tgoop.com/ask_albaydha/2309
Last Update:
#تأصيلرقم | م / ١٢١
تاريخ | ٣ / ١١ / ١٤٤٥ هـ
• السؤال:
أبغى أسأل عن حاجة
فيه ناس يقولون اكتب كل ما يحزنك او ما يهمك أكتبه في ورقه ثم أحرق الورقة أو مزقها بعدها سيذهب الحزن
ما حكم هذا العمل؟
ــــــــــــــــــــــــــــــ
• الإجابة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الحزن والهم هي من المشاعر البشرية التي تعتري الإنسان في حياته، ولها أسباب وبواعث متنوعة.
ولا شك أن كل حزين ومهموم يسعى عادة لذهاب حزنه وهمه بأكثر الوسائل تأثيرًا وأقربها نفعًا.
ولذهاب الحزن والهم وسائل متنوعة:
• منها الأسباب الشرعية، وأهمها الدعاء وقراءة القرآن، قال رسول الله ﷺ: [ما أصاب أحداً قط هم، ولا حزن، فقال: اللهم إني عبدك بن عبدك بن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو علمته أحداً من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وحزنه , وأبدله مكانه فرجاً]
ومن الأسباب الشرعية التوكل على الله، واستشعار نعمه سبحانه، والإكثار من الذكر والعبادة.
فهذه كلها من أسباب انشراح الصدر وذهاب الهم والحزن.
• ومن وسائل زوال الحزن والهم الأسباب الكونية الحسية:
- كإزالة موجبات الهم والحزن والتخلص منها.
- أو تعاطي موجبات الفرح والسرور المباحة شرعًا.
- أو استخدام الأدوية والعقاقير إذا كان الحزن أو الهم بسبب اكتئاب مرضي وعلة كيميائية.
وغير ذلك من الأسباب الصحيحة المؤثرة، وهي كثيرة ولله الحمد.
أما ما ذكره السائل من كتابة الهموم في أوراق وحرقها أو طرحها فهو من ممارسات بعض مدربي التنمية البشرية وتطوير الذات، ويُراد به التصوير والإقناع.
وهذه الوسيلة -في الواقع- غير مؤثرة حقيقة في موجبات الحزن والهم وإزالتها، وإنما هي تبني على الخيال والقناعات المجردة.
ومن انشغل بمثل هذه الممارسات ترك -في الغالب- الأسباب الحقيقية، ولم يتحقق عنده المطلوب.
قال ابن تيمية رحمه الله: «فالعبد إذا أخذ من غير الأعمال المشروعة بعض حاجته، قلّت رغبته في المشروع وانتفاعه به، بقدر ما اعتاض من غيره، بخلاف من صرف نهمته وهمته إلى المشروع، فإنه تعظم محبته له ومنفعته به، ويتم دينه ويكمل إسلامه»
ولذلك ينبغي للمسلم التزام ما ثبت تأثيره في الشرع وفي التجربة المطردة، ويتجنب الدعاوى الزائفة التي لا تغني شيئًا، بل قد تكون مزلة إلى ما هو أخطر.
هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
المجيب:
د. هيفاء بنت ناصر الرشيد
الأستاذ المشارك في العقيدة والمذاهب المعاصرة.
الوسم المرجعي:
#متفرقات
قناة اسأل البيضاء:
https://www.tgoop.com/ask_albaydha
.
BY | اسأل البيضاء |
Share with your friend now:
tgoop.com/ask_albaydha/2309