ممنون} أي دائم غير مقطوع ولامنقوص.
أما قول الناس: أرجو قبول امتناني، وأنا ممتن لفضلك؛ فلا يصح في اللغة؛ و لم ترد به المعاجم، وإن كان قد أجيز آخرا استعمال كلمة «امتنان» بمعنى الشكر، أو الاعتراف بالجميل في بعض المراجع الحديثة إلا أنها على غير الأصل.
والناظر في آيات المنّ في القرآن يرى المحمود منه مضاف إلى الله سبحانه كقوله تعالى: {وَلَكنَ اللَّهُ يَمُنَّ على مَن يَشَاء من عباده}، فهو أهل للمن والتفضل، وهو المنعم الحقيقي الذي يصدر عن إحسانه المحسنون، وبفضله يجود المانحون، ولا ينتظر مكافأة على إحسانه بل ولا يستطيع أحد مكافأته جل في علاه.
والمذموم منه يأتي مضافاً إلى العباد، لأنه إدلاء وزهو وافتتان بما لايملك، فلولا أن أعطاه الله وأقدره لما استطاع أن يعطي، وهو مفسد لصنعه محبط لعمله، وفيه إيذاء للمحتاج قال تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تُبطِلوا صَدَقاتِكُم بِالمَنِّ وَالأَذى} [البقرة: ٢٦٤]، وفي الحديث: [ثلاثة لا يكلمهم يوم القيامة المنان الذي لا يعطي شيئا إلا منه ...] رواه مسلم.
وبعد هذا العرض، فهل يصح قول أنا ممتنٌ لله ؟
الذي نراه أن تركها أولى لما يلي:
١. إن أريد بها أنا معترف لك بفضلك واقع تحت منتك فهذا المعنى صحيح، واللفظ مستحدث وهو مجرد خبر، وإن قصد بها أنا شاكر لك فهو خطأ لغوي يجب تركه لما هو أصح منه.
٢. أنه ليس شيء أحب إلى الله تعالى من شكره وحمده على طريقة وهدي نبيه الذي هو أعرفنا بالله وأشدنا له خشية ﷺ، ولم يكن من قوله (أنا ممتن لله).
٣. أن كلمة (الحمدلله) كلمة تعبدية شرعية يؤجر عليها قائلها كما في أحاديث صحيحة كثيرة منها:
قوله ﷺ: [الحمد لله تملأ الميزان].
و [ومن قال الحمد لله رب العالمين من قبل نفسه كتبت له ثلاثون حسنة وحط عنه ثلاثون خطيئة].
و: [غراس الجنة-: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر]
وافتتاح سورة الفاتحة بـ {الحمدلله رب العالمين}.
إلى غير تلك النصوص الدالة على مكانة وفضل (الحمد لله).
فاستعمال الألفاظ الشرعية بصيغها المتعددة خير وأحب إلى الله تعالى من ما يبتكره الإنسان ويظن أنه يؤدي به حق الله ويشكره به تعالى.
٤. كلمة (الحمدلله) أكمل في حق الله تعالى فالحمد هو عموم الثناء على المحمود بصفات الكمال، والاعتراف له بفضله وجوده وعطائه سبحانه وتعالى.
أفبعد هذا نستبدل قول الحمد لله بقول أنا ممتنن لله؟
هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المجيب:
أ. جمانة بنت طلال محجوب
باحثة دكتوراه في الدعوة وأصول الدين.
الوسم المرجعي:
#متفرقات
قناة اسأل البيضاء:
https://www.tgoop.com/ask_albaydha
.
BY | اسأل البيضاء |
Share with your friend now:
tgoop.com/ask_albaydha/2390