tgoop.com/ask_albaydha/2357
Last Update:
#تأصيلرقم | م / ١٥١
تاريخ | ٢٣ / ١٢ / ١٤٤٥ هـ
• السؤال:
أتابع كثيرا حلقات على اليوتيوب تحكي تجارب آلاف من الناس عادوا من الموت فهل ما يقولونه حقيقة؟
ومنهم ملاحدة ونصارى رأوا النعيم والبشرى فما تفسيركم لذلك؟
ــــــــــــــــــــــــــــــ
• الإجابة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
في البداية أذكر نفسي والسائلة بأهمية الإعراض عمن يتحدث في هذه المسائل دون علم ودليل، والواجب على المسلم اتباع منهج السلف في الاعتقاد والتلقي والاستدلال .. فما يتعلق بالغيب لا يؤخذ إلا من مصادره بضوابطه.
فلا نأخذ من الجهال دقائق خفايا النفس والروح ، فمنهج الباطنية يعتمد على مزج الحق بالباطل، والفلسفة بالعلم؛ ليشتبه على الناس ويتم تسريب الباطل بعد ذلك دون انتباه أو مواجهة .
فالإنسان إذا مات يغيب عن هذه الحياة ويصير إلى عالم آخر ، ولا تعود روحه إلى أهله ولا يشعرون بشيء عنه ، وما ذكر في هذه القصص من عودة الروح فهي من الكذب، أو الخرافات التي لا أصل لها، أو حالات لمن أغمي عليه ولم يمت حقيقة.
والدليل على أن الروح لا تعود للدنيا بعد الموت:
١- قول الله تعالى: {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ} [الأنبياء:٩٥ ].
فعودة الميت إلى الحياة الدنيا والعيش مرة أخرى لا يمكن ، وما جرت به سنة الله في خلقه .
٢-عن جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ ، قَال: لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ لِي: [يَا جَابِرُ مَا لِي أَرَاكَ مُنْكَسِرًا؟] قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتُشْهِدَ أَبِي قُتِلَ يَومَ أُحُدٍ، وَتَرَكَ عِيَالًا وَدَيْنًا، قَالَ: [أَفَلَا أُبَشِّرُكَ بِمَا لَقِيَ اللَّهُ بِهِ أَبَاكَ؟] قَالَ: قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ: [مَا كَلَّمَ اللَّهُ أَحَدًا قَطُّ إِلَّا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ، وَأَحْيَا أَبَاكَ فَكَلَّمَهُ كِفَاحًا. فَقَالَ: يَا عَبْدِي تَمَنَّ عَلَيَّ أُعْطِكَ. قَالَ: يَا رَبِّ تُحْيِينِي فَأُقْتَلَ فِيكَ ثَانِيَةً. قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّهُ قَدْ سَبَقَ مِنِّي {أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لَا يُرْجَعُونَ}]. رواه الترمذي وحسّنه (3010) وابن ماجة (190)، وحسنه الألباني في " سلسلة الأحاديث الصحيحة " (3290).
فالحديث قد دل على أنه لا يمكن للميت الرجوع إلى الحياة.
وهذا الذي يذكره الناس عن عودة من مات ما صحّ منه الأصل فيه: أنه وقع بعد الإغماء وخفوت النبض، وقبل وقوع الموت حقيقة.
قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله تعالى:
"وكما أن مجرد توقف القلب ليس حقيقة للوفاة، بل هو من علاماته، إذ من الجائز جداً توقف القلب ثم تعود الحياة بواسطة الإنعاش أو بدون بذل أي سبب."
والقليل الذي صح وكان بعد الموت حقيقة: إنما وقع معجزة لنبي من الأنبياء، أو كرامة قصها الله في كتابه، أو أخبر به نبي من أنبيائه، لحاجة للناس إليها، في زمانها، أو حجة يقيم الله بها أمرا من الحق، على الناس في زمانها، كما في قصة بقرة بني إسرائيل في سورة البقرة، وقصة الذي أماته الله مائة عام، وقصة الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت، ونحو ذلك.
هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
المجيب:
د. مديحة بنت إبراهيم السدحان
الأستاذ المشارك في العقيدة والمذاهب المعاصرة.
الوسم المرجعي:
#متفرقات
قناة اسأل البيضاء:
https://www.tgoop.com/ask_albaydha
.
BY | اسأل البيضاء |
Share with your friend now:
tgoop.com/ask_albaydha/2357