tgoop.com/ask_albaydha/2242
Last Update:
#مصطلحات #قوة_الإرادةرقم |ع / ١ / ٣٢
تاريخ | ١٠ / ٨ / ١٤٤٥ هـ
• السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله
شكرا جزيلا على مجهودكم
لدي سؤال عن موضوع (قوة الإرادة) ومقدرتها على التحكم في العمليات الداخلية في الجسم والعمليات اللاواعية للجهاز العصبي اللاإرادي، مثل ضربات القلب وتضيق وتوسيع الأوردة والشرايين وتخدير الجسم، والقول بأن الانسان قادر على تحقيق هذا من خلال التركيز والاسترخاء البحت؟
فقد شاهدت حلقة للدكتور مصطفى محمود حول هذا الموضوع بعنوان (معجزة الإرادة) وفي الحلقة أورد الدكتور مصطفى محمود عدة فيديوهات تدعم (تأثير قوة الإرادة على الجسم) فما رأيكم في هذا الموضوع.
وشكرا لكم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
• الإجابة:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الإرادة وقوة الإرادة من المصطلحات المطروحة مؤخراً والتي دخلها لبس شديد بسبب التطفل الباطني الروحاني عليها، والمعنى المطروح في السؤال هو من المعاني الباطنية لهذا المصطلح.
فقوة الإرادة أو قوة الوعي -وهو الأشهر- في المفهوم الباطني الروحاني تطلق ويراد بها أحد معنيين:
الأول: قوة إرادة داخلية
ويقصد بها إدعاء إمكانية تحكم الإنسان بالعمليات والعضلات اللاإرادية في جسمه، ومن ذلك ما أُشير له في السؤال.
الثاني: قوة إرادة خارجية
ويقصد بها إدعاء قدرة الإنسان على التحكم بحياته وأقداره وأفعاله ومستقبله، وقد يتعدى الأمر إلى التحكم بحياة الآخرين وبالكون كذلك.
ويدّعون أنه بالإمكان زيادة (قوة الإرادة) أو (قوة الوعي) من خلال تمارين معينة؛ كتمارين التأمل وزيادة التركيز وضبط التنفس واليوغا وغيرها.
وهذا المعنى الباطني بلا شك معنى باطل مخالف للمعنى الشرعي الثابت بالنصوص الصحيحة، وللمعنى العلمي الصحيح الثابت بالتجارب العلمية الصحيحة.
فمن الناحية الشرعية فإنه من المتقرر عند أهل السنة والجماعة أن الله عز وجل قد خلق الإنسان وخلق فيه الإرادة والقدرة على تحقيق ما يريد بمفرده أو بالاستعانة بغيره، يقول ابن تيمية رحمه الله: "كل إنسان همام حارث حساس متحرك بالإرادة، بل كل حي فهو كذلك له علم وعمل بإرادته، والإرادة هي المشيئة والاختيار، ولابد في العمل الإرادي الاختياري من مراد وهو المطلوب، ولا يحصل المراد إلا بأسباب، ووسائل تُحصله" مجموع الفتاوى (١/ ٣٤).
فالثابت شرعاً أن للإنسان إرادة ومشيئة تؤثران في فعله، وأن هذه الإرادة والمشيئة واقعة تحت إرادة الله ومشيئته فلا يخرج شيء في هذا الكون عن إرادته ومشيئته سبحانه، قال شيخ الإسلام رحمه الله: "مما ينبغي أن يُعلم أن مذهب سلف الأمة مع قولهم الله خالق كل شيء وربه ومليكه، وأنه ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وأنه على كل شيء قدير" مجموع الفتاوى، (٨/ ١١٨).
أما من الناحية العلمية فإن الإرادة في علم النفس هي العملية المعرفية التي يقرر الفرد من خلالها القيام بعمل معين والالتزام به، وقوة الإرادة هي القدرة على أداء فعل معين، والانضباط الذاتي وضبط النفس والتحكم في الانفعالات.
ولا شك أن هذا المفهوم النفسي للإرادة يتطابق مع المفاهيم العقدية الشرعية ويوافقها.
أما المعنى الباطني فهو مخالف للمعنى الشرعي والمعنى العلمي كذلك؛ فمن الناحية الشرعية فإن قولهم هذا يشبه قول القدرية الذين يزعمون أن إرادة العبد نافذ مستقلة بالتأثير عن مشيئة الله وإرادته، وفي هذا القول مخالفة لركن الإيمان بالقدر وإنكار لمرتبتي ( المشيئة والخلق) من مراتب القدر ، وتفصيل ذلك مستفيض في أقوال أهل العلم، ويمكنكم الرجوع في تأصيل هذه المسألة لحلقات بودكاست خط، عبر الرابط التالي:
اضغط هنا
أما من الناحية العلمية فالثابت أن العمليات والعضلات الإرادية غير خاضعة لرغبات أو إرادة الإنسان وسيطرته.
أما ما ذكر في المقطع فبعد مراجعةٍ كاملةٍ لمحتواه تبين أو المادة المطروحة فيها خلط بين المعنى النفسي الصحيح المشار إليه وبين المعنى الباطني، ومما يؤكد على ذلك ما ذكره المقدم أن المراد بـ (قوة الإرادة) هي (قوة الوعي)، والاستشهاد على دعوى إمكانية التحكم بالعمليات اللاإرادية بتجارب الهندوس ورجال الدين البوذيين مع الإشارة والتأكيد على إلى أن الأساس في تقوية الإرادة هو الاعتماد على التأمل والتركيز والتنويم المغناطيسي.
والذي يظهر والله أعلم أن مقدم البرنامج إما أنه لم يعلم بالأصول الفلسفية والأبعاد العقدية لهذه الأفكار والممارسات، أو أن لديه لبس وهذا هو الغالب.
هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
المجيب:
أ. نسرين بنت علي الجطيلي
باحثة دكتوراه بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة.
الوسم المرجعي:
#الوعي_النفس_العقل_الباطن
قناة اسأل البيضاء:
https://www.tgoop.com/ask_albaydha
.
BY | اسأل البيضاء |
Share with your friend now:
tgoop.com/ask_albaydha/2242