tgoop.com/ask_albaydha/2298
Last Update:
#رقية #تأصيلرقم | م / ١١٦
تاريخ ٢٥ / ١٠ / ١٤٤٥ هـ
• السؤال:
انتشر بين الناس مقطع مرئي لداعية وراقي يحث على برنامج اليقين لإجابة الدعاء وهو إذا كنت تريد الذرية فعليك بتجهز سرير وملابس مولود وتجعلها أمامها عند الدعاء وذلك بنية حث النفس وزيادة اليقين استدلالًا بما فعله السعدي عند الإستسقاء بتنظيف المرزام يقينًا بنزول الغيث أيضًا (بحديث تفاءلوا بالخير تجدوه) ويقاس عليه من تود القبول في الماجستير احضار مكتبة والدخول إلى القاعات الدراسية ومشاهدتهم وغيرها مايزيد حماس الطالب ويحثه على اليقين وبالتالي زيادة الدعاء ويكون ذلك سببًا لإجابة الله -عزوجل - للدعاء فما حكم هذا الفعل؟
ــــــــــــــــــــــــــــــ
• الإجابة:
الحمد لله وحدة والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقد اطلعتُ على بعض المقاطع التي أشار إليها السائل، وألخص الإجابة فيما يلي:
أولاً: لا شك أن التداوي بالقرآن من أعظم أسباب الشفاء، وأن الدعاء من أقوى أسباب تحقق المطلوب، قال تعالى: {وَنُنزلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} وقال عز من قائل: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}
ثانيًا: أن اليقين وحسن الرجاء بالله من أسباب الإجابة، وفي الحديث الذي حسنه بعض أهل العلم: [ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة].
ثالثًا: ليس معنى "اليقين" هو أن يجزم بأن الله يعطيه عين مسألته، وإنما اليقين هو التيقن بقدرة الله على إعطاء المسألة، أو التيقن بأن الله يجيب دعاء الداعي وإن لم يعطه عين مسألته، فالاستجابة على أنواع نص عليها النبي ﷺ في قوله: [ما مِن مسلمٍ يدعو بدَعوةٍ ليس فيها إثمٌ ولا قطيعةُ رَحِمٍ إلَّا أعطاه اللهُ بها إحدى ثلاثٍ: إمَّا أن يُعَجِّلَ له دَعوتَه، وإمَّا أن يدَّخِرَها في الآخرةِ، وإمَّا أن يصرِفَ عنه مِنَ السُّوءِ مِثلَها.] قالوا: إذن نُكْثِرَ، قال: [اللهُ أكثَرُ] أخرجه الإمام أحمد وصححه الألباني.
رابعًا: ما ذُكر في «برنامج اليقين» من الاستعداد للمدعو به قبل حصول بوادره فلا أراه - والله أعلم - مشروعًا لأسباب، منها:
١- أنه لم يؤثر شيء من ذلك النبي ﷺ وأصحابه، وقد كانوا أعظم الأمة إيمانًا وإحسانا للظن بالله جل جلاله.
٢- أن هذا الفعل لا يدل على اليقين بالإجابة وإنما اليقين بإعطاء المسألة، وهذا ليس متيقنٌ شرعًا للحديث السابق.
٣-أن في مثل هذا الفعل مشابهة للقائلين بجذب القدر، حيث يؤكدون على تهيئة المحل للمطلوب قبل حدوثه، ويربطون ذلك بالرسائل الكونية وغير ذلك من الانحرافات.
خامسًا: أن تعليق الناس بحصول المطلوب بعينه لا ينبغي، بل ينبغي أن يعزز التوكل على الله سبحانه وتعالى والتسليم لأمره، والتيقن بأن الله أحكم وأعلم بما يصلح حال خلقه مما يظنه أحدهم ويريده لنفسه. والتعلق بحصول عين المدعو به قد يورث الشك في الإجابة عند عدم تحققه، وهذا نقيض المقصود باليقين.
سادسًا: أن ربط هذه الأفعال بالدعاء وتسميته «بالبرنامج» يحث على التزامها، ويفتح بابًا للتخصيص والابتداع، ومخالفة السنة في الدعاء وصفته الثابته عن رسول الله ﷺ.
سابعًا: أن القصة المذكورة عن الشيخ ابن سعدي رحمه الله لا يمكن الاستشهاد بها، فإن الحاجة لتجهيز الميزاب قبل الاستسقاء ظاهرة وحالّة، بخلاف سرير الولد الذي يسبق ولادته تسعة أشهر من حمله، أو تجهيز الكتب التي يسع الزمن لشرائها بعد القبول.
وأخيرًا: أن مثل هذا الفعل لو حصل عرضًا دون تخصيص أو تكرار أو التزام لما كان الحكم عليه كوضعه ضمن «برنامج» مخصص وحث الناس على التزامه.
ولأجل ما سبق: فإني أنصح السائل بالتزام السنة في الدعاء وما يتعلق به من أسباب الإجابة، كإخلاص التوحيد، وتطييب المطعم، وتحري الأوقات الفاضلة وغيرها.
وتجنب الإحداث في الدين مهما كان صغيرًا، فإن [كل محدثة بدعة].
هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
المجيب:
د. هيفاء بنت ناصر الرشيد
الأستاذ المشارك في العقيدة والمذاهب المعاصرة.
الوسم المرجعي:
#متفرقات
قناة اسأل البيضاء:
https://www.tgoop.com/ask_albaydha
.
BY | اسأل البيضاء |
Share with your friend now:
tgoop.com/ask_albaydha/2298