| اسأل البيضاء |

#مقاطع_منتشرة #دعاوى_زائفة

رقم | م / ١٥٣
تاريخ | ٢٤ / ١٢ / ١٤٤٥ هـ


• السؤال: 
مقطع يتحدث فيه صاحبه عن نصيحة طبيب ألماني بالمشي حال حصول الهم ذلك أن الهم يخرج من الرأس تدريجيا بحسب المسافة المقطوعة، واستدل المتحدث على صحة هذا بخروج النبي من الطائف مهموما فمشى ولم يستفق إلا بقرن الثعالب. 
السؤال: ما مدى صحة ذلك؟

ــــــــــــــــــــــــــــــ

• الإجابة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته 

المشي المنتظم من الرياضات المباحة التي تسهم في صحة الجسد واللياقة البدنية.
وهو من الأمور التي تشعر بالانشراح الوقتي ككثير من أنواع الحركة والسعي.
وهكذا سائر الأسباب الوقتية سرعان مايعود الهم بعدها إذا لم تكن إزالته بالأسباب الفعلية لإزالة الهموم.
و من أسباب طرد الهم كذلك القيام بأي عمل  لإشغال النفس عن التفكير في الهم الذي لا يد للمرء في دفعه.
ولا بأس بأن يقال أن المشي يساهم في التخفيف من الهم، لكن إطلاق ذلك لأي هم دون تفسير مادي معقول أو بأنه مزيل للهم بطريقة ديناميكية بالكلية -كما أشار المتحدث- فهذا فيه نظر.

ومن المهم أن يعلم أن أي سبب طارد للهم بشكل وقتي لابد أن يوضع في حجمه المناسب بحيث لا يستغنى به عن السبب الحقيقي لإزالة الهم وشرح الصدر ومن أهمها:
١. ذكر الله تعالى:  واللجوء إليه والاستعانة به على زوال الهم، قال تعالى: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}، 
وفي الحديث [ما قال عبدٌ قطُّ إذا أصابه هَمٌّ أو حُزْنٌ : اللَّهمَّ إنِّي عبدُكَ ابنُ عبدِكَ ابنُ أَمَتِكَ ناصِيَتي بيدِكَ ماضٍ فيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فيَّ قضاؤُكَ أسأَلُكَ بكلِّ اسمٍ هو لكَ سمَّيْتَ به نفسَكَ أو أنزَلْتَه في كتابِكَ أو علَّمْتَه أحَدًا مِن خَلْقِكَ أوِ استأثَرْتَ به في عِلمِ الغيبِ عندَكَ أنْ تجعَلَ القُرآنَ ربيعَ قلبي ونورَ بصَري وجِلاءَ حُزْني وذَهابَ همِّي إلَّا أذهَب اللهُ همَّه وأبدَله مكانَ حُزْنِه فرَحًا].

٢. الصلاة:  التي كان النبي ﷺ إذا حزبه أمر (فزع) إليها، وكانت مصدر راحته كما يقول لبلال [أرحنا بها].

٣. مساعدة الناس وتفريج الكربات فإنه من أسباب شرح الصدر وتفريج كرب المرء نفسه.

٤. معرفة حقيقة الدنيا وجبلها على البلاء وإدراك أن البلاء والهم من أسباب تكفير الذنوب ورفعة الدرجات قال ﷺ: [ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يُشاكها، إلا كفَّر الله بها من خطاياه]. فهذا يهون كثير من الهموم.

٥. العلم ومجالسه أهله، فإن العلم من أسباب شرح الصدر الحقيقية لأنه يهذب النفس ويرقيها عن سفاسف الأمور المؤذية.

٦. التوبة والإنابة إلى الله فإن الذنوب من أكثر أسباب ضيق الصدر قال تعالى: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا}.

٧. دفع الأسباب الجالبة للهم والحزن والبعد عنها.

▪️ومن أعظم أسباب شرح الصدر وإزالة الهم بشكل حقيقي هو التوحيد، مهما كان حجم الهموم قال تعالى: {أَفَمَن شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلإسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّنْ رَبِّه} وقال سبحانه: {فمن يُرِدْ الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ السماء}. 

▪️أما الربط بين مشي النبي ﷺ وزوال همه فإنه لا يستقيم حيث أنه ﷺ انطلق راجعا لبلده بعدما رد أهل الطائف دعوته، ولم يشعر بالمسافة التي قطعها لاستغراقه في همه.
وليس فيه أنه مشى فزال همه، أو مشى ليزيل مابه من هم، 
بل لازال مستغرقا في همه حتى خاطبه جبريل واستأمره ملك الجبال ﷺ.

هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
أ.هناء بنت حمد النفجان
باحثة دكتوراه بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة.

الوسم المرجعي: 
#متفرقات

قناة اسأل البيضاء: 
‏https://www.tgoop.com/ask_albaydha 
.

www.tgoop.com/ask_albaydha/2360

5.1K viewsedited  Jun 30, 2024 at 13:00

#مقاطع_منتشرة #دعاوى_زائفة

رقم | م / ١٥٣
تاريخ | ٢٤ / ١٢ / ١٤٤٥ هـ


• السؤال: 
مقطع يتحدث فيه صاحبه عن نصيحة طبيب ألماني بالمشي حال حصول الهم ذلك أن الهم يخرج من الرأس تدريجيا بحسب المسافة المقطوعة، واستدل المتحدث على صحة هذا بخروج النبي من الطائف مهموما فمشى ولم يستفق إلا بقرن الثعالب. 
السؤال: ما مدى صحة ذلك؟

ــــــــــــــــــــــــــــــ

• الإجابة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته 

المشي المنتظم من الرياضات المباحة التي تسهم في صحة الجسد واللياقة البدنية.
وهو من الأمور التي تشعر بالانشراح الوقتي ككثير من أنواع الحركة والسعي.
وهكذا سائر الأسباب الوقتية سرعان مايعود الهم بعدها إذا لم تكن إزالته بالأسباب الفعلية لإزالة الهموم.
و من أسباب طرد الهم كذلك القيام بأي عمل  لإشغال النفس عن التفكير في الهم الذي لا يد للمرء في دفعه.
ولا بأس بأن يقال أن المشي يساهم في التخفيف من الهم، لكن إطلاق ذلك لأي هم دون تفسير مادي معقول أو بأنه مزيل للهم بطريقة ديناميكية بالكلية -كما أشار المتحدث- فهذا فيه نظر.

ومن المهم أن يعلم أن أي سبب طارد للهم بشكل وقتي لابد أن يوضع في حجمه المناسب بحيث لا يستغنى به عن السبب الحقيقي لإزالة الهم وشرح الصدر ومن أهمها:
١. ذكر الله تعالى:  واللجوء إليه والاستعانة به على زوال الهم، قال تعالى: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}، 
وفي الحديث [ما قال عبدٌ قطُّ إذا أصابه هَمٌّ أو حُزْنٌ : اللَّهمَّ إنِّي عبدُكَ ابنُ عبدِكَ ابنُ أَمَتِكَ ناصِيَتي بيدِكَ ماضٍ فيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فيَّ قضاؤُكَ أسأَلُكَ بكلِّ اسمٍ هو لكَ سمَّيْتَ به نفسَكَ أو أنزَلْتَه في كتابِكَ أو علَّمْتَه أحَدًا مِن خَلْقِكَ أوِ استأثَرْتَ به في عِلمِ الغيبِ عندَكَ أنْ تجعَلَ القُرآنَ ربيعَ قلبي ونورَ بصَري وجِلاءَ حُزْني وذَهابَ همِّي إلَّا أذهَب اللهُ همَّه وأبدَله مكانَ حُزْنِه فرَحًا].

٢. الصلاة:  التي كان النبي ﷺ إذا حزبه أمر (فزع) إليها، وكانت مصدر راحته كما يقول لبلال [أرحنا بها].

٣. مساعدة الناس وتفريج الكربات فإنه من أسباب شرح الصدر وتفريج كرب المرء نفسه.

٤. معرفة حقيقة الدنيا وجبلها على البلاء وإدراك أن البلاء والهم من أسباب تكفير الذنوب ورفعة الدرجات قال ﷺ: [ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يُشاكها، إلا كفَّر الله بها من خطاياه]. فهذا يهون كثير من الهموم.

٥. العلم ومجالسه أهله، فإن العلم من أسباب شرح الصدر الحقيقية لأنه يهذب النفس ويرقيها عن سفاسف الأمور المؤذية.

٦. التوبة والإنابة إلى الله فإن الذنوب من أكثر أسباب ضيق الصدر قال تعالى: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا}.

٧. دفع الأسباب الجالبة للهم والحزن والبعد عنها.

▪️ومن أعظم أسباب شرح الصدر وإزالة الهم بشكل حقيقي هو التوحيد، مهما كان حجم الهموم قال تعالى: {أَفَمَن شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلإسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّنْ رَبِّه} وقال سبحانه: {فمن يُرِدْ الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ السماء}. 

▪️أما الربط بين مشي النبي ﷺ وزوال همه فإنه لا يستقيم حيث أنه ﷺ انطلق راجعا لبلده بعدما رد أهل الطائف دعوته، ولم يشعر بالمسافة التي قطعها لاستغراقه في همه.
وليس فيه أنه مشى فزال همه، أو مشى ليزيل مابه من هم، 
بل لازال مستغرقا في همه حتى خاطبه جبريل واستأمره ملك الجبال ﷺ.

هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
أ.هناء بنت حمد النفجان
باحثة دكتوراه بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة.

الوسم المرجعي: 
#متفرقات

قناة اسأل البيضاء: 
‏https://www.tgoop.com/ask_albaydha 
.

BY | اسأل البيضاء |