tgoop.com/ask_albaydha/1642
Create:
Last Update:
Last Update:
#مقاطع_منتشرة
رقم | م / ٣٤
تاريخ | ٧ / ٥ / ١٤٤٤ هـ
• السؤال:
انتشر مقطع مرئي لشخص يسرد قصة واقعية لامرأة توفي أبوها، وأنها رأته بعد موته كأنما يقضي لهم حاجاتهم ويطمئن على أحوالهم تمامًا كأن لم يمت، لكنها لم ترَ وجهه، وحصل تفاعل شبه كبير من المتابعين حول ما ذكره الشخص في المقطع من مواقف مماثلة: من رؤية الأموات بعد فترة من موتهم، وسماع حديثهم، أو رؤيتهم تمامًا كما لم يموتوا… مع الحث في آخر المقطع على العودة إلى كتاب الروح لابن القيم ففيه بيان لما أشكل على الناس في مسألة الروح وإمكان رؤيتها في الدنيا ونحو ذلك، فما رأيكم بمحتوى المقطع ومدى صحة ما ذكره الشخص فيه ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــ
• الإجابة:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
هذا لا يعدو كونه شعورًا لقوة الإحساس بالفقد ووجعه لدرجة تبلغ بالشخص أن يرى الفقيد ويسمع صوته… الخ
ولا يمكن تفسيره بتفسير آخر إطلاقًا فالروح إذا فارقت الجسد لا يمكن أن تعود إليه في الدنيا وهذا من أصول الإيمان بالغيب: الإيمان باليوم الآخر ومقدماته التي منها الموت وحياة البرزخ، وكل ما في البرزخ غيب لا يعلمه إلا الله وحده، ولا يمكن الاطلاع عليه بأي طريق غير الوحي، وأي دعوى علم في هذا فهي كاذبة.
صحيح قد يرى الإنسان من فقده واشتد حزنه عليه فيكون هذا إما رؤيا في المنام أو تخييل له في الواقع، ولا يتعدى الأمر هاتين الحالتين أبدًا، وطلب تفسير ما وراء هذا هو تكلف لا فائدة فيه.
وقد اطلعت على الردود وهي كثيرة، ولي معها بعض الوقفات والملاحظات:
أولاً: كل الردود بلا استثناء لا تخرج عما ذُكر سابقًا.
ثانيًا: التشبيه بحال زكريا عليه السلام ومريم لا يصح إطلاقًا، وهو قياس مع الفارق؛ فزكريا نبي الله، ومريم صدِّيقة أي أنها من أولياء الله ويحصل للأولياء من الكرامات وخرق العادة ما هو من جنس آيات الأنبياء، فالذي كان يأتيها من رزق هو كرامة من الله…
ثالثًا: تشبيه كل ما يحصل من رؤية الأموات وأن له تفسيرًا حسيًا بقول الخضر: "ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرًا" لا يصح إطلاقًا، لأن الخضر عليه السلام نبي موحى إليه -على أحد القولين-، وكل ما فعله هو من وحي الله تعالى وليس من تلقاء نفسه، وعلى القول بأنه وليٌ صالح وما حصل له هو من قبيل الكرامات، فهذا أيضًا ليس لأحد القياس عليه؛ لأن شأن الكرامات وحصولها وكون هذا الرجل وليًا من أولياء الله أمرٌ غيبي ليس لأحد الجزم به، وبالتالي فلا يصح تفسير ما يراه الشخص من الأموات تفسيرًا حسيًا أو تشبيهه بقول الخضر وفعله؛ إذ ليس لهذا التشبيه مستند من نص صحيح.
رابعًا: الدعوة إلى قراءة كتاب الروح لابن القيم فيها نظر؛ لأن ما ذكره ابن القيم - رحمه الله - في كتابه كثير منه اعتمد فيه على أخبار ومنامات مما لم يقم عليها دليل، فهي محل بحث ونقد بحسب ما يقتضيه الدليل؛ فالكتاب لا يصلح لعامة الناس تمامًا كحال غيره من كتب الاختصاص التي لا يقرؤها إلا مختص، بل يزيد الأمر تقييدًا في شأن هذا الكتاب بما فيه من أمور غيبية؛ فلا بد فيمن يقرؤه من علم وبصيرة حتى لا يفسر ما لا يفهمه وفق هواه أو أحواله الشخصية، كما حصل ممن تفاعلوا مع المقطع المرسَل.
هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
المجيب:
د. جوزاء بنت مساعد السعدون
الأستاذ المساعد في العقيدة والمذاهب المعاصرة.
الوسم المرجعي:
#متفرقات
قناة اسأل البيضاء:
https://www.tgoop.com/ask_albaydha
.
BY | اسأل البيضاء |
Share with your friend now:
tgoop.com/ask_albaydha/1642