tgoop.com/ask_albaydha/2181
Create:
Last Update:
Last Update:
#مصطلحات #فلسفة_شرقية
رقم | ط / ٢٣٨
تاريخ | ٢٨ / ٦ / ١٤٤٥ هـ
• السؤال:
سؤال عما يسمى بـ كورس
البُعد الرباني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• الإجابة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
يهدف هذا التدريب (الكورس) -المزعوم- إلى تخليص الإنسان من البعد المادي الضيق الذي فيه المعاناة وإخراجه إلى فساحة الإيمان بالله والثقة به!
مسميًا البعد المادي بالإسلام الذي لم يحسن الناس فهمه ولا العمل به.
ويحتوي هذا التدريب (الكورس) على عدد من المقاطع شاملة لعدة نواحٍ للإنسان؛ منها:
(١) من أنت؟ أنت اثنين في واحد، أنت مؤقت، وُلدت وتموت، وبينهما هذا أنت، أنت الأبدي الذي لا يموت ولا يمرض ولا يخسر، ولا أي شيء، منزه، أبدي مكرم…
(٢) الناحية الثانية: أن تعرف ما الذي حولك؟ لماذا أنا هنا؟ الله بيَّن لك أنك مكرم {كرمنا بني آدم}، وغيرك من الأشياء التي حولك {وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعًا منه} ما فيه استثناء، كلها خدام لك، لا تخضع لها، بل أنت أكبر منها، حتى الملائكة أسجدهم، فكل شيء حولك ساجد لك متى ما كنت الأبدي وليس المؤقت، عندها اطلب الأشياء، اطلب الشفاء يأتي فورًا، الدعاء مجاب…
▫️كل ما يحتويه المقطع مليء بالتخليط والتلبيس والتدليس، ولا يبعد عن الكذب لأنه لا دليل عليه؛ فهو مجرد تفسيرات أو أفكار شخصية، لا يدعمها نص ولا لغة.
وليست العبرة باستدلال صاحبه بآيات من القرآن، بل العبرة في المضمون الذي كله تحريف وتشويه لمعاني النصوص، واستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير.
ومع بالغ الأسف أن تُسوق مثل هذه الكلمات أو (الكورسات) بصفتها تفسر معاني من الشرع تفسيرات جديدة زاعمة أنها هي التفسيرات الصحيحة!
وإن يعجب المرء فعجبٌ زعمهم أن سبب ضلال الناس وانحرافهم ومخالفتهم هو تمسكهم بالمعاني الظاهرة للنصوص!
وأن العلاج من هذه المظاهر (الضلال، الانحراف…) هو معرفة المعاني العميقة…!
التي لم يأتِ بها إلا هؤلاء الزاعمون.
فمن ذلك -كما في المقطع- يزعم أن البعد الرباني هو مرتبة الإيمان والبعد المادي هو الإسلام، وفسره بالحواس الخمس وأنها قوانين تسيطر على عامة الناس من قِبل النخبة!
ويسوّق لدورته التدريبية التي تعالج الإنسان على أنه عبارة عن اثنين في واحد، الإنسان المادي الذي وُلد ثم يموت والإنسان الأبدي الذي لا يمرض ولا يشيخ ولا يموت! ومثل هذه التعبيرات هي ذاتها أفكار فلاسفة الشرق الوثنيين الإلحادية؛ من زعم ثنائية الإنسان المادية والإلهية، وأن سبب الأمراض والمشاكل التي يعيشها الإنسان هي بتوهمه الانفصال بين هاتين الحقيقتين، لكنه إذا ما أيقن أنه واحد (إنسان وإله) في الآنِ نفسه انحلت له جميع مشكلاته، بل لا تتطرق إليه، لأنه أبدي لا يتغير ولا يتأثر …
ويتخلل هذا التسويق للأفكار الإلحادية تهوين من مقام الأنبياء عليهم السلام، بزعم إمكان وصول الإنسان إلى مرتبتهم أو أنهم مع الأنبياء سواء فيما يجري لهم، فالنار كانت بردًا وسلامًا على إبراهيم ﷺ وكذلك تكون للمؤمن، تُلغى قوانين الطبيعة لأجله، ويقول إن الله تعالى أسجد الملائكة لك أيها الإنسان! ولم يجعلها خصيصة لآدم عليه السلام.… وغير ذلك كثير مما تحويه غالب هذه التدريبات وأمثالها.
وسببه هو الافتتان بالأفكار الفلسفية المظلمة الخالية من كل نور العديمة من كل هدى، وترك الوحي الذي به حياة القلوب ونورها وأمانها في الدنيا والآخرة، والله المستعان.
هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المجيب:
د. جوزاء بنت مساعد السعدون
الأستاذ المساعد في العقيدة والمذاهب المعاصرة.
الوسم المرجعي:
#تطوير_الذات_والدورات_التدريبية
قناة اسأل البيضاء:
https://www.tgoop.com/ask_albaydha
.
BY | اسأل البيضاء |
Share with your friend now:
tgoop.com/ask_albaydha/2181