ASK_ALBAYDHA Telegram 2083
#البلاء_موكل_بالمنطق

رقم
| م / ١٦٢
تاريخ
| ١٤ / ٤ / ١٤٤٥ هـ

• السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في أحيان كثيرة يقع النظر على شيء معين ككأس زجاج أو غيره، ثم في حديث النفس يستذكر قصةً تتعلق بهذا الغرض، ويذكر اسم الله عليها ويحمده أنها سليمة، وبعد عدة أيام ينكسر الغرض أو يتلف، وحتى لو تحدث عن أمر يخشاه ويحمد الله على تمام الحال يحصل خلافه، فيخالج النفس أنه لا يريد النظر مجددًا في الأغراض ولا الحديث عنها لئلا يحصل لها شيء أو خلاف ما يتمنى، فما قولكم وتوجيهكم في هذا؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

• الإجابة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

الأقدار بيد الله، فلا يحدث شيء إلا بمشيئته وتدبيره سبحانه، ولا يخرج شيء من الأقدار صغيرها وكبيرها عن حكمته سبحانه، وقد جعل من ذلك تأثير الأسباب، ومعرفة حقيقة تأثير السبب تُؤخذ من مصدرين، إما من الشرع فيكون التأثير ثابت شرعًا كتأثير الرقية، وإما من التجربة المطردة فيكون التأثير ثابت كونًا، وما ذُكر في السؤال هو تجربة شخصية غير مطردة، فمن اليقين أن ليس كل ما نفكر فيه ونتكلم فيه يحدث، ولا يوجد عاقل فضلًا عن مسلم يعتقد ذلك، فالكلام مجردًا والتفكير مجردًا لا يؤثر تأثيرًا مباشرًا في الشيء فيُحدث تغييرًا فيه، ولا يُعلم دليل من الشرع أو التجربة المطردة أن هذا يكون مؤثرًا، ولمزيد من التفصيل فيما يُذكر من شبهات في هذا الباب يُراجع بحث للدكتورة هيفاء الرشيد بعنوان: البلاء موكل بالمنطق، اضغط هنا

ومن جهة أخرى فإن عقل الإنسان متحيزٌ بطبعه، فإذا حصل شيء -ككسر آنية أو ما شابه- جعل ذلك مباشرة دليلًا لما يعتقد فيه، مع تجاهل كل الأحداث الأخرى التي لم تتوافق مع معتقده، ويدخل في هذا ما شرحته السائلة، فلو كان حقًا كل ما نفكر ونتكلم فيه يؤثر لَما بقي في بيتها كأس واحد، بل حتى لم يبق في العالم شيء إلا وتغير وساء بسبب تفكير أحدهم فيه أو كلامه عنه، فليستعذ المؤمن من تلبيس الشيطان عليه في مثل هذا، وليدافع هذا التفكير حتى لا يصل للشك المرضي، المانع من تناول الأسباب الحقيقية، وليخشَ على نفسه من مشابهة أهل الباطل من الروحانيين وغيرهم ممن يؤسسون الوجود كله على الذهن، وأن كل شيء مادي هو في طوع التفكير وتقلباته، فلم يتركوا للشرع حرمة، ولم ينزهوا الله في إشراكهم معه غيره في التدبير والتقدير، فقالوا بأن الإنسان يخلق قدره بنفسه، وأن الكون بما فيه رهن لإشارته.
فمن هذا يتبيّن أن ماذكرته السائلة: إما أن يكون شركًا ومعارضة للتوحيد إن كان مبني على الفلسفة الباطنية الروحانية واعتقاد تأثير الأفكار على الواقع بشكل مستقل، وإما أن يكون من تلبيس الشيطان وتزيين النفس وتحيز العقل في اعتقاد ما ليس بسبب سببًا مؤثرًا.


هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
أ. سلمى بنت أحمد الربيش
باحثة دكتوراه في العقيدة والمذاهب المعاصرة.

الوسم المرجعي:
#متفرقات

قناة اسأل البيضاء:
https://www.tgoop.com/ask_albaydha
.



tgoop.com/ask_albaydha/2083
Create:
Last Update:

#البلاء_موكل_بالمنطق

رقم

| م / ١٦٢
تاريخ
| ١٤ / ٤ / ١٤٤٥ هـ

• السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في أحيان كثيرة يقع النظر على شيء معين ككأس زجاج أو غيره، ثم في حديث النفس يستذكر قصةً تتعلق بهذا الغرض، ويذكر اسم الله عليها ويحمده أنها سليمة، وبعد عدة أيام ينكسر الغرض أو يتلف، وحتى لو تحدث عن أمر يخشاه ويحمد الله على تمام الحال يحصل خلافه، فيخالج النفس أنه لا يريد النظر مجددًا في الأغراض ولا الحديث عنها لئلا يحصل لها شيء أو خلاف ما يتمنى، فما قولكم وتوجيهكم في هذا؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

• الإجابة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

الأقدار بيد الله، فلا يحدث شيء إلا بمشيئته وتدبيره سبحانه، ولا يخرج شيء من الأقدار صغيرها وكبيرها عن حكمته سبحانه، وقد جعل من ذلك تأثير الأسباب، ومعرفة حقيقة تأثير السبب تُؤخذ من مصدرين، إما من الشرع فيكون التأثير ثابت شرعًا كتأثير الرقية، وإما من التجربة المطردة فيكون التأثير ثابت كونًا، وما ذُكر في السؤال هو تجربة شخصية غير مطردة، فمن اليقين أن ليس كل ما نفكر فيه ونتكلم فيه يحدث، ولا يوجد عاقل فضلًا عن مسلم يعتقد ذلك، فالكلام مجردًا والتفكير مجردًا لا يؤثر تأثيرًا مباشرًا في الشيء فيُحدث تغييرًا فيه، ولا يُعلم دليل من الشرع أو التجربة المطردة أن هذا يكون مؤثرًا، ولمزيد من التفصيل فيما يُذكر من شبهات في هذا الباب يُراجع بحث للدكتورة هيفاء الرشيد بعنوان: البلاء موكل بالمنطق، اضغط هنا

ومن جهة أخرى فإن عقل الإنسان متحيزٌ بطبعه، فإذا حصل شيء -ككسر آنية أو ما شابه- جعل ذلك مباشرة دليلًا لما يعتقد فيه، مع تجاهل كل الأحداث الأخرى التي لم تتوافق مع معتقده، ويدخل في هذا ما شرحته السائلة، فلو كان حقًا كل ما نفكر ونتكلم فيه يؤثر لَما بقي في بيتها كأس واحد، بل حتى لم يبق في العالم شيء إلا وتغير وساء بسبب تفكير أحدهم فيه أو كلامه عنه، فليستعذ المؤمن من تلبيس الشيطان عليه في مثل هذا، وليدافع هذا التفكير حتى لا يصل للشك المرضي، المانع من تناول الأسباب الحقيقية، وليخشَ على نفسه من مشابهة أهل الباطل من الروحانيين وغيرهم ممن يؤسسون الوجود كله على الذهن، وأن كل شيء مادي هو في طوع التفكير وتقلباته، فلم يتركوا للشرع حرمة، ولم ينزهوا الله في إشراكهم معه غيره في التدبير والتقدير، فقالوا بأن الإنسان يخلق قدره بنفسه، وأن الكون بما فيه رهن لإشارته.
فمن هذا يتبيّن أن ماذكرته السائلة: إما أن يكون شركًا ومعارضة للتوحيد إن كان مبني على الفلسفة الباطنية الروحانية واعتقاد تأثير الأفكار على الواقع بشكل مستقل، وإما أن يكون من تلبيس الشيطان وتزيين النفس وتحيز العقل في اعتقاد ما ليس بسبب سببًا مؤثرًا.


هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
أ. سلمى بنت أحمد الربيش
باحثة دكتوراه في العقيدة والمذاهب المعاصرة.

الوسم المرجعي:
#متفرقات

قناة اسأل البيضاء:
https://www.tgoop.com/ask_albaydha
.

BY | اسأل البيضاء |


Share with your friend now:
tgoop.com/ask_albaydha/2083

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

How to create a business channel on Telegram? (Tutorial) Developing social channels based on exchanging a single message isn’t exactly new, of course. Back in 2014, the “Yo” app was launched with the sole purpose of enabling users to send each other the greeting “Yo.” Read now The Standard Channel Although some crypto traders have moved toward screaming as a coping mechanism, several mental health experts call this therapy a pseudoscience. The crypto community finds its way to engage in one or the other way and share its feelings with other fellow members.
from us


Telegram | اسأل البيضاء |
FROM American