ASK_ALBAYDHA Telegram 1641
#روحانية

رقم | م / ٣٣
تاريخ | ٦ / ٥ / ١٤٤٤ هـ


• السؤال:
استفسار عن مقولة:"الاستمتاع بالرحلة أهم من الوصول، كذلك في صلاتك، استمتع أثناء الخشوع في كونك تدرب عقلك على العودة هنا والآن مرارًا وتكرارًا…."،
وتُختم المقولة: "الخشوع تدريب ممتع للعقل، وليس وصولاً لشيء ما بحد ذاته، وهنا تكمن المتعة"…
السؤال: هل هذا الكلام صحيح؟
ــــــــــــــــــــــــــــــ

• الإجابة:

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

هذا الكلام واضح البطلان؛ فالخشوع هو تذلل القلب للخالق رب العالمين، وما يتبعه من استكانة وخضوع في الجوارح، كل ذلك؛ تحقيقًا لعبودية الله وطلبًا لرضاه، وهذا هو الفلاح المنشود، قال الله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ*الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون:١-٢].

فادعاء أن الخشوع هو مجرد تدريب للعقل لا يقصد منه إلا ذلك، ادعاء كاذب.

والحقيقة أن الانشغال بمثل هذا التدريب مشتت للخشوع غير جالبٍ له؛ لأنه تأمل في الفراغ -على طريقة البوذية- لا هدف من ورائه سوى إصمات الذهن عن أي شيء، وهذا الإصمات أحد أساسيات الفلسفة البوذية، والذي يتضمن فلسفة: عيش اللحظة ومبدأ "هنا والآن" -كما هو مذكور في المقولة-، والموصل في النهاية -حسب اعتقادهم- إلى الفناء في الكون ثم خالقه! والعياذ بالله.

ومثل هذه الفلسفات خالية من أي معنى، خاوية من كل خير؛ لأنها تفتقد الهدى والنور الذي لا يوجد إلا في الوحي المعصوم، وبهذا فهي تسبب لأصحابها الشتات والضياع؛ خلافاً لقصدهم. لذلك يفترضون وسائل كثيرة تحقق لهم الأمان والسعادة، فلم يحققوا لأنفسهم السعادة المنشودة حتى يحققوها لغيرهم، وفاقد الشيء لا يعطيه!

أما المسلم فقد أغناه ربه عن تلمس الهدى من غير كتابه الحكيم، {أَوَلَم يَكفِهِم أَنّا أَنزَلنا عَلَيكَ الكِتٰبَ يُتلىٰ عَلَيهِم إِنَّ فى ذٰلِكَ لَرَحمَةً وَذِكرىٰ لِقَومٍ يُؤمِنونَ} [العنكبوت:51].. ويجمع في صلاته أنواعًا من العبودية؛ فيصلي عبودية وذلاً، ويخشع خضوعًا، وينكسر تعظيمًا لخالقه عز وجل، ويؤدي هذه العبادة كما أمره ربه، وكما أداها رسوله ﷺ، وبذلك يحصل له الأجر والثواب من الله تعالى.

فخشوعه كما أمر الله به وذكره في كتابه، ليس خاليًا من المعنى، أو لا قيمة له، أو لا هدف منه، وليس معناه أنه غير موصل لشيء كما يزعمه المفتونون بالخرافات الروحانية.

هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
د. جوزاء بنت مساعد السعدون
الأستاذ المساعد في العقيدة والمذاهب المعاصرة.

الوسم المرجعي:
#متفرقات

قناة اسأل البيضاء:
https://www.tgoop.com/ask_albaydha
ٰ



tgoop.com/ask_albaydha/1641
Create:
Last Update:

#روحانية

رقم | م / ٣٣
تاريخ | ٦ / ٥ / ١٤٤٤ هـ


• السؤال:
استفسار عن مقولة:"الاستمتاع بالرحلة أهم من الوصول، كذلك في صلاتك، استمتع أثناء الخشوع في كونك تدرب عقلك على العودة هنا والآن مرارًا وتكرارًا…."،
وتُختم المقولة: "الخشوع تدريب ممتع للعقل، وليس وصولاً لشيء ما بحد ذاته، وهنا تكمن المتعة"…
السؤال: هل هذا الكلام صحيح؟
ــــــــــــــــــــــــــــــ

• الإجابة:

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

هذا الكلام واضح البطلان؛ فالخشوع هو تذلل القلب للخالق رب العالمين، وما يتبعه من استكانة وخضوع في الجوارح، كل ذلك؛ تحقيقًا لعبودية الله وطلبًا لرضاه، وهذا هو الفلاح المنشود، قال الله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ*الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون:١-٢].

فادعاء أن الخشوع هو مجرد تدريب للعقل لا يقصد منه إلا ذلك، ادعاء كاذب.

والحقيقة أن الانشغال بمثل هذا التدريب مشتت للخشوع غير جالبٍ له؛ لأنه تأمل في الفراغ -على طريقة البوذية- لا هدف من ورائه سوى إصمات الذهن عن أي شيء، وهذا الإصمات أحد أساسيات الفلسفة البوذية، والذي يتضمن فلسفة: عيش اللحظة ومبدأ "هنا والآن" -كما هو مذكور في المقولة-، والموصل في النهاية -حسب اعتقادهم- إلى الفناء في الكون ثم خالقه! والعياذ بالله.

ومثل هذه الفلسفات خالية من أي معنى، خاوية من كل خير؛ لأنها تفتقد الهدى والنور الذي لا يوجد إلا في الوحي المعصوم، وبهذا فهي تسبب لأصحابها الشتات والضياع؛ خلافاً لقصدهم. لذلك يفترضون وسائل كثيرة تحقق لهم الأمان والسعادة، فلم يحققوا لأنفسهم السعادة المنشودة حتى يحققوها لغيرهم، وفاقد الشيء لا يعطيه!

أما المسلم فقد أغناه ربه عن تلمس الهدى من غير كتابه الحكيم، {أَوَلَم يَكفِهِم أَنّا أَنزَلنا عَلَيكَ الكِتٰبَ يُتلىٰ عَلَيهِم إِنَّ فى ذٰلِكَ لَرَحمَةً وَذِكرىٰ لِقَومٍ يُؤمِنونَ} [العنكبوت:51].. ويجمع في صلاته أنواعًا من العبودية؛ فيصلي عبودية وذلاً، ويخشع خضوعًا، وينكسر تعظيمًا لخالقه عز وجل، ويؤدي هذه العبادة كما أمره ربه، وكما أداها رسوله ﷺ، وبذلك يحصل له الأجر والثواب من الله تعالى.

فخشوعه كما أمر الله به وذكره في كتابه، ليس خاليًا من المعنى، أو لا قيمة له، أو لا هدف منه، وليس معناه أنه غير موصل لشيء كما يزعمه المفتونون بالخرافات الروحانية.

هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
د. جوزاء بنت مساعد السعدون
الأستاذ المساعد في العقيدة والمذاهب المعاصرة.

الوسم المرجعي:
#متفرقات

قناة اسأل البيضاء:
https://www.tgoop.com/ask_albaydha
ٰ

BY | اسأل البيضاء |


Share with your friend now:
tgoop.com/ask_albaydha/1641

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

More>> Choose quality over quantity. Remember that one high-quality post is better than five short publications of questionable value. How to Create a Private or Public Channel on Telegram? Ng Man-ho, a 27-year-old computer technician, was convicted last month of seven counts of incitement charges after he made use of the 100,000-member Chinese-language channel that he runs and manages to post "seditious messages," which had been shut down since August 2020. Telegram Channels requirements & features
from us


Telegram | اسأل البيضاء |
FROM American