#تأصيل #القدر

رقم

| م / ١٦٠
تاريخ | ٦ / ٤ / ١٤٤٥ هـ

• السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
ما رأيكم بما يُسمى تأثير الفراشة؟ وفكرتها تنص على أن الكون والأقدار محددة بنتائج تلي بعضها من أصغر شيء لأكبر شيء، على سبيل المثال: لو أن هناك شخص رمى علبة زجاجية فانكسرت وبعد أن انكسرت دخل الزجاج في رجل شخص، فنقل للمستشفى وكان غاضبا فخاصم الممرضة ثم ترجع للبيت حزينة وذهنها في حالة من الشتات ثم تطبخ وتنسى النار تشتعل بسبب ما حدث لها ثم يحصل حريق للعمارة فيموت طفلين بسبب العلبة الزجاجية التي رماها أول شخص، هذه هي نظرية الفراشة، فكل شيء مسير عبر نتائج وأحداث صغيرة تكبر وتكبر في مسارات وعالم الكون كله وكل شيء متداخل ببعضه البعض.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

• الإجابة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

سُئل د.عبدالغني مليباري المتخصص في الفيزياء عن نظرية الفوضى وتأثير الفراشة فأجاب مشكورًا:

"نظرية الفوضى (Chaos Theory):
هي مجال علمي في الفيزياء والرياضيات للتعامل مع الظواهر التي تتعدى أسبابها القدرة على إيجاد نظرية منهجية دقيقة لها، وتصبح الظاهرة لتعقيدها في ظاهرها أقرب للفوضى مع القناعة أن هناك تدرج سببي معقد وراءها، ومن هنا جاء وصف تأثير الفراشة، ومن أمثلة هذه الظواهر: الطقس، أسعار الأسهم، اقتصاد السوق، النمو السكاني، وللتعامل مع الأمر يتم افتراض نماذج رياضية من خلال نظرية الفوضي لمحاولة التعامل مع الظاهرة بشكل مفيد دون محاولة تفسيرها".

وعند النظر فإن مصطلح تأثير الفراشة في سياقه العلمي لا يُرى فيه إشكال عقدي إلا من ناحية توظيفه في الاستدلال على قيام العالم على الفوضى وخلوّه من الحكمة، فالقول بأن ترتب النتائج على الأسباب في الكون وتدبيره قائمة على الفوضى وعدم القصد الإلهي قدح في إرادة الله سبحانه وحكمته.

وكذلك توظيف هذا المصطلح في بعض السياقات قد يُنتج خللًا شرعيًا، كالقول بأن التأثيرات البسيطة كرفرفة جناح الفراشة -والتي هي سبب تسمية المصطلح بذلك- تستقل بالتأثير دون مشيئة الله وخلقه لهذه الأحداث.

أو القول بأن تحديد الأسباب الأولية وحصرها سبيل للتنبؤ بالأحداث المستقبلية ضرورةً، والإحاطة الكلية بحوادث المستقبل، وهذا زيادة على ما فيه من زهو وتعالم فهو جزم في غير محله؛ إذ القول بأن ترتب النتائج على أسبابها هو ترتب ضروري لا بد من وقوعه هو قول الفلاسفة ويلزم منه الشرك، ولا يعني هذا تحريم التنبؤ العلمي وإنما المقصود إبطال القول بالعلاقة الضرورية بين السبب والنتيجة مع إنكار قدرة الله ومشيئته وخلقه، وتجاهل الشروط اللازم توفرها، والموانع اللازم انتفاؤها.

هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
أ. سلمى بنت أحمد الربيش
باحثة دكتوراه في العقيدة والمذاهب المعاصرة.

الوسم المرجعي:
#متفرقات

قناة اسأل البيضاء:
‏https://www.tgoop.com/ask_albaydha
.