tgoop.com/ask_albaydha/2296
Last Update:
#تأصيلرقم | م / ١١٥
تاريخ | ٢٢ / ١٠ / ١٤٤٥ هـ
• السؤال:
السلام عليكم
لدي سؤال يتكرر كثيراً في تحقيق الأهداف والإستعداد لها،
فيقال إن لم تكن مستعداً فلن يتحقق، حتى أرتبطت الرغبة في جلب أمنية وتحقيقها بالإستعداد وكأن الدعاء والإيمان بإن الرزق من الله لا يكفي فلابد حتى يتحقق أن أهيئ نفسي لذلك! ويربطون هذا الكلام بالآيات مثل ضرب موسى البحر بالعصا وهز النخلة في قصة مريم
ماتأثير وصحة هذا الكلام حيث يتسبب احياناً في الإحباط وأن البداية منا ولكن لا نعرف من أين البداية مثلاً!
كتب الله لكن الأجر وسددكن على هذه القناة التي أنارت كثيراً من الظلمات في نفسي وأرشدتني وأصلحتن بها كثير خاصة فيما يتعلق باليقين والإيمان بالقدر والعقيدة وأنصلح جزء كبير من قلبي بعدما عاثَ فيه مدربات الوعي فساداً
ــــــــــــــــــــــــــــــ
• الإجابة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فالاستعداد النفسي، والعزيمة، والرغبة، كلها غير كافية لحصول المطلوب.
فكل عاقل يدرك أنه لو استعد أفضل استعداد نفسي ولم يعمل ولم يباشر السبب؛ فإنه لن يحصّل أي نتيجة.
وتفصيل ذلك فيما يلي:
١. إن قصد بالاستعداد: أي كمال عبودية القلب لله، ليكون بذلك محلاً لرضاه وتوفيقه لطاعته، فهذه كلمة مجملة قد تستخدم ويراد بها هذا المعنى الصالح في سياق الموعظة، ولا تتجاوز أكثر من هذا المعنى.
٢. وإن كان يقصد به: تأثير النوايا في إحداث الأقدار وتلقيها، فهذا من أوهام فلاسفة الصوفية الذين يزعمون أن القدر إن وافق استعداد المتلقي حصل، وإن لم يوافقه لم يحصل، فنفوا بذلك حكمة الله تعالى وتدبيره وفضله وإنعامه .
وجعلوا الفضل راجع لاستعداد عند المخلوق وافق حصول المقدور.
وهذا -أيضاً- اعتقاد أصحاب القوانين المنحرفة الوهمية، و أماني الكسالى والمبطلين، كأصحاب قانون الجذب وأشباهه.
والله تعالى يرزق الطير في جحرها والحيوانات والبليد والغافل، فأي استعداد عند هؤلاء؟
وقد يحرم الذكي المتأهب، بل يرزق الكافر المعاند لربه والعاصي، كل ذلك بحكمة وتدبير وعلم، فالخلق خلقه والأمر أمره.
والعبد لا يلام على شيء لم يتسبب فيه، ولذلك كان التوجيه النبوي العظيم [وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا ولكن قل قدر الله وماشاء فعل].
و قد ذم الله سبحانه من ينسب الفضل لنفسه لأمر ظاهر، وهو العلم والحذق بالأسباب، فكيف بمن ينسبه لنفسه لأمر خفي؟ وهو استعداده ونيته!
قال تعالى: {فَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ ۚ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}.
• أما استدلالهم بفلق البحر لموسى عليه السلام؛ فاستدلال فاسد.
فانفلاق البحر آية لنبي من أنبياء الله، أمره ربه بقصد البحر وضربه، ووعده بالنجاة وهلاك عدوه.
ولو استعد أهل الأرض كلهم فلن ينفلق لأحدهم البحر.
وإنما يوجد هذا في معتقدات من يزعم أن النبوة مكتسبة، وأن الوحي والمعجزات والكرامات سببها الاستعداد الذاتي للتلقي، وبالتالي فالنبوة -لديهم-وخصائصها مستمرة ممكنة لكل من طلبها وسعى في تحصيلها وتهيأ لها.
وهذا تكذيب لصريح القرآن، قال تعالى {وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب،إلا رحمة من ربك}.
وقال سبحانه، {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين}، فلا نبوة ولا وحي ولا معجزات بعد خاتم النبيين.
وقال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ}.
فهي اصطفاء ونعمة وتفضل، لا استعداد ذاتي وتأهب.
هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
المجيب:
أ.هناء بنت حمد النفجان
باحثة دكتوراه بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة.
الوسم المرجعي:
#متفرقات
قناة اسأل البيضاء:
https://www.tgoop.com/ask_albaydha
.
BY | اسأل البيضاء |
Share with your friend now:
tgoop.com/ask_albaydha/2296