#طيرة

رقم

| م / ١٦٦
تاريخ

| ٢٢ / ٤ / ١٤٤٥ هـ

• السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندما يفكر الشخص في موضوع أو يتحدث مع أحد ثم يسمع آية لها علاقة من حيث المعنى سواء بالإيجاب أو النفي فيأخذ بها، هل يعد هذا الفعل صحيح؟ أم من قبيل الطيرة؟

جزاكم الله خيراً
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

• الإجابة:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

هذا الفعل غير صحيح لأنه لا يستند على دليل صحيح، فإن استماع الآيات من غير قصد ليس له علاقة صحيحة بهذه الفكرة.
والقرآن هدى وشفاء يهتدي به من عقله وفهمه وتيقن من العلاقة الصحيحة بين الدليل من الآيات ووجه الاستدلال والمستدل عليه وذلك يؤخذ من كلام العلماء الثقات وليس من الخواطر والأفكار..

كما أنه شبيه بفعل أهل الجاهلية، واستقسامهم بالأزلام، وهو ما يقال عنه أخذ الفأل من المصحف:
قال القرافي -رحمه الله-: " وأما الفأل الحرام، فقد قال الطرطوشي في تعليقه: إن أخذ الفأل من المصحف، وضرب الرمل، والقرعة، والضرب بالشعير: وجميع هذا النوع حرام; لأنه من باب الاستقسام بالأزلام.
والأزلام أعواد كانت في الجاهلية، مكتوب على أحدها: (افعل) وعلى الآخر: (لا تفعل) وعلى الآخر: (غُفْل) فيخرج أحدها, فإن وجد عليه: افعل، أقدم على حاجته التي يقصدها، أو : لا تفعل، أعرض عنها واعتقد أنها ذميمة, أو خرج المكتوب عليه: غفل، أعاد الضرب.
فهو يطلب قسمه من الغيب بتلك الأعواد، فهو استقسام أي طلب القَسْم: الجيّد يتبعه, والرديء يتركه.
وكذلك من أخذ الفأل من المصحف أو غيره: إنما يعتقد هذا  المقصد، إن خرج جيدا اتبعه، أو رديئا اجتنبه، فهو عين الاستقسام بالأزلام الذي ورد القرآن بتحريمه فيحرم." انتهى من "الفروق" (4/ 240).

والانتفاع بالقرآن : إنما يكون بتلاوته، وتدبره ، والعمل بما فيه كله .

أما إن كانت دلالة الآية التي سمعها متعلقة بالموضوع الذي يفكر به، مثل: من كان يفكر في طلاق زوجته، فسمع آيات الطلاق التي تحث على العفو وحفظ الزوجية ... وغيرها، فأثرت في قراره بأن تراجع عن الطلاق، فهذا بلا شك فعل صحيح، بل هو المأمور به من تدبر القرآن والامتثال والعمل بمواعظه.

هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
د. ثريا بنت إبراهيم السيف
الأستاذ المساعد في العقيدة والمذاهب المعاصرة.

الوسم المرجعي:
#متفرقات

قناة اسأل البيضاء:
‏https://www.tgoop.com/ask_albaydha
.