tgoop.com/ask_albaydha/1685
Create:
Last Update:
Last Update:
#وحدة_الوجود
رقم | د / ٢ / ١٩
تاريخ | ١٤ / ٦ / ١٤٤٤ هـ
• السؤال:
الرد على بعض التغريدات المتداولة كهذه ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــ
• الإجابة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
هذه عبارة فاسدة مضللة، وهي مكونة من جزئين:
الجزء الأول: قولهم (الله موجود فينا ونحن فيه وفي كل موجود).
وهذه إشارة لعقيدة (وحدة الوجود)، وكذلك لعقيدة (الحلول)، وهي عقيدة إلحادية دخيلة على الأديان، تقرر أن الله تعالى حال في مخلوقاته، وأن لا إله منفصل عن المخلوقات.
وحقيقتها إنكار وجود إله حقيقي.
وهو معتقد إلحادي شائع في الفلسفات الشرقية كالهندوسية والبوذية، ويوجد بشكل جزئي عند النصارى الذين يعتقدون أن الله تعالى حال في عيسى عليه الصلاة والسلام.
وهذه العقيدة المنحرفة شرعاً وعقلاً وواقعاً، تناقضها النصوص الصريحة في الله جل وعلا
ومنها:
• قوله تعالى: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولانوم له ما في السموات وما في الأرض} إلى آخر الآية العظيمة، فهي وصف للرب جل وعلا لا يشاركه فيه المخلوق، فالعبد تأخذه السنة والنوم، والرب قيوم على خلقه، فكيف يكون فيهم؟
• قوله تعالى: {قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد}، وهي سورة الإخلاص والتوحيد والبراءة من الشرك والإلحاد، فالله تعالى لا شبيه له ولا كفء ولا مثيل، وإذا كان موجوداً في مخلوقاته ومخلوقاته موجودة فيه فلا تمايز بينهما، وحينئذ فلا تنتفي المماثلة -سبحانه عما يقولون-
• قوله تعالى: {يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون}، ولم يقل ربهم فيهم وهم فيه، بل هو عال على خلقه مستو على عرشه سبحانه.
ومثلها قوله تعالى: {أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض}.
وقوله تعالى: {سبحانه وتعالى} {الملك القدوس}.
وغيرها من الآيات والأحاديث التي لم ينطق أي منها أن الله تعالى فينا ونحن فيه، أو أنه في كل الوجود! وهي دالة كذلك على تعاليه وتقدسه وتنزهه أن يكون في كل الوجود، والوجود مخلوق يعتريه النقص والفناء، وفيه القبيح والحسن والقذر والنتن.
والله سبحانه -إلى ذلك- لا يحاط به ولا تدركه الأبصار جل وعلا ولا تحده الحدود وليس محلاً للمخلوقات.
قال ابن تيمية -رحمه الله- : "السلف والأئمة وسائر علماء السنة إذا قالوا " إنه فوق العرش، وإنه في السماء فوق كل شيء " لا يقولون إن هناك شيئا يحويه أو يحصره أو يكون محلا له أو ظرفا ووعاء سبحانه وتعالى عن ذلك، بل هو فوق كل شيء، وهو مستغن عن كل شيء، وكل شيء مفتقر إليه، وهو عالٍ على كل شيء".
الجزء الثاني: قولهم ( لا يحده طريقة وصل، ولا نقطة وصول).
وهي إشارة إلى نسبية الحق وشيوعه والابتداع بتعدد الطرق إلى الله تعالى في العبادة والمعرفة، على طريقة الباطنية، وفيها قطع الطريق إليه سبحانه وإحالة الحصول على معرفته وعبادته.
والصواب:
أن الطريق إلى الله تعالى معلوم وهو طريق واحد بين وواضح في كتابه.
والوصول إليه سبحانه بالعبادة والتذلل والافتقار كما شرع من طريق أنبياءه ورسله وكتابه، لا بالأهواء والطرق المتعددة،
قال تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم} وقال جل وعلا: {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرّق بكم عن سبيله}، فهو صراط مستقيم واحد أمرنا باتباعه وماعداه فسبل تفرق عن سبيله.
وهو أمر يسير ومطلوب غير متعذر، بل هو مقتضى الفطرة والحاجة، وصريح الكتاب والسنة.
وهذه الكلمات المموهة تصد عن الحق وتصعب طريق الهدى، وتوقع الناس في التخبط واليأس والضلال واتباع الهوى.
عصمنا الله والمسلمين من ذلك.
هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
المجيب:
أ.هناء بنت حمد النفجان
باحثة دكتوراه في العقيدة والمذاهب المعاصرة.
الوسم المرجعي:
#الفلسفة_والأديان_الشرقية
قناة اسأل البيضاء:
https://www.tgoop.com/ask_albaydha
.
BY | اسأل البيضاء |
Share with your friend now:
tgoop.com/ask_albaydha/1685