#علم_نفس

رقم | ع / ٢ / ٢٤
تاريخ

| ١٣ / ٢ / ١٤٤٥ هـ

• السؤال:
هناك تقنية تُدعى تقنية التعرض ومنع الاستجابة، نشرتها صفحة واعي المخصصة في محاربة إدمان الإباحية. هل لكم علم فيها؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

• الإجابة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

سُئلت د. سحر كردي المتخصصة في الصحة النفسية عن تقنية التعرض ومنع الاستجابة، فأجابت مشكورة:
"هذه الطريقة هي إحدى طرق العلاج السلوكي ويكثر استخدامها في حالات الوسوسة، مثلاً: من لديها وسواس نظافة يدفعها لغسل يدها مرارًا وتكرارًا، يستخدم المعالج معها هذه الطريقة بحيث يمنعها من غسل يدها المتسخة لفترة؛ لتتحقق من كون بقاء يدها دون غسيل لفترة معينة لن يؤذيها.
ولكن العلماء يضعون ضوابط لاستخدام هذه التقنيات ولا يرون تعميمها على كل الحالات، فاستخدامها في إدمان الإباحية -مثلًا- ليس مناسبًا؛ لأن موضوع الإدمان يتعلق بحيثيات ذات بعد آخر" أ.هـ.

بالتالي فإن هذه التقنية تستخدم لحالات معينة ضمن برامج علاجية من قبل متخصصين في هذا المجال، فهي في الأصل -والله أعلم- لا علاقة لها بالفلسفات والعقائد الباطلة، ومتى ما رُبطت بتطبيقات الفلسفة الروحانية، كالعقل الباطن بمفهومه الفلسفي، يدخل فيها الإشكال من هذا الوجه.

أما الطريقة المطروحة في الصفحة المشار إليها، فتظهر فيها الإشكالية من جانبين:

الأول: لم تطرح هذه التقنية بالطريقة العلاجية المستخدمة في المجال النفسي بل تم ربطها بالمفهوم الفلسفي للعقل الباطن ويظهر ذلك ما ورد في إمكانية التحكم بالنبض والتنفس وأنها "من وظائف العقل الباطن التي يمكن السيطرة عليها من خلال الجهود الواعية".

ولمعرفة مفهوم العقل الباطن، يراجع الملف المرفق:
‏اضغط هنا

الثاني: أن من الإشكاليات الشرعية الظاهرة في هذه التقنية لمعالجة الإباحية قيامها على تخيل المعصية بهدف التدريب على مواجهة المثيرات، وهذا مخالف للشريعة الإسلامية الآمرة بسد كافة الطرق المؤدية إلى الفساد، وقطع الأسباب الموصلة إليه، وحسم مادة الفساد من أصلها، الموصلة إلى المعصية، ومن النصوص الدالة على هذا الأصل قوله تعالى: {ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا}، وقوله تعالى: {ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده}، وقوله تعالى: {ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق} فهذه النصوص بمجموعها تدل على أن مقاربة الفتن والمعاصي والذنوب مؤذن باقترافها والوقوع فيها.

وعلى السائل -وفقه الله- أن يتخذ الأسباب الشرعية المعينة على التخلص من هذه المعصية، وذلك من خلال الاستعانة بالله، والالتجاء إليه بالدعاء وسؤال الهداية، وسد كافة الطرق الدافعة إلى هذه المعصية، والإكثار من الصوم، لحديث النبي ﷺ: [يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء] لما في الصوم من إضعاف الرغبة، وتقليل التطلع إلى الشهوة.

هذا والله أعلم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
أ. نورة بنت إبراهيم الزامل
باحثة دكتوراه في العقيدة والمذاهب المعاصرة.

الوسم المرجعي:
#الوعي_النفس_العقل_الباطن

قناة اسأل البيضاء:
‏https://www.tgoop.com/ask_albaydha
.