tgoop.com/ask_albaydha/2167
Create:
Last Update:
Last Update:
#البلاء_موكل_بالمنطق #جذب_القدر
رقم ق / ١ / ٧٨
تاريخ | ٢١ / ٦ / ١٤٤٥ هـ
• السؤال:
جاء في مقطع مرفق، الحديث حول البلاء موكل بالمنطق، وذكر عدد من الشواهد والقصص الدالة على ذلك، ثم استشهد بحديث الرجل المريض الذي زاره النبي ﷺ وقال له لا بأس طهور.. فقال الرجل: لا بل هي حمى تفور على رجل كبير تورده القبور، فقال النبي ﷺ: فنعم إذا، فمات..، وأن التشاؤم يجلب القدر السيء ..
ــــــــــــــــــــــــــــــ
• الإجابة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأثر الوارد: أن البلاء موكل بالمنطق، انتشر كثيرا، ونسبت إليه عدة معاني، فمن المعاني الصحيحة الواردة في المقطع المرفق، أن الشماتة بالآخرين سبب من أسباب الابتلاء بذات ما سخرت منه، كما بيّن ذلك صاحب المقطع، مع ضرورة التنبيه إلى أن الأمر راجع إلى تدبير الله وحكمته وتربيته لعباده، فإن شاء ابتلى الساخر بما سخر منه عاجلا وإن شاء أخره، وإن شاء عاقبه عليه يوم القيامة، وإن شاء الله عاقبه بأمر آخر، وإن شاء غفر له وعفى عنه سبحانه.
ومن المعاني الخاطئة المنسوبة لهذا الأثر، اعتقاد أن الأقدار تستجلب بالتشاؤم والتطير، والاستشهاد عليها بحديث بل هي حمى تفور على شيخ كبير ... فالحديث صحيح، ولكن الدلالة التي ذكرها لا تصح، فإن الذي حصل مع الرجل، هو أنه رفض رحمة النبي ﷺ به، واعترض عليه، فأمّن النبي ﷺ على كلامه، فكانت عقوبة له على ذلك.
أما اعتقاد أن التشاؤم والتطير يجلب الأقدار السيئة، فهذا لا يصح، بل هو من الشرك الذي نهينا عنه، فقد قال ﷺ: [لا عدوى ولا طيرة..] وقال: [الطيرة والتولة شرك] وقال: :[ليس منا من تطير أو تطير له..]
ووجه كون الطيرة والتشاؤم من الشرك هو جعل ما ليس بسببٍ سببا، وهو من منازعة الرب في ربوبيته وتدبيره في خلق الأسباب، فاعتقاد أن التشاؤم جالب للقدر وسبب فيه، اعتقاد باطل.
وقد يحصل أن يقع من الإنسان التشاؤم والتطير بغير قصد منه، لذلك وجب على الإنسان أن يكثر من التوبة والاستغفار، فقد جاء عن النبي ﷺ أنه كان يستغفر ويستعيذ من الشرك، فكان يقول: [اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم]، ويقول: [اللهم لا طير إلا طيرك ولا خير إلا خيرك ولا إله غيرك]، وهذه الأدعية هي نوع من الكفارة عما قد يهجم على قلب الإنسان من التشاؤم والتطير بغير قصد منه، فيدفعه ويبعده بالاستغفار والتوبة والتوكل على الله.
وهذا المعنى هو ما ينشره أصحاب الطاقة والوعي والجذب اليوم، في أن كلمات الإنسان وأفكاره ومشاعره تغير الأقدار، فجعلوا الإنسان ربا يقول للشيء كن فيكون، تعالى الله عما يقولون ..
وكان الاستدلال بهذه الشواهد مما يلبس الأمر ويجعله مشتبها؛ ولذلك ينبغي الحرص على السؤال والعلم، وسؤال الله الفرقان الذي نفرق به بين الحق والباطل، فليس كل ما استدل عليه بآية أو حديث فهو صحيح، فقد يستدل بهما على باطل، كما فعل المشركون لما أشركوا وقالوا: {لو شاء الله ما أشركنا} [الأنعام:١٤٨]، وكما بيّن الله أن الآيات قد تكون سببا في زيادة الضلال فقال تعالى: {وَلَيَزيدَنَّ كَثيرًا مِنهُم ما أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبِّكَ طُغيانًا وَكُفرًا} [المائدة: ٦٨] وقال تعالى: {وَإِذا ما أُنزِلَت سورَةٌ فَمِنهُم مَن يَقولُ أَيُّكُم زادَتهُ هذِهِ إيمانًا فَأَمَّا الَّذينَ آمَنوا فَزادَتهُم إيمانًا وَهُم يَستَبشِرونَ * وَأَمَّا الَّذينَ في قُلوبِهِم مَرَضٌ فَزادَتهُم رِجسًا إِلى رِجسِهِم وَماتوا وَهُم كافِرونَ} [التوبة: ١٢٤-١٢٥].
وللمزيد من البيان والتفصيل حول ما تصح نسبته لهذا الأثر، وما لا تصح نسبته، يُراجع بحث البلاء موكل بالمنطق للدكتورة هيفاء الرشيد:
اضغط هنا
ويراجع في الفرق بين الفأل المحمود واعتقاد جذب القدر، مقال الفأل المفترى عليه للدكتورة هيفاء الرشيد:
اضغط هنا
هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
المجيب:
أ. جمانة بنت طلال محجوب
باحثة دكتوراه في الدعوة وأصول الدين.
الوسم المرجعي:
#القوانين_الكونية_الروحانية
قناة اسأل البيضاء:
https://www.tgoop.com/ask_albaydha
.
BY | اسأل البيضاء |
Share with your friend now:
tgoop.com/ask_albaydha/2167