#القدر #شرك

رقم | م / ١٦٩
تاريخ | ٢ / ٧ / ١٤٤٥ هـ

• السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل الكلام الذي في المقطع
(مضمون المقطع عدم احتياج بعض الأرزاق للسعي، بل يكفي فيها ترك التفكير فيها ثم تتحقق، وربط هذه بقوله تعالى: {لا نسألك رزقًا})
صحيح وهل يجوز العمل بكلامها؟
هذه الباحثة لها الكثير من المقاطع بنفس الفكر ونفس التوجه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

• الإجابة:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

يتضمن المقطع عدة أغاليط كلها تخالف منهج أهل السنة في باب القدر والأخذ بالأسباب، تتبيّن بالآتي:
١-مخالفة العقل والحس والواقع؛ وذلك بقولها أن بعض النتائج ومنها الرزق لا تحتاج لبذل سبب أو سعي، وهذا نفي لتأثير الأسباب في نتائجها، وهذا مخالف لعقيدة أهل السنة والجماعة، وكل عقلاء العالم بل حتى من ليس بتام العقل يسعون ويبذلون جهدهم لكسب الرزق من مال وغيره، ولا يعرف أحد عاقل يقول بأن عدم سعيي للمال هو سبب حصولي عليه.

٢-تحريف معنى قوله تعالى: {لا نسألك رزقًا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى} بزعمها أن المقصود عدم السعي وأن الأرزاق تأتي للإنسان دون بذل السبب، وهذا مخالف لما قرره أئمة التفسير في معنى الآية وعلى رأسهم الطبري، حيث يقول في معناها: "لا نسألك مالا بل نكلفك عملا ببدنك، نؤتيك عليه أجرا عظيما وثوابا جزيلا، نحن نرزقك أي نحن نعطيك المال ونكسبكه ولا نسألكه".
فالله هو الرازق وهو الآمر بالأسباب، وليس في الآية من قريب ولا من بعيد ما يدل على إبطال أثر السبب في العمل.

٣-لا يُنكر قولها أن بعض الأرزاق محض فضل من الله سبحانه، ولا يُنكر قولها أن الرزق بيد الله سبحانه، ولكن موطن الإشكال في قولها هو تخصيص أرزاق معينة لا تحتاج لسبب، فما هي تلك الأرزاق؟ فالجنة وهي أغلى مطلب وأعظم مُبتغى تحتاج لبذل سبب ولا يدخلها أحد إلا إذا عمل، يقول تعالى: {ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون}، وأبسط المطالب وأحقرها أيضًا يحتاج لبذل سبب ولانتفاء مانع، كتحريك اليد مثلًا، فإذا كانت الأرزاق من أعلاها لأدناها تحتاج لسبب، فكيف يُعرف الرزق قبل إتيانه هل يحتاج لبذل سبب أم لا؟ إذ كيف يُترك السعي لرزق لا يُعلم هل هو يأتي بسبب أو بدون سبب، والأمور التي تأتي بفضل الله وحده دون سعي لا يعلمها الإنسان إلا بعد تحققها، فكيف يترك العمل؟ وهذا القول فيه دعوة للكسل، ونبذ للعقل.

٤-قولها بأن بعض الأرزاق تأتي بسعي وبعضها تأتي من دون سعي تفريق بلا دليل، وحتى يُقبل كلامها يجب أن تأتي بالدليل الذي خصص بعض الأرزاق دون بعض، والقول بلا دليل مردود وغير مقبول، يقول تعالى: {قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين}.

٥-صاحبة المقطع لديها ضلال كبير في باب القدر، وفي نسبة المقادير لغير الله سبحانه، ومقتضى الكلام في المقطع خاصة يُشابه تقريرات الروحانية الحديثة من حيث جعلهم التفكير والتحكم به، والتغيير فيه هو سبيل تغيير الحياة والأرزاق والمقادير، وهذا فيه ما فيه من الخرافة وفتح باب الشرك، والتشبه المحرم والذي قد يصل بصاحبه للكفر.
وعلى هذا فالاستماع لها وتداول مقاطعها لا يجوز؛ لما فيه من تمرير الباطل وفتح باب الشرك، وهدم أصل من أصول الإيمان وهو القدر.

هذا والله أعلم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
أ. سلمى بنت أحمد الربيش
باحثة دكتوراه في العقيدة والمذاهب المعاصرة.

الوسم المرجعي:
#متفرقات

قناة اسأل البيضاء:
‏https://www.tgoop.com/ask_albaydha
.