#فك_الارتباط #قانون_الجذب #صوفية

رقم| ق / ١ / ٧٨
تاريخ

| ٢٦ / ٦ / ١٤٤٥ هـ

• السؤال:
مقطع مرفق: يتحدث صاحبه عن الاستغفار وكان مما قال فيه:
الحياة راح تتغير أول ما يشعر الإنسان بأنه قوي
تمرين تعمله وأنت تستغفر
القوة المبطنة للاستغفار
نية فك الارتباط وفك التعلق من أي شيء دنيوي ..
بنية الاستغفار تريد تبصر حياتك في الآخرة كلما انغسل قلبك يستطيع أن يرى المستقبل وأعظم مستقبل لك هي الآخرة ... احنا معانا قوة خارقة وعندنا قدرة نفتح الأبواب المستحيلة ..
نية التيسير تحطها في قلبك وأنت تستغفر تؤمن أن هناك خزائن عند الله للتيسير (ونيسرك لليسرى)
الله راح يهيء لك الكون
بالاستغفار تفجر الفراغات اللي في داخلك
... إلى آخر ما قاله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

• الإجابة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

هذا المقطع خلط حقا بباطل فهو إلى جانب حديثه عن الاستغفار وأهمية الإكثار منه، إلا أنه لا يطرحه بمعناه الشرعي واللغوي السليم، وإنما يروج لباطل عظيم مستترا بالنصوص الشرعية من القرآن، ويفسرها على غير فهم السلف الصالح لها، فجاء بخليط نشاز ..
وفيما يلي بيان لأبرز المخالفات في المقطع:

١- تحدث عن فك الارتباط وفك التعلق، زاعما أنه هو الاستغفار، وفيما يلي بيان لحقيقة هذه الفلسفة الباطلة التي تزعم تحكم الإنسان بالقدر:
مرفق ١ | اضغط هنا
مرفق ٢ | اضغط هنا

٢- كذلك من أقواله في المقطع: "كلما انغسل قلبك يستطيع أن يرى المستقبل ..": ويبدو أنه على منهج فلاسفة الصوفية القائلين بأن القلب كلما ارتقى وتطهر وصفى، تجلت له المعارف والغيوب وانكشفت له الأستار ورأى المحجوب ... وكل هذا باطل مخالف لمعتقد أهل السنة والجماعة، وقد يوصل إلى الشرك الأكبر، فإن ادعاء علم الغيب المطلق الذي هو من خصائص الله تعالى، شرك مخرج من الملة.

٣- أيضا قال أنه على المستغفر أن يستحضر نية التيسير، وبها راح يهيأ لك الكون، وهذا في حقيقته تسمية مختلفة لفكرة (قانون النية) الذي هو فرع عن قانون الجذب الإلحادي، وفيما يلي بيان حكمه:
اضغط هنا

هذه أبرز المخالفات فيما ذكر، وإلا فسيطول المقام لبسط كل مخالفة لكل ما جاء فيه.
وختاما أقول: الاستغفار من العبادات العظيمة الجليلة، التي تجعل العبد يعرف قدره ويعرف قدر ربه، فينكسر ويذل بين يدي باريه، معترفا بتقصيره وذنبه، راجيا عفو ربه، يخشى أن لا يقبل، وهذا عكس ما تشبع به المقطع، من تضخيم القدرات وتعظيم الذات وعمل المستحيلات، وكأنه لا غاية من الاستغفار إلا تحقيق مطلوبات الدنيا، بما يمليه العبد على ربه تعالى عما يقولون.
أما ما يترتب على الاستغفار من نتائج وفتوحات من الله لعباده وأوليائه مما جاءت به الأدلة الصحيحة، فهي بكرم منه وفضل، لا لاستحقاق العبد لها، ولا لقدرته الخارقة بل هي من مبدئ الفضل والإنعام سبحانه وتعالى.

فالحذر الحذر من سماع مثل هذه المقاطع الملبسة للحق بالباطل فخطورتها تكمن في تلبيسها -قصد صاحبها ذلك أم لم يقصد-، المميتة لحقيقة العبادات وروحها، وجعلها أداة للركون إلى الدنيا وكأنها هي غاية الوجود، وأقصى الأماني.

هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
أ. جمانة بنت طلال محجوب
باحثة دكتوراه في الدعوة وأصول الدين.

الوسم المرجعي:
#القوانين_الكونية_الروحانية

قناة اسأل البيضاء:
‏https://www.tgoop.com/ask_albaydha
.