tgoop.com/ask_albaydha/2336
Last Update:
#تأصيلرقم | م / ١٤٠
تاريخ | ٢٨ / ١١ / ١٤٤٥ هـ
• السؤال:
السلام عليكم
عندي سؤال مفاده ما هو الكلي الواحد المطلق وهل له صفات وهل هو الله أو لا يرجى توضيح بشيء من التفصيل الواضح بارك الله فيكم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
• الإجابة:
وعليكم السلام ورحمة ورحمة وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
المفردات المذكورة مفردات فلسفية، تستخدم غالباً لوصف الآلهة ويقصد بها معاني ذهنية مجردة لا وجود لها حقيقة في الواقع. ومعانيها على التفصيل، كالتالي:
الكلي: من المفاهيم العقلية؛ وتعرّف الكليات الذهنية بأنها: ما لا يمنع نفس تصورها من جواز الشركة فيها، أي أن (الكلي) معنى ذهني يصدق على عدة أفراد كلفظ (الإنسان والإله) مثلاً.
فلفظ (الإنسان) ؛ معنى كلي يصدق على محمد وخالد ومريم…إلخ، فهؤلاء وإن كان يجمعهم المعنى الكلي الذي هو في الذهن (الإنسان)، إلا أن لكل واحد منهم صفات خاصة جعلت له وجوداً حقيقياً خارج الذهن.
وكذلك لفظ ( الإله) إذا توقف فيه على المعنى الكلي الذهني فقط بلا وصف مميز له؛ فهذا يعني إنكار وجوده على الحقيقة، والاعتقاد بأنه مجرد فكرة أو مفهوم ذهني لا وجود له خارج الذهن.
الواحد: لفظ الواحد في اللغة تدور حول معنى الانفراد وانقطاع المثيل والنظير.
المطلق: هو اللفظ الدال على الماهية بلا قيد، أي نفي جميع القيود والمخصصات والمعينات. فالمطلق ما دل على واحد غير معين وهو المتعري عن الصفة والشرط والاستثناء.
واجتماع الألفاظ السابق في وصف شيء؛ يفيد أن هذا الشي واحد وليس اثنين أو أكثر، بلا قيد أو وصف ( أي ليس له صفات) ، مما يجعل وجوده وجوداً ذهنياً غير متعين في الخارج؛ أي ليس له وجود حقيقي خارج الذهن.
والأوصاف المذكورة إنما هي ألفاظ فلسفية تطلق لوصف الإله في بعض الديانات الباطلة، كالديانات الشرقية، فغالباً ما يوصف الإله عندهم بـ ( الكلي أو المطلق) الذي ليس له وصف ولا وجود حقيقي وإنما وجوده ذهني فقط.
وينبه المسلم من اطلاق بعض هذه الأوصاف على الله سبحانه وتعالى، فهو سبحانه الواحد الأحد الفرد الصمد له الأسماء الحسنى والصفات العلا، ووجوده سبحانه وجود حقيقي بصفات حقيقة تليق بجلاله وعظمته سبحانه. ويجب التزام منهج السلف الصالح في هذا الباب؛ وهو ألا يوصف سبحانه إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله - عليه الصلاة والسلام- في الكتاب والسنة.
يقول شيخ الإسلام - رحمه الله - في تقرير مذهب أهل السنة والجماعة في ذلك: " ثم القول الشامل في جميع هذا الباب: أن يوصف الله بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله وبما وصفه به السابقون؛ الأولون لا يتجاوز القرآن والحديث قال الإمام أحمد رضي الله عنه: لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا يتجاوز القرآن والحديث. ومذهب السلف: أنهم يصفون الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل ونعلم أن ما وصف الله به من ذلك فهو حق ليس فيه لغز ولا أحاجي؛ بل معناه يعرف من حيث يعرف مقصود المتكلم بكلامه؛ لا سيما إذا كان المتكلم أعلم الخلق بما يقول وأفصح الخلق في بيان العلم وأفصح الخلق في البيان والتعريف والدلالة والإرشاد. وهو سبحانه مع ذلك ليس كمثله شيء لا في نفسه المقدسة المذكورة بأسمائه وصفاته ولا في أفعاله فكما نتيقن أن الله سبحانه له ذات حقيقة وله أفعال حقيقة: فكذلك له صفات حقيقة وهو ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله وكل ما أوجب نقصا أو حدوثا فإن الله منزه عنه حقيقة فإنه سبحانه مستحق للكمال الذي لا غاية فوقه" ( مجموع الفتاوى: ٥/ ٢٦).
هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
المجيب:
أ. نسرين بنت علي الجطيلي
باحثة دكتوراه بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة.
الوسم المرجعي:
#متفرقات
قناة اسأل البيضاء:
https://www.tgoop.com/ask_albaydha
.
BY | اسأل البيضاء |
Share with your friend now:
tgoop.com/ask_albaydha/2336