#قانون_الجذب #وحدة_الوجود

رقم ق / ١ / ٧٣
تاريخ ٥ / ٧ / ١٤٤٥ هـ

• السؤال:
امرأة عندها فشل في المبايض واعطاها أحد المشايخ برنامج اليقين وهو أن تشتري الملابس والسرير وبعدها رزقت بولد فاليقين قلبي وعملي فتناجي الله تعالى وامامها السرير والله ينظر لها من فوق العرش وهو ارحم الرحمين فيستجيب دعاءها.
ماحكم اليقين المذكور في القصة ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــ

• الإجابة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أولًا: المراد باليقين في الشريعة: هو العلم التام الذي ليس فيه أدنى شك، الموجب للعمل" انتهى من "تفسير السعدي"
وقال بعضهم "ظهور الشيء للقلب بحيث يصير نسبته إليه كنسبة المرئي إلى العين فلا يبقى معه شك ولا ريب أصلا وهذا نهاية الإيمان وهو مقام الإحسان" ينظر "مدارج السالكين".
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (اليقينُ هو طمأنينةُ القلبِ، واستقرارُ العلمِ فيه، وضدُّ اليقينِ الريبُ، وهو نوعٌ من الحركةِ والاضطرابِ)مجموع الفتاوى.
فهذه معاني اليقين الواردة بالشرع، والتي تنبني على طمأنينة القلب مع كمال العلم والعمل وتزيد لتصل لمقام الإحسان.

ثانياً: اليقين المذكور في هذا المقطع يوهم بأن تحقق المقصود -وهو الولد- ((سببه)) شراء الملابس والسرير، وعيش الحدث قبل وقوعه، وليس هذا هو معنى اليقين في الشريعة، و لا يربط اليقين بحصول السبب أو عدمه، والجزم بأن ممارسة ذلك باستمرار من (مستلزمات اليقين) أو من أسباب رزق الله تعالى للعبد، أو أن الله تعالى يستحي أن يرى عبده مستعدا لذلك بفعله ولا يرزقه، وأنه من جنس رفع اليدين في الدعاء، كل ذلك لا دليل عليه.
وربط اليقين بممارسة الفعل دائما والأمر به تكلف لم ترد به الشريعة ولم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته.

وهذا يشابه اعتقاد أصحاب فلسفة قانون الجذب من خلال أداة التوكيدات التي تسمح لك بتغيير معتقداتك السلبية إلى معتقدات إيجابية إما عن طريق التكرار أو التخييل أو الكتابة، فإذا قمت بفعل ذلك حفزت عقلك اللاواعي، ونشطت عقلك لتتحول تلك التخيلات والأهداف إلى حقائق كما يزعمون.
وينبغي التنبيه إلى خطر مثل هذه المعتقدات على العقيدة المبنية على عقيدة وحدة الوجود.

وأنصح السائلة بالرجوع إلى الله تعالى وكثرة الدعاء والتضرع فهو الرزاق سبحانه قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}، يده سحّاء الليل والنهار سبحانه، فلا يرزق إلا هو، ولا يمنح إلا هو، جل في علاه.
وللاستزادة:
اضغط هنا

هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
د. نورة بنت شاكر الشهري
الأستاذ المشارك في العقيدة والمذاهب المعاصرة.

الوسم المرجعي:
#القوانين_الكونية_الروحانية

قناة اسأل البيضاء:
‏https://www.tgoop.com/ask_albaydha
.